نداء للمنظمات الإنسانية لإنقاذهم.. نازحون يمنيون يفترشون العراء ويلتحفون السماء في أبين دون مأكل أو مشرب

متفرقات - Sunday 10 June 2018 الساعة 08:35 pm
أبين، نيوزيمن:

تعيش مئات الأسر التي أجبرتها ظروف الحرب للنزوح من منازلها في مناطق المواجهات بعدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الانقلاب الحوثية في وضع مأساوي بمحافظة أبين.

فقد غادر النازحون منازلهم وقراهم متجهين إلى المجهول في ظروف قاهرة ومؤلمة بعد أن دفعتهم الحرب إلى ترك منازلهم في تعز والحديدة والبيضاء للنجاة بٱنفسهم وأطفالهم فكانت وجهتهم محافظة أبين.

مراسل (نيوز يمن) زار عددا من تلك الأسر واطلع علی حجم المعاناة التي تكابدها وهي تفترش العراء وتلتحف السماء دون أي مصادر للعيش الكريم ودون أن تلتفت لهم حكومة الشرعية أو المنظمات الإنسانية.

فلم تجد أغلب الأسر النازحة أي مأوی فلجأت لتكوين عشش مصنوعة من أوراق أشجار الموز القابل للاشتعال السريع، بينما تفترش بقية الأسر العراء وتبيت تحت أشجار الموز وهم عرضة للأجواء المناخية المتقلبة، فضلاً عن نقص في المواد الغدائية والإيوائية.

وتبدو قصص النزوح وأخبار التشرد أصبحت اعتيادية في بلد غادرته بقايا الحكمة والإيمان منذ زمن وهي تعبير حقيقي عن سوء الحال الذي وصلت إليه الأوضاع في البلد الذي كان يسمى إلى وقت قريب (اليمن السعيد).

ومع دخول الحرب عامها الرابع يأمل النازحون والمشردون من ديارهم أن يلتفت أطراف الصراع في اليمن لمعاناتهم ووضع حد لمأساتهم التي طال أمدها تفاديا للمزيد من التدهور في الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها الملايين من أبناء الشعب اليمني ما دفع المنظمات الدولية لتصنيف الكارثة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ عالميا.

وبحسب تقارير الأمم المتحدة فإن ثلاثة ملايين يمني اضطروا للنزوح من منازلهم في مناطق المواجهات بينما بلغ عدد اليمنيين الذي يحتاجون لمساعدات إنسانية منقذة للحياة في 2018م نحو 22 مليون شخص منهم ثمانية ملايين يعيشون في سوء تغذية حاد ولايمتلكون لقمة عيشهم ومهددون بالموت جوعا.

وقد التقی مراسل (نيوز يمن) ببعض النازحين في محافظة أبين لتسليط الضوء علی حجم معاناتهم ومأساتهم.
فتقول سلامة علي بجاش نازحة من تعز: "معاناتنا أكبر من أن توصف وتزداد يوما بعد يوم ونحن في وضع مأساوي، مشردين دون مأوی أو مأكل أو مشرب". وتضيف: "نحن وأسرنا لانملك أي شيء، ونأمل أن تلفت إلی مأساتنا المنظمات الإنسانية وتسارع بمساعدتنا بأي شيء لوجه الله، حتى الطعام والماء لايوجد لدينا ما نأكله، وحالتنا حالة، كما ترونها".

يوسف خالد، النازح من مديرية موزع بتعز قال بدوره "أوضاعنا كما تشاهدونها صعبة جدا ويفتك بنا الفقر والمجاعة والأمراض ولم نجد أي شي من منظمات لاغداء و لادواء ولا اي شيء".

ويتابع قائلا، "هذا الوضع المأساوي الذي نعيشه بعد ان شردنا من بيوتنا وحرمنا من الحياة الكريمة ولم يلتفت لنا أحد لا مسؤولو الشرعية الذين يعيشون هم وأسرهم في عيش رغيد في فنادق بالخارج ولا منظمات إنسانية محلية أو إقليمية أو دولية ".

مصطفى أحمد إبراهيم نازح من المخا يقول من جانبه "لايوجد لدينا أي شيء.. تركنا ديارنا وتركنا كل شيء ونزحنا بأنفسنا وأطفالنا إلى هذا المكان، وكما تشاهدون لايوجد معنا أي شيء يبقينا علی قيد الحياة، وأصبحنا وأسرنا واطفالنا مهددين بالموت جوعا".

بدورها قالت النازحة فتحية علي سيف التي نزحت من منطقة البرح "حالتنا تصعب حتی علی الكافر، كما تشاهدونها لافرشان ولا أواني للطبخ ولاطعام ولاشيء".

وتردف قائلة، "أنا جالسة عند أسرة نازحة، ولايوجد لدي مكان أعيش فيه أنا وأطفالي الصغار، ونحتاج أشياء اساسية وهي السكن والأكل والشرب والملبس".

وبعد إهمال الجهات الحكومية المعنية والمنظمات الدولية في إغاثة النازحين في محافظة أبين، حاول ناشطون تبني مبادرات لإيصال مأساتهم للمنظمات الدولية.

وفي هذا الصدد يقول عضو سابق بمبادرة "أنا إنسان" الناشط المجتمعي بمحافظة أبين محمد العاقل ل"نيوز يمن": في الحقيقة معاناة النازحين من الشمال هي مأساة إنسانية بكل ما تعنيه هذه الكلمة.. فحالتهم صعبة ووضعهم مزرٍ للغاية.. يعانون من نقص حاد في كل شيء، خاصة الغذاء والماء، وهناك معاقون وأيتام تعيلهم أمهاتم وأباؤهم متوفون، وهناك أسر تعاني من الأمراض، ولايوجد معها مصاريف للعلاج، وصور المعاناة كثيرة لهؤلاء النازحين والمشردين".

ويضيف العاقل، "ونحن استشعرنا مبكرا معاناة النازحين وحاولنا جاهدين مساعدتهم وإيصال صوتهم ورسائلهم للمعنين بإطلاق مبادرة (أنا إنسان) وذلك للفت أنظار الجهات المختصة والمنظمات الداعمة وأهل الخير إلى معاناة النازحين والمشردين خاصة مع تزايد أعدادهم في ضوء استمرار توافد النازحين إلى محافظة أبين".

وناشد العاقل المنظمات الإنسانية والجهات الحكومية وفاعلي الخير سرعة تقديم يد العون لهؤلاء النازحين الذين شردتهم الحروب من ديارهم وإنشاء مخيم للنازحين وتزويدهم بكل الاحتياجات الإغاثية والإنسانية.