دماء وطوارئ في مصر

دماء وطوارئ في مصر

السياسية - Wednesday 14 August 2013 الساعة 04:26 pm
نيوزيمن

أصدرت الرئاسة المصرية المؤقتة قرارا بفرض حالة الطوارئ في مصر لمدة شهر اعتبارا من عصر اليوم، وذلك بعد مقتل المئات وإصابة الآلاف بعد مباغتة القوات المصرية فجر اليوم للمعتصمين بميداني رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة، وما نجم عنه من تظاهرات واشتباكات بمختلف محافظات البلاد، مما أثار استنكارا دوليا وحقوقيا واسعا. وبحلول عصر اليوم دخلت مصر في حالة الطوارئ بناء على قرار رئيس الجمهورية المؤقت عدلي منصور، كما طالبت الرئاسة المؤقتة الجيش المصري بدعن وزارة الداخلية في فرض حالة الأمن بالبلاد. وتعيش مصر في حالة من الذهول والهيجان منذ فجر اليوم، عندما باغتت قوات الأمن والجيش المصريين المعتصمين وبدأت عملية فض بالقوة لاعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة، الأمر الذي أسفر عن سقوط مئات القتلى والاف وفقا لمصادر طبية وشهود عيان في الميادين، فيما قدر حزب الحرية والعدالة عدد قتلى أحداث اليوم بنحو 2200 قتيل، وقالت وزارة الصحة إن عددهم بلغ 95 قتيلا و874 مصابا. آ ووفقاآ  لنقابة الأطباء في مصر فإن المئات قتلوا وإصيب الآلاف خلال اقتحام قوات الأمن اعتصامي مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في رابعة العدوية والنهضة، في حين بدأ مؤيدو مرسي اعتصاما جديدا في ميدان مصطفى محمود، وخرجت مظاهرات في أنحاء مصر وسط إجراءات أمنية مشددة في أنحاء البلاد. وقال الأمين العام لنقابة الأطباء في مصر للجزيرة إن عدد القتلى في رابعة العدوية بلغ المئات وإن أكثر من 5000 شخص أصيبوا، مشيرا إلى أن مئات المصابين في ميدان النهضة محاصرون من قبل قوات الأمن داخل مبنى كلية الهندسة القريب من الميدان، وطالب بتسهيل وصول سيارات الإسعاف إليهم. وقدم منسق المستشفى الميداني في ميدان رابعة تقديرات أكبر لعدد الضحايا قائلا إن عدد القتلى بلغ 2200 شخص وأصيب نحو 10000 آخرين، مؤكدا أن المستشفى ومسجد رابعة العدوية اكتظا بالجثث والمصابين، وقد تمكن مراسل الجزيرة من إحصاء 300 قتيل ونحو 800 جريح. أما وزارة الصحة المصرية فاكتفت بـ15 قتيلا ونحو 100 جريح. ودعا المستشفى الميداني الأطباء من شتى الاختصاصات إلى التوجه إلى ميدان الاعتصام للمساهمة في إسعاف المصابين، كما طالب بالسماح لسيارات الإسعاف بالدخول لنقل المصابين. وقد تمكنت قوات الأمن من فض الاعتصام في ميدان النهضة، وما زالت تحاول السيطرة على الأوضاع في ميدان رابعة الذي يضم عددا أكبر من المعتصمين. وكانت قوات الأمن قد بدأت صباح اليوم هجوما مباغتا على الميدانين، واتهمها المعتصمون باستخدام الرصاص الحي والقنابل المدمعة بكثافة عدة ساعات. ولقي الهجوم ردودا واسعة في مصر وخارجها. آ  كما أظهرت صور تلفزيونية وجود قناصين على البنايات المحيطة بميدان رابعة قاموا بإطلاق النار، وقال معتصمون إن معظم الإصابات كانت في مناطق قاتلة من الجسد. وقامت قوات الأمن باعتقال عدد كبير من المعتصمين، وقال مسؤول بوزارة الداخلية لمحطة فضائية مصرية إنه جرى اعتقال عدد من قيادات الإخوان المسلمين، وفي وقت لاحق قالت وكالة رويترز إنه تم اعتقال القيادي في حزب الحرية والعدالة محمد البلتاجي. اعتصام جديد وفي حين خرجت مظاهرات في القاهرة والمحافظات تأييدا لمرسي وتنديدا باستخدام القوة في فض الاعتصامين، حاولت حشود من مؤيدي مرسي الوصول إلى ميدان رابعة تأييدا للمعتصمين، لكنها قوبلت بإطلاق الرصاص حسب شهود، وفي هذا الصدد قال القيادي في حزب الحرية والعدالة سعد عمارة للجزيرة إن "مجزرة" حدثت في ميدان رمسيس ضد أنصار مرسي. وفي هذه الأثناء بدأ مؤيدو مرسي اعتصاما جديدا في ميدان مصطفى محمود بالجيزة، وقاموا فعلا بنصب منصة رئيسية بحضور الداعيين محمد حسان ومحمد يعقوب -وهما من التيار السلفي- اللذين انضما إلى الاعتصام الجديد. وقال مراسل الجزيرة نت في ميدان مصطفى محمود إن ثلاثة أشخاص قتلوا هناك عندما حاولت قوات الأمن منع قيام الاعتصام، وقد استخدم مسجد مصطفى محمود مستشفى ميدانيا. النهضة وفي ميدان النهضة قالت وزارة الداخلية إنها تمكنت من فض الاعتصام بشكل كامل، وقال طبيب من المستشفى الميداني هناك للجزيرة إن قنابل الغاز المدمع سقطت على الميدان من كل الاتجاهات، مشيرا إلى إصابة 150 شخصا. وقال مراسل الجزيرة قرب ميدان النهضة وليد العطار إن الدخان الأسود كثيف جدا داخل ساحة الاعتصام، مؤكدا أن عشرات المصابين يجري نقلهم على الدراجات الهوائية إلى المستشفيات. وقال أحمد البنا -وهو أحد المعتصمين المحاصرين- إن قوات الأمن تدمر كل شيء في ساحة النهضة. وزارة الداخلية ومن جانبها قالت وزارة الداخلية المصرية في بيان ثان اليوم إن عناصر مسلحة داخل الاعتصامين بادرت بإطلاق النار بكثافة على رجال الأمن مما تسبب في مقتل ضابط ومجند وإصابة آخرين، كما تم ضبط أسلحة لدى آخرين. وكانت السلطات المصرية قد سربت أمس معلومات عن أنها قررت تأجيل اقتحام الاعتصامين شهرا على الأقل لفسح المجال أمام فضهما بشكل سلمي.