عبدالكريم.. صياد تهامي سجنه الحوثي بلا تهمة وعذبه بـ"الحديد"

متفرقات - Saturday 21 July 2018 الساعة 08:52 am
الخوخة، نيوزيمن، جلال سالم:

عبد الكريم محمد صالح عكيش، مواطن في العقد الرابع، من أبناء منطقة القطابا بمديرية الخوخة محافظة الحديدة، لم يمارس أي نشاط سياسي ويمتهن الصيد كغالبية سكان المنطقة لإعالة أسرته.

توفي والد عبدالكريم، ليشغل الأخير مهنة أبيه (أمين شرعي في القطابا) قبل أن يعمل مندوباً للإغاثات الإنسانية في منطقته.

لم يسلم عبدالكريم الصياد البسيط، من يد البطش الحوثية، إذ اختطفته ميليشيا الحوثي مطلع العام الماضي 2017م من مسجد القرية.

بيد أن الجريمة لم تتوقف هنا فحسب، فبعد الاختطاف طوقت ميليشيا الحوثي منزل عبدالكريم ومن ثم داهمته مجاميع مسلحة شاهرة السلاح في وجه أمه المُسنة وشقيقاته.

حينها كان المنزل يخلو إلا من الأم المسنة وشقيقات عبدالكريم، بيد أن هذا لم يكن كافياً لتغادر ميليشيا الحوثي المنزل، فقد تمادت في ترويع النساء حد التهديد بإطلاق النار عليهن حال أصدرن أي صوت.

أصيبت والدة عبدالكريم، بحالة إغماء لشدة الخوف الذي تلبسها حين وجدت نفسها وهي العجوز الطاعنة في السن محاطة بأفواه بنادق زبانية الحوثي.

عبثت الميليشيا الحوثية بمنزل عبدالكريم بما فيها وثائق أرشيف والده الأمين الشرعي، وهي عبارة عن عقود زواج ووثائق ملكيات أراضٍ، وغادرت دون أن تجد في المنزل أي دليل يمكن استخدامه لتبرير اختطاف صاحبه.

اقتيد عبدالكريم إلى سجن سري لميليشيا الحوثي في مدينة زبيد جنوب الحديدة، ولبسه تهمة الخيانة وهي ذات التهمة التي تعلقها على كاهل كل يمني لا يجيد تأدية "الصرخة".

لم تجدِ توسلات عبدالكريم للميليشيا بتركه يتدبر إعالة والدته وشقيقاته، فهو واقع في أيدي عتاة ومتوحشين، لم تمنعهم براءته من الزج به في السجن.

أودع عبد الكريم السجن، وبدأ فصل آخر من الجريمة، إذ أطلق السجان يد زبانيته ليتناوبوا على ضرب جسده تارة بعصي الخشب على ظهره وتارة باللكم على وجهه وثالثة بسوط ورابعة بماسورة حديد.

أثناء التحقيق، وجه الحوثيون عشرات التهم الملفقة إلى عبدالكريم، منها "داعشي وخائن"، وكذلك "راصد إحداثيات للعدوان"، فضلاً عن اتهامه بتخزين أسلحة وتجنيد شباب لصالح قوات المقاومة اليمنية.

وبرغم كل أساليب التعذيب الوحشي التي استخدمتها ميليشيا الحوثي ضد عبدالكريم، بما فيها بطحه على الأرض ووضع كيس مملوء بالتراب على صدره، إلا أنها فشلت في إجباره على الاعتراف بأي من التهم التي لم يرتكبها أصلاً.

قضى عبدالكريم شهراً كاملاً يصارع العذاب في سجن الحوثي السري، وتدهورت حالته الصحية كثيراً وترك دون علاج.

وعلى الطرف الآخر، كانت أسرة عبدالكريم تبيع ما تملك لتغطي نفقات التردد على القيادات الحوثية في الخوخة وزبيد على أمل الحصول على توجيه بإطلاق سراح معيلها.

وقبل أيام أطلق سراح عبد الكريم بعد شهر من الاختطاف وعاد إلى منزله بجسد نحيل تبدو عليه آثار جرائم التعذيب الوحشية، ولايزال يعاني منها حتى اللحظة.