محمد عزان القيادي المؤسس لـ "الشباب المؤمن" يكشف حقيقة الحوثيين ويصفهم بـ"أمراء حرب"

المخا تهامة - Saturday 02 June 2018 الساعة 11:12 pm
صنعاء، نيوزيمن:

شن الباحث والمفكر الإسلامي محمد عزان نقداً لاذعاً علی ميليشيا الانقلاب الحوثية ووصف قيادتها الذين يزعمون بانهم أولياء الله ، بـ "أمراء حرب".

ويُعد محمد عزان ضمن ست قيادات دينية وفكرية بادرت بتأسيس "جماعة الشباب المؤمن" التي انبثقت عنها جماعة الحوثيين، وانشق عليها عزان لاحقاً لإدراكه محاولة زعيم الحوثيين حسين بدر الدين الحوثي تدريس أفكار ضالة خارجة عن المذهب الزيدي.

وقال الباحث محمد عزان، في نقده الجديد للحوثيين في منشور دونه علی حسابه بالفيس ورصده (نيوز يمن)، "لا أؤمن بدين يُجيز لأمراء الحرب أن يُجرجروا الصغار وعَديمي الخِبرة ومَن لا يأذن لهم أهلهم إلى جبهات الموت!!".

وخاطب قادة ميليشيا الحوثي قائلاً: "يا من تدّعي أنك ولي لله.. حياة الإنسان أكرم عند الله من سُلطة تحكم فيها، أو أرض تسيطر عليها، أو مفاوضات تخوضها في بحر من الدماء والدموع!".

واستطرد: "لا داعي لإرسال عيال الناس للجبهات، يكفي العساكر الذين يستعرضون بهم في الميادين، فقد أصبحت بلادنا مقابر وبيوتنا مآتم".

وتزامن هذا النقد مع حملات تحشيد حوثية لإجبار الشباب وصغار السن علی التوجه إلی جبهات القتال وخاصة جبهة الساحل الغربي دون الحصول علی مواففة آبائهم.

وكان الباحث عزان قد حذّر في منشور سابق من أي تسوية للأزمة اليمنية مبنية على المحاصصة، بانها ستكون بمثابة لغم كبير.. حتى وإن كانت محددة بزمن قصير. وقال: "إن القبول بالمحاصصة يعني شرعنة المكاسب التي حققها أمراء الحرب وكتائب الموت والدّمار على حساب المدنية وقوة القانون".
وتابع قائلاً: "كما يعني الدخول في دوامات الاستقطاب ودهاليز الصراع الخفيّة وتَشَكّل الأجنحة والأذرع الأمنية والعسكرية خارج إطار الدولة".

وطالب المبعوث الأممي إلی اليمن بأن عليه أن يدرك أن من أشعلوا البلاد بحرائق الاصطفافات ولهب العصبيات لا يمكن لهم أن يطفؤوا نيرانهم بزيت المحاصصة والتمترسات!

وخلص إلی القول: "نحن - كشعب - نستحق بعد كل هذا الصبر والتضحيات أن يكون لنا دولة يحكمها دستور وقانون، وليس بنادق العِصابات وهيمنة النّافذين".

وقال الباحث الإسلامي محمد عزان في منشور آخر: "من الخيانة - في أي اتفاق سلام - أن يُعفى أمراء الحرب وسماسرة الأزمات من المحاسبة على الدماء التي سفكوها والثروات التي نَهبوها (كثمن لتقديم تنازلات في حّل أزمة هم من أشعل نيرانها وأوقد جحيم تَفَاقمها)!".

وأردف: "لا يجوز - بعد كل هذا البلاء - أن يُقدّم العابثون على أنهم حكماء مُتفهّمون؛ بل لابد أن يُسألوا: ما بال الدماء التي سفكوها عبثاً؟ والأرض التي حرقوها صلفاً؟ والكرامة التي أهدروها بطراً؟!".

ومضی قائلاً: "أما أنا فأرى أن الإجراءات التي تضبط إيقاع الصّلف وتحدُ من شراسته، خطوة في الاتجاه الصحيح، وتلك نقطة تُحسب لهم خصوصاً في مثل هذه الظروف.. وإن كنتُ لا أؤيد مسألة الإعدام في العقوبات من حيث المبدأ".

واختتم منشوره قائلاً: "للمزيد من القرارات الراشدة نتطلّع، ونأمل أن يكون منها تجْرِيْم عَسكرة صغار السن، ومنع التجييش بعديمي الخبرة والرُّشد إلى جبهات الموت".

وقد تعرض الباحث عزان لحملة تكفير وتخوين موسعة شاركت فيها قيادات وناشطون حوثيين. وفي هذا الصدد وصف القيادي البارز محمد البخيتي الباحث عزان بـ "المنافق" يسعی لإلباس الباطل بالحق، حد زعمه.

وقال: "لذلك نلاحظ أن محمد عزان يلجأ لتجاهل باطل العدوان (...) وينتقل مباشرة لتشويه دور المجاهدين في الجبهات بوصفهم أطفالاً وعديمي خبرة ليثبط عزيمة الشباب عن التوجه للجبهات".

وتابع: "وبعدين ياعزان حيرتنا، فلم نعد ندري أنعدك من علماء الدين أم من دعاة العلمانية. فعندما تقول: لا أؤمن بدين يجيز كذا وكذا فهذا لسانٌ علمانيٌ مبين، وليس لسان عالم دين".

وخاطب القيادي الحوثي في ختام منشوره عزان قائلاً: "أيها المنافق العليم، معاذ الله أن أشكك في قدراتك على تقمص دور الناصح، ولكن وعي الشعب أصبح أكبر من قدراتك وألاعيبك، لذلك سيحبط عملك في الدنيا قبل الآخرة".

وقد رد الباحث محمد عزان علی تلك الحملة الحوثية بقوله: "ما كتبت بالأمس من استنكار للدفع بالقاصرين إلى جبهات الهلاك.. هو نفس موقفي منذ بدية الحروب ولا جديد فيه إلا أنه كان أكثر وضوحاً؛ لأن التلميح لم يعد مجدياً، وذلك موقف أعتز به وسأستمر في قول ما يجب عليّ قوله تحت سقف الموضوعية والرغبة في إنهاء الحرب وصلاح الشأن العام، فقد سئمنا الضياع وضاقت مقابرنا بالقتلى".

وبشأن تخوينه واعتبار نقده للحوثيين تأييداً للعدوان.. قال الباحث محمد عزان:
«العدوان» مصطلح يُعبر عن أمر قبيح.. فلا تعتدوا، إن الله لا يحب المعتدين..
ومن «العدوان» أن يتحوّل الاتهام بتأييد «العدوان» إلى سوط يُجلد بها كل مُخالف؛ لابتزازه أو معاقبته أو التّنفير عنه أو التحريض عليه!".

وبشأن ما يزعمه الحوثيون بانهم أولياء الله الصالحين ولايجوز انتقادهم.. قال الباحث محمد عزان: "إذا كان الله قد اصطفى آل ابراهيم وآل عمران وذريتهم بالمعنى الذي تذهب إليه؛ فإن أكثر سكان العالم مصطفيين؛ لأنهم من ذرية إبراهيم وعمران.
أما اليهود والنصارى فسيكونون مصطفيين مرتين؛ لأنهم من آل إبراهيم وآل عمران معاً".

وفي رده علی حملات التكفير التي اطلقتها قيادات وناشطون حوثيون ضده.. قال الباحث عزان: "لسيت «داعش» وحدها من تستخدم مصطلحات التكفير الديني ضد مُخالفيها؛ فهذا عضو المجلس السياسي للحوثيين وعضو مجلس شوراهم وأبرز متحدث باسمهم، يصفني بـ«المنافق العليم» لمجرد أنني دعوتهم للرحمة بأهل اليمن والكف عن حَشر القاصرين إلى جبهات الموت".

وحذر الحوثيين بانه لن يهدر جهده في سجالات شخصية معهم، بل سيوفر قلمه للكشف عن زيف الأفكار التي تقوم عليها امبراطوريات التطرف والغُلو في اشارة إلی الفكر الضال والمنحرف لجماعة الحوثي.

ومضی قائلاً: "وهذا مما يعزز لديّ التصميم على مقارعة توجهكم المُوحش الذي لا يرى في مخالفيه إلا منافقين خونة عملاء، ولا خيار له سوى سحقهم والتنكيل بهم!".

وقد تضامن القيادي المنشق عن جماعة الحوثيين علي البخيتي مع الباحث محمد عزان ضد حملة التكفير والتخوين الحوثية التي تستهدفه. وقال: "لقد جر الحوثيون أنفسهم إلى مربع هم عاجزون عن مواجهة الأستاذ محمد عزان فيه؛ بالنسبة لي الأمر إيجابي جداً؛ وسعيد به؛ فتعريتهم ستحقن دماء عشرات الآلاف من أبناء المنطقة؛ وعزان كان مقصراً في ما مضى لاعتبارات وضغوط مجتمعية ومن الحركة كثيرة؛ وكان حذّر في كتاباته؛ ولم يشفع له كل ذلك؛ فها هم يقولون عنه أنه منافق".

وأضاف: "أعرف نتيجة الجدل والنقاش مسبقاً؛ وهي أن عزان سيسحق كل أفكارهم الكهنوتية ويُظهر كم هي سخيفة وسطحية وساذجة ولا تمت للزيدية بصلة".

ووجه علي البخيتي شكره لأخيه القيادي الحوثي محمد البخيتي. وخاطبه قائلاً: "لقد فتحت معركة على أصحابك لم يكونوا يريدون خوضها لخواء فكري لديهم هم يدركونه أكثر منك".

واستطرد قائلاً: "يا محمد.. المنافق من يدعي أنه يقارع الظلم وعندما يأتي الظلم من جماعته يصمت عنه بل ويسعى لتغطيته. ثم إن عزان تناول فكرة؛ هي تنطبق عليكم نعم؛ لكنها تنطبق على غيركم كذلك؛ ويمكنك الرد عليها دون شخصنة؛ يا شقيقي لا تكن ملكياً أكثر من الملك؛ فلم يهاجم عبدالملك العجري ولا حسين العزي ولا كهنة الحركة الأستاذ والمفكر الكبير محمد عزان؛ لأنهم يعرفون مقامه وقدره حتى عند أعضائهم، وتذكر أنه مهما دافعت عنهم ستبقى مبعداً عن مركز صناعة القرار والتأثير داخل الحركة ومحل شك؛ فقط لأنك لست من دائرة السلالة الهاشمية المقدسة المزعومة".