مليشيا الحوثي تفرض موظفين على منظمات الإغاثة لسرقة المساعدات

متفرقات - Sunday 01 July 2018 الساعة 09:05 pm
جلال محمد، نيوزيمن، خاص:

لم تكتف مليشيات الحوثي الإرهابية بقرصنة الوظائف والتعيينات في المؤسسات الحكومية، ونهب مرتبات الموظفين ومصادرتها لعامين على التوالي، بل قامت، أيضاً، بالضغط على المنظمات المحلية والدولية لتوظيف المحسوبين عليها بغية سرقة المعونات الإغاثية والتبرعات الخيرية المحلية والدولية بطرق مختلفة.

وأكد عدد من موظفي المنظمات الإغاثية المحلية والدولية لـ"نيوزيمن" قيام الحوثيين بفرض عدد من الموظفين في كل المنظمات العاملة في المناطق التي تسيطر عليها الجماعة، بالإضافة لإلزامهم المنظمات بتوظيف المشرف وثلاثة آخرين في كل نطاق جغرافي تعمل فيه أي منظمة.

وتقول ابتسام أحمد، مسؤولة علاقات في إحدى المنظمات، خلال الفترة الأخيرة تم توظيف عدد من أبناء الأسر الحوثية، في المنظمة التي أعمل بها، و لأن نطاق عملنا الإنساني هو محافظة الحديدة، فقد فرضوا علينا "احتساب" مرتب شهري للمشرف هناك واثنين آخرين تحت ذريعة تسهيل عمل المنظمة.

من جانبها تقول سوسن سلطان: قدم مشرف الحوثيين قائمة لأربعمائة حالة غذائية، يتم تسليمها له شخصياً في كل دفعة معونات نقوم بتوزيعها، نحن وبرنامج الغذاء العالمي نعلم أنه لا وجود لتلك الأسماء فعلياً، لأن المشرف الحوثي سلم قائمة فقط دون عمل مسح ميداني أو تأكد من قبلنا، ولذا نحن مرغمون على تسليمه كل تلك الحالات رغم معرفتنا أنه يبيعها، ولكن نحن يهمنا أن نكون موجودين ونمارس مهامنا الإنسانية مهما كانت الصعاب.

ويؤكد نبيل جابر، أن جماعة الحوثي تفرض قرصنة تامة على الأعمال الإغاثية، حيث أدرجت العشرات من الجمعيات والمنظمات التي أنشأتها قيادات حوثية وموالية لها في كشف المنظمات والجمعيات المحلية التي تتلقى الدعم اللازم من المنظمات الأممية الدولية والعاملة في المجال الإغاثي والإنساني.

وأضاف: "نحن في المنظمات نعاني معاناة شديدة، وإن تحدث أحدنا أو انتقد ما يجري سيتم خطفه وتعذيبه أو قتله، وكم هو محزن أن ترى المساعدات المقدمة في الأساس لمساعدة الفقراء والمحتاجين، يقوم مشرفو مليشيا الحوثي في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها بالسطو عليها وبيعها للتجار وقبض ثمنها، وفوق ذلك يعتمد لهم مرتبات شهرية من المنظمات كل في نطاقه.

أما خالد أحمد، موظف لدى قطاع خاص، يقول: "في رمضان قمنا بتوزيع سلال غذائية لأكثر من 150 حالة من المحتاجين، خصوصا في ظل الظروف القاسية التي تمر بها بلادنا، لكننا تفاجأنا بطقم حوثي يعتقل ثلاثة من العاملين أثناء التوزيع، وتم إيقاف ما تبقى من المساعدات، وعند مراجعة (مالك المؤسسة) كان رد مشرف المديرية (من أمرك توزع، أنت ملزم فقط بإعطائنا ما تريد توزيعه ونحن نوزع بمعرفتنا) وعندما قال التاجر هذه صدقة مني، قال له المشرف ولو كان، مش من حقك، ولم يتم الإفراج عن زملائنا إلا بعد أن التزم التاجر بصرف 150 سلة غذائية بنظر المشرف.

وتشهد المناطق التي ترزح تحت وطأة مليشيات الحوثي منذ 26 مارس 2015، ظروفاً صعبة ومعقدة في مختلف الجوانب والمجالات الحياتية، انعكست سلباً على حياة المواطن اليمني.

وتؤكد تقارير اقتصادية حدوث ارتفاع مخيف لعدد اليمنيين الذين يعيشون تحت خط الفقر منذ انقلاب مليشيا الحوثي على السلطة قبل 3 أعوام، وبنسبة تجاوزت 72%.