دراسة ميدانية توضح بالحقائق والأرقام كارثة إنسانية مهولة ومتفاقمة في الحديدة

متفرقات - Monday 02 July 2018 الساعة 09:15 am
الحديدة، نيوزيمن:

رصدت مؤسسة الأحقاف للتقييم والدراسات الإنسانية كارثة إنسانية ومعيشية مهولة ومتفاقمة يعيشها سكان محافظة الحديدة منذ مطلع العام 2015 بعد سيطرة ميليشيات الانقلاب الحوثي علی المحافظة.

جاء ذلك في تقرير أعده فريق ميداني للمؤسسة بعد رصده للأوضاع الانسانية والمعيشية في المحافظة علی مدی ثلاث سنوات وصدر حديثا باللغتين العربية والانجليزية تحت عنوان (الحديدة.. بوابة التعافي).

وأرجع التقرير تدهور الحالة الإنسانية إلى الانهيار في الخدمات الاساسية وتراجع فرص العيش بأمان وارتفاع أعداد الأسر التي تعاني من الفقر المدقع وتزايد نسبة احتمالات استمرار التدهور نتيجة غياب دور الدولة.

وأوضح التقرير أنه منذ عام 2015م شهدت محافظة الحديدة تراجعا كبيرا في كافة المجالات الخدمية والتنموية فضلا عن انخفاض في مستوى الدخل وزيادة تكاليف المعيشة بشكل كبير يفوق قدرات الأسر المالية لتلبية الاحتياجات الضرورية؛ مما ضاعف من تزايد نسبة الفقر بصورة غير مسبوقة، كنتيجة لتحول إيرادات الميناء لتمويل الحرب من قبل ميليشيات الكهنوت الحوثي وتوقف صرف المرتبات لكافة موظفي الدولة.

وبين تقرير الرصد الميداني لمؤسسة الأحقاف للتقييم والدراسات، أن محافظة الحديدة تحتل المرتبة الأولى من حيث انتشار سوء التغذية الحاد الذي أصاب الأطفال دون سن الخامسة والأمهات الحوامل والمرضعات، في حين تنحصر الخدمات العلاجية لمرضی سوء التغذية الحاد والمعتدل بمستشفى الثورة الحكومي، بالإضافة لعدد (3) من المستشفيات الخاصة، مبينا انه بلغ عدد الأسر الأشد فقراً في العام الحالي 2018م 298356 شخصا، بينما تراجعت المرافق الصحية التي مازالت تعمل الی "206" مرفقا من اصل 402ٍ مرفق صحي.

وأكد التقرير أن عملية ضخ المياه تتوقف إلى الأحياء لفترات طويلة بسبب عدم توفير المشتقات النفطية وبيعها من قبل مليشيا الحوثي في السوق السوداء بأسعار مضاعفة.

وأظهر التقرير أن العملية التعليمة في محافظة الحديدة شهدت انتكاسة كبيرة لعدم دفع مرتبات المعلمين وتوقف بعض المدارس التي تضررت من الحرب وتراجع العملية التعليمية إلى أدنى مستوى، فيما تعاني معظم المدارس أنتشار ظاهرة الغش مما أفرغ العملية التعليمية من مضمونها.

ودعت مؤسسة الأحقاف للتقييم والدراسات في ختام تقريرها إلى ضرورة الإسراع في مواجهة التحديات الإنسانية الهائلة في محافظة الحديدة لمنع تفاقم حدة الكارثة الإنسانية في المحافظة.. مشددة أن محافظة الحديدة بحاجة ماسة لتدخل سريع لمنع المزيد من التدهور وإعادة المحافظة لمسار التعافي وإعادة دور الدولة الضامن لعودة المحافظة للوضع الطبيعي وتفعيل الخدمات الأساسية ودفع المرتبات بصورة منتظمة باعتبار ذلك يمثل الخيار الوحيد والأكثر فاعلية لمنع تفاقم الكارثة الإنسانية في هذه المحافظة.

الجدير بالذكر أن مؤسسة الأحقاف مؤسسة غير حكومية تعمل في المجال الإنساني وتأسست في حضرموت من اجل دعم ومساندة الفاعلين في العمل الإنساني لتطوير جودة استجابتهم الإنسانية من خلال تقارير ودراسات ميدانية يعدها مجموعة من الكفاءات المتميزة وفريق الخبراء في العمل الإنساني.