الحرب في دماج بين سلبية الدولة وكارثية الأحزاب وغرور الحوثي

الحرب في دماج بين سلبية الدولة وكارثية الأحزاب وغرور الحوثي

السياسية - Friday 01 November 2013 الساعة 07:06 pm

خاص-نيوزيمن: في الوقت الذي تشتد فيه مواجهات القتال بين السلفيين والحوثيين في دماج، وجه ناشطون سياسيون وحقوقيون وإعلاميون انتقادات إلى الرئيس عبدربه منصور هادي، للطريقة التي يتم التعامل بها مع ملف الحرب الدائرة بين الجانبين. آ وتأتي الإنتقادات مع أنباء تؤكد إغلاق وزير الدفاع في حكومة الوفاق التلفون في وجه رئيس مركز دار الحديث الحجوري لرفضه تسليم جبل البراقة المختلف عليه دون ضمانات، خاصة وأنه الجبل الوحيد الحامي لسكان دماج من قصف مسلحي الحوثي. آ ووصف رئيس تحرير صحيفة الوسط، جمال عامر موقف الدولة بالسلبي أمام ما يجري من نزيف دم في صعده" ودليل على " ضعف وهشاشة وقلة حيلة" الدولة. أما موقف أحزاب المشترك، فيرى عامر أنه " لا يعبر إلا عن كارثة أخلاقية وقيمية وإنسانية غير مسبوقة". وقال " ومن تابع بيان المجلس الأعلى للمشترك يلحظ كيف أعلى هؤلاء من مسألة الإيحاء على توافقهم الكاذب على أرواح تزهق باسم الله وحماية الدين بحسب اعتقاد كل طرف من المتحاربين إلى الحد الذي عجز فيه هؤلاء عن تحميل المسؤلية لطرف أو لآخر أو إعلان موقف واضح في انحطاط لأي إدانة غير بيان الحكومة ولجنة الرئاسة". وانتقد ياسر الرعيني، المسؤول في مؤتمر الحوار، غياب الدولة والمكونات السياسية عما يحدث في دماج من قتال. وقال بأن " ما يجري في دماج أمر لا انساني في ظل غياب مؤسف للدولة والمكونات السياسية عن ما يحدث بغض النظر عن الوضع السياسي المتردي أو التبريرات التي يمكن ان تقال إلا أن القتل لا يمكن تبريره من اي طرف كان". ويرى الصحفي والكاتب عبد الله دوبله أن " أسوأ من حرب دماج.. هذا الغرور في صنعاء بقوة الحوثي وجبروته والتباكي على سلفيي دماج كمن يتشفى فيهم أو يتوعدهم". وانتقد دوبله ، السلفيين والحوثيين بسبب خوضهم معارك فيما بينهم، وإجادتهم سفك الدماء. وقال " لا جديد في الأمر..دماء أخرى من عرب حمقى أسهل ما يجيدونه هو سفك الدماء.. لست مضطرا للشرح أني لا أدعي حيادا هنا.. أو لأعلن ادانتي لعدوان الحوثي وغطرسته.. لكن السلفيين ليسوا بذلك المختلف عن عدوهم.. قد يبدو انهم مختلفين.. غير ان مصدرهم واحد. فالكل ليسو الحوثيين والسلفيين فقط، ذلك العربي الذي لم يغادر ماضيه حتى الآن". وطالب الوزير السابق حمود الهتار، رئيس اللجنة الرئاسية يحيى منصور أبو أصبع، بالعودة ومغادرة مدينة صعدة حفاظا على مكانته وبراءة ذمته، إذا لم يكن قادرا على ايقاف الحرب في دماج. آ وقال في رسالة وجهها إلى أبو أصبع، " الأخ الشيخ يحيى منصور رئيس اللجنة الرئاسية بصعدة المحترم إذا لم تكن قادرا على ايقاف الحرب في دماج فارجوا مغادرة مدينة صعدة حفاظا على مكانتك وبراءة لذمتك". وتابع " من لم يحافظ على دماء ابناء اليمن على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم فلا حفظه الله ولا أبقاه". آ  آ أما مدير تحرير صحيفة الأولى محمد عايش، فتساءل عن الكيفية التي يتم بها معرفة " أن ما يحدث في صعدة ودماج يحدث بقرار إقليمي وانصياع رسمي محلي؟". ودعا عايش إلى " النظر إلى غياب عبد ربه منصور هادي عن مشهد الحدث وكأنه ليس هنا، أو كأن يمنيين من رعاياه لا يقتل بعضهم بعضا في واحدة من أسوأ المعارك تخلفا". آ كما طالب بالنظر إلى موقف الحكومة، حيث أنها "تدعو الطرفين" وكأنها حكومة شقيقة تدعو متحاربين أشقاء، أو كأن باسندوة بان كي مون وصعدة تيمور الشرقية. وتابع الصحفي عايش بالقول " وانظر إلى وزير الداخلية: مشغول بمتابعة إطلاق سراح منفذي السطو المسلح في تعز بينما حزبه منهمك في صب الزيت على النار" و " انظر مواقف بقية القوى السياسية، وكأنها غير ذي صلة.. الجميع مستجيب لآلهة الشر وأم البلى". ودعا القيادي في حزب حشد، صلاح الصيادي، الطرفين المتقاتلين إلى " وقف الحرب في دماج وايقاف سفك الدم اليمني هناك"، كما تمنى "من العقلاء سرعة التدخل"، حيث وأن " اليمن لا تحتمل أزمات جديدة" أما الصحفي والكاتب الدكتور عبد الكريم سلام، فيرى في " الحرب السلفية الحوثية توقيت من أجل الغنيمة"، مشيرا إلى أن " الصراع السلفي الحوثي وارد ومطروح منذ بداية الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالتغيير ودولة القانون وأريد له ان يبقى قنبلة قابلة للانفجار كلما اقتربت الجهود من تخوم إعادة ترميم هياكل الدولة المتهاوية". ولم يرى سلام، غرابة في أن يتفجر الصراع بين السلفيين والحوثيين في هذا التوقيت تحدياً لمواجهة حتميات التحول المنتظر من الحوار الوطني ، خاصة لجهة بناء الدولة وإعداد دستور جديد ، ووضع مقاربات جديدة لتدبير الشأن العام على أساس المواطنة ، وكل مقتضيات الخروج من ربقة القوى التقليدية. آ وأكد أن الصراع المذهبي الذي يلوح برأسه في دماج ويجري تحت مظلة الدين والتدين ليس إلا صدى واستمرار للصراع من أجل الغنيمة و الحفاظ على عائداتها المتراكمة لدى قوى النفوذ السياسي والاقتصادي التي ظهرت بقوة وراء تفجير الموقف الطائفي وإشعال فتيل الحرب على صفحات الجرائد وقنوات التلفزة التي تملكها اليوم تلك القوى التقليدية نفسها التي أصبحت تحتكر الفضاء الإعلامي والصحفي وتوجه المزاج الشعبي للجماعات والزمر ، نحو الاهداف التي تخدم بقائها.