التصعيد العسكري ومناخ عدم الثقة يصعبان مهمة الوسيط الدولي في اليمن

التصعيد العسكري ومناخ عدم الثقة يصعبان مهمة الوسيط الدولي في اليمن

السياسية - Monday 11 January 2016 الساعة 11:55 am

آ نقلا عن مونت كارلو الدولية المبعوث الاممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد، يبدأ مشاورات في صنعاء بشان التحضيرات لمحادثات السلام مع الحكومة، المقررة هذا الشهر، وسط انباء عن خلافات في وجهات النظر بين الحوثيين وحلفائهم في حزب الرئيس السابق المؤتمر الشعبي العام. وعلمت مونت كارلو الدولية ان حلفاء صنعاء عقدوا مساء امس اجتماعا تشاوريا برئاسة امين حزب المؤتمر عارف الزوكا تمهيدا للقاء الوسيط الدولي اليوم الاثنين. ويتمسك حزب المؤتمر بموقف الرئيس السابق الذي يطرح فيه شروطا للذهاب الى مشاورات جديدة، بينما يرى الحوثيون الموافقة على محادثات مشفوعة بمطالب موازية لتلك التي يطرحها الفريق الحكومي. وكان الوسيط الدولي، وصل صنعاء امس في زيارة تستغرق عدة أيام، قال انه سيلتقي خلالها "بالأطراف السياسية تحضيرا لجولة جديدة من المحادثات". واشار المبعوث الاممي الى انه "يقوم باتصالات كبيرة من اجل حل جذري للازمة"التي قال انها طالت واتت بكثير من المآسي والآلام للمدنيين. ومن المتوقع ان يتوجه ولد الشيخ بعد ذلك الى عدن للقاء الرئيس عبدربه منصور هادي، طلبا لهدنة جديدة بالتزامن مع جولة المحادثات المرتقبة، التي اقترح المبعوث الدولي، مدينة جنيف السويسرية، مكانا لانعقادها. وانتهت جولة مشاورات بين الاطراف اليمنية المتحاربة، في سويسرا منتصف ديسمبر الماضي، الى ترحيل ملفات الصراع الرئيسة الى اجتماع جديد في 14 يناير/كانون ثاني في جنيف، او اثيوبيا، لكن مصادر حكومية، اعلنت تأجيل موعد الجولة المقبلة من المشاورات، الى نهاية الشهر الجاري، لعدم استكمال التحضيرات، والتباينات المستجدة حول اولويات الاجتماعات المدعومة من الامم المتحدة. وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي يشكك في رغبة الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح، بحل سلمي للازمة اليمنية، في مؤشر على تصاعد مناخ عدم الثقة بين الاطراف المتحاربة. المخلافي قال في تصريحات اعلامية ان الحوثيين وصالح "غير جادين وغير جاهزين لعملية السلام". وزير الخارجية اتهم الحوثيين بتعطيل الوصول إلى حل سياسي في اليمن، وقال "أنه من العبث الذهاب إلى المفاوضات المقبلة دون تنفيذ الحوثيين قرار مجلس الأمن 2216"، الذي يلزم الجماعة وحلفائها وقف العنف والتخلي عن السلاح واطلاق سراح المعتقلين والانسحاب من العاصمة صنعاء والمدن التي سيطروا عليها تباعا منذ منتصف 2014. من جانبه قال الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثيين محمد عبد السلام، إن الحل السياسي للأزمة اليمنية أصبح موجودا وقائما، ولم يعد فيه أي تعقيد، لكنه اتهم السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر وسفير اليمن في واشنطن أحمد عوض بن مبارك بتعطيل مفاوضات جنيف. عبد السلام قال في حوار مع قناة "المسيرة" إن مسار المفاوضات القادمة مرهون بوقف الحرب". اضاف "لهذا نحن لا نعتقد أنه لا زال هناك أزمة سياسية تحتاج إلى نقاش". واكد ان "ولد الشيخ لم يعد يحمل أي مقترحات أخرى إلا إذا كان لديه محاولات للالتفاف على ما تم التوافق عليه مسبقاً". الناطق باسم جماعة الحوثيين، قال إن جماعته تؤكد ضرورة الإفراج عن كل المعتقلين من كل الأطراف، غير إن الطرف الاخر يصر على الإفراج عن خمسة معتقلين فقط. منظمة هيومن ريتس ووتش تتهم الحوثيين بالاعتقال التعسفي والاخفاء القسري لعشرات الأشخاص في العاصمة صنعاء. المنظمة الحقوقية الدولية، قالت في بيان لها الاحد انها وثّقت الاحتجاز التعسفي أو المسيء لما لا يقل عن 35 شخصا على يد الحوثيين في الفترة من أغسطس/آب 2014 حتى أكتوبر/تشرين الأول 2015، منهم 27 ما زالوا رهن الاحتجاز. المنظمة دعت سلطات الحوثيين "الى حماية حقوق كل المعتقلين، والإفراج فورا عن جميع المحتجزين تعسفيا، ومنح أفراد العائلة والمحامين ومراقبين مستقلين إمكانية الوصول الفوري إلى مواقع الاحتجاز، للحد من مخاطر سوء المعاملة". وقالت المنظمة ان العديد اعتقلوا، على ما يبدو، بسبب صلاتهم بحزب "التجمع اليمني للإصلاح"، وهو حزب سياسي ذي مرجعية دينية سنية يعارض الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى في اليمن منذ سبتمبر/أيلول 2014. ونقلت هيومن رايتس ووتش، عن المحامي عبد الباسط غازي، الذي يرأس "هيئة الدفاع عن المعتقلين والمختطفين قوله إن منظمته موكلة عن أكثر من 800 من المعتقلين والمختفين، معظمهم ينتمي إلى الإصلاح. ولفت غازي الى ان المعلومات التي جُمعت من مصادر مطلعة حول الاعتقالات، تفيد أن الحوثيين يحتجزون ما لا يقل عن 250 في سجن الثورة الاحتياطي، و180 في سجن هبرة الاحتياطي، و167 في سجن دائرة البحث الجنائي، و165 من الشخصيات المعارضة في سجن صنعاء المركزي، و73 في مقر جهاز الأمن السياسي، و20 في مركز شرطة الجديري، و10 في منزل يملكه قائد الفرقة المدرعة الأولى السابق اللواء علي محسن الأحمر، وعدد غير معروف في مسجد الإمام زين العابدين في حي حزيز. بالإضافة إلى المعارضين السياسيين، استهدف الحوثيون صحفيين في وسائل إعلام معارضة. وذكرت المنظمة الدولية، ان مصدرا من السجن المركزي بصنعاء اكد لها "أنه قبل تنفيذ عملية كبيرة لتبادل الأسرى في 16 ديسمبر/كانون الأول، كان الحوثيون يحتجزون فيه ما لا يقل عن 450 معتقلا. وقال مصدر المنظمة" إن هؤلاء السجناء يُحتجزون بمعزل عن السجناء الآخرين، ولا يشرف عليهم إلا حراس حوثيين، ولا يتواصلون مع موظفي السجن العاديين. وأضاف أنه –على حد علمه– "لا يتلقى السجن أي حصص إضافية من الغذاء لهؤلاء السجناء، كما لا يوفر لهم موظفو السجن الحوثيون البطاطين والفرش والوسائد". صنعاء: غارات لطيران التحالف على مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق في مديريتي بنى حشيش وسنحان شرقي العاصمة صنعاء. مصادر محلية، قالت ان الطيران الحربي ضرب بسلسلة غارات جوية معسكرات ومواقع مفترضة للحوثيين في جبل الطويل، ومنطقة صرف بمديرية بنى حشيش، كما شن غارتين على وادي الذراني بمنطقة المحاقرة بمديرية سنحان مسقط راس الرئيس السابق علي عبد الله صالح. الجوف: قتلى وجرحى بموجهات عنيفة بين الحوثيين والقوات الحكومية في منطقة العقبة بمديرية الغيل غربي المحافظة الصحراوية الحدودية مع السعودية. مصادر محلية، قالت ان القوات الحكومية حققت تقدما ميدانيا لافتا لمسافة 2كم غربا في المنطقة باستعادة عديد المواقع والتلال الاستراتيجية في وادي هراب، بغطاء جوي من طيران التحالف الذي شن سلسلة ضربات مستهدفا مواقع واليات وعتادا عسكريا للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق. مأرب: مقتل شخصين من اسرة واحدة بانفجار لغم أرضي بسيارتهما في منطقة الصفراء بمديرية مجزر شمالي محافظة مارب. خمس غارات لطيران التحالف على مواقع الحوثيين في جبل هيلان بمديرية صرواح غربي مدينة مارب، وتأتي الغارات الجديدة في وقت استعادت فيه القوات الحكومية اجزاء واسعة من السلسلة الجبلية الاستراتيجية التي لايزال الحوثيون يحتفظون بسيطرتهم على مواقع فيها، كأخر معقل للجماعة في مديرية صرواح المتاخمة لمحافظة صنعاء التي تضم مديريات ريف العاصمة. حجة: استمرار المعارك الطاحنة في مديرية ميدي شمالي غرب البلاد، في اعقاب استعادة حلفاء الحكومة سيطرتهم التامة على ميناء ومدينة ميدي، بعد وقت قصير من انسحاب تكتيكي، امس الاول السبت من المرفأ الاستراتيجي على البحر الاحمر، الذي تقول الرياض ان الحوثيين يتلقون عبره شحنات مهربة من السلاح، من حلفائهم الاقليميين. مصادر موةت كارلو الدولية، قالت ان قوات التحالف حافظت على مكاسبها بالسيطرة على الميناء والمدينة، في الوقت الذي كثف فيه الطيران الحربي من غاراته على مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق في المديرية الساحلية على البحر الاحمر. وقتلت امرأتان وطفل واصيب خمسة اطفال اخرين بقصف لطيران التحالف على قرية الشعاب بمديرية حرض المجاورة، على ما افادت مصادر محلية. وتسعى القوات الحكومية للتقدم تحت غطاء جوي كثيف عبر ميدي باتجاه مدينة حرض المنفذ الحدودي لليمن مع السعودية. في الاثناء تحدث الحوثيون عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف حلفاء الحكومة خلال محاولة تقدم جديدة شمالي مديرية ميدي. البيضاء: قتلى وجرحى بتفجير عبوة ناسفة بدورية عسكرية تابعة للحوثيين على الخط الدائري لمدينة البيضاء وسط البلاد. مواجهات عنيفة بين الحوثيين ومقاتلين محليين بمنطقة العقلة في مديرية الصومعه غربي مدينة البيضاء. آ