النخبة الحضرمية تستعيد منشآت بترومسيلة عقب اشتباكات عنيفة

الجنوب - منذ 52 دقيقة
المكلا، نيوزيمن، خاص:

نفّذت قوات النخبة الحضرمية مدعومة بقوات الدعم الأمني، فجر الخميس، عملية عسكرية مباغتة في الهضبة النفطية بوادي حضرموت، انتهت باستعادة السيطرة الكاملة على منشآت النفط، وعلى رأسها منشآت شركة بترومسيلة، بعد أيام من تمركز مسلحين قبليين وقوات "حماية حضرموت" التابعة لعمرو بن حبريش داخل محيط القطاعات النفطية.

وبحسب مصادر عسكرية ميدانية، اندلعت اشتباكات عنيفة حدود الساعة السادسة صباحًا بالقرب من مواقع وقطاعات نفطية عقب تحركات للطرفين في محيط الحقول، قبل أن تتوسع المواجهات لعدة ساعات وسط استنفار واسع في عموم الهضبة النفطية. وأكدت المصادر أن قوات النخبة والدعم الأمني تمكنت من بسط سيطرة كاملة على المواقع التي شهدت المعارك، وبدأت عملية انتشار واسعة لتأمين الهضبة، فيما انسحبت القوات التابعة لبن حبريش باتجاه مناطق خارج المنشآت.

وقالت المصادر إن المهندسين والعاملين في شركة بترومسيلة يستعدون للعودة إلى مواقعهم واستئناف العمليات التشغيلية المعتادة، بعد توقف فرضه وجود المسلحين خلال الأيام الماضية. كما بدأ الفنيون في اتخاذ إجراءات تقنية لإعادة تشغيل المحطات الكهربائية الغازية التي تغذي مناطق واسعة من وادي حضرموت، بعد فترة من الانقطاع.

وأفاد مصدر طبي في وادي حضرموت أن مستشفيات المنطقة استقبلت منذ ساعات الفجر الأولى عددًا من القتلى والجرحى جراء الاشتباكات، موضحًا أن بعض الإصابات وُصفت بالخطرة. ولا تزال الحصيلة النهائية قيد التدقيق في ظل استمرار نقل المصابين من مواقع الاشتباكات.

وتزامن التصعيد العسكري مع مرور أقل من 12 ساعة على إعلان السلطة المحلية بحضرموت عن اتفاق شامل مع حلف قبائل حضرموت، رعته لجنة من المشائخ والشخصيات الاجتماعية وبإشراف مباشر من الفريق السعودي "اللجنة الخاصة" الذي وصل المكلا مساء الأربعاء.

وكان الاتفاق الموقع قد نصّ على وقف فوري للتصعيد العسكري والإعلامي، والبدء في انسحاب قوات الحلف لمسافة كيلومتر واحد خارج نطاق الشركات النفطية، مقابل إعادة تموضع قوات حماية الشركات وعودة موظفي شركة بترومسيلة إلى مواقعهم. كما تضمن الاتفاق انسحاب قوات النخبة المساندة ثلاثة كيلومترات عن مواقعها الحالية لحين اكتمال الترتيبات.

وحدد الاتفاق خطوات لإعادة دمج قوات حماية حضرموت التابعة للحلف ضمن قوة موحدة لحماية الشركات النفطية، بقيادة العميد أحمد عمر المعاري، إضافة إلى التأكيد على عدم تعزيز أي طرف لقواته خلال فترة التنفيذ.

التطورات الميدانية تأتي في لحظة سياسية حساسة تشهد فيها حضرموت مساعي محلية وخارجية لتثبيت الاستقرار ومنع الانزلاق نحو مواجهات واسعة، خصوصًا مع ارتباط المنطقة بقطاع حيوي يمثل أهم موارد البلاد الاقتصادية.

ويُنتظر أن تعقد لجنة الوساطة اجتماعات عاجلة خلال الساعات القادمة لتقييم الوضع ومحاولة إعادة الأطراف إلى مسار الاتفاق الموقع أمس، وسط مخاوف من توسع دائرة الاشتباكات ما لم يتم احتواء التوتر سريعًا.