محطة الكود للبحوث الزراعية بأبين.. تاريخ مشرق وحاضر مؤلم

متفرقات - Tuesday 24 July 2018 الساعة 10:36 am
أبين، نيوزيمن، تقرير:

تعد محطة الساحل الجنوبي محافظة أبين المعروفة بمحطة الكود للبحوث الزراعية، أول محطة بحثية متخصصة في الجانب الزراعي على مستوى الجزيرة العربية والخليج وأسستها بريطانيا عام 1955م أثناء استعمارها لجنوب اليمن آنذاك.

وأسهمت المحطة، منذ تأسيسها وتزويدها بمختلف المعدات والأجهزة اللازمة حينها، في تطوير أصناف المحاصيل الزراعية في اليمن وتحسين وزيادة إنتاجية عدد من المحاصيل.

واستمرت المحطة في تكريس أبحاثها العلمية لخدمة مسيرة التنمية الزراعية في اليمن إلى أن تعرضت للتخريب والنهب والتدمير خلال الأحداث التي شهدتها محافظة أبين عام 2011 وسيطرة العناصر الإرهابية عليها بالتزامن مع الاضطرابات التي شهدها اليمن والمتطقة العربية بشكل عام بفعل ما سميت "ثورات الربيع العربي".

فقد تعرض هذا الصرح العلمي لأعمال التخريب لكافة مبانيها (إدارة ومختبرات ومعامل)، كما سُلِبت ونهبت كافة معداتها وآلياتها وتجهيزاتها المختبرية والمعملية أثناء فترة سيطرة العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة علی محافظة أبين2011م.

كما تعرضت المزرعة البحثية التابعة للمحطة والبالغ مساحتها 110فدادين، لكافة أعمال التخريب والنهب لآلياتها ومضخاتها وكذا شبكة الري داخل المزرعة.

موقع "نيوز يمن" زار المحطة للتعرف علی وضعها الحالي وحجم التخريب الذي طالها والخطط المستقبلية لإعادة دورها في خدمة التنمية الزراعية.

وفي هذا الصدد يقول مدير محطة الكود للبحوث الزراعية الدكتور محمد سالم الخاشعة: "يمكن إيجاز الواقع الراهن للمحطة بأنه تم نهب مساحات من الأراضي الزراعية التي تتبع المزرعة البحثية مع آبارها ومضخاتها، مستغلين الانفلات الأمني الذي شهدته المحافظة في السنوات الماضية".

ويضيف، "تقع ضمن أراضي المزرعة التجريبية للمحطة أراضٍ تتبع ملكيتها لأشخاص، وهي مستأجرة من قبل المحطة وتقدر 54 فداناً، وبات من الضروري دفع ايجارها، والسعي لشرائها مع ضرورة تسوير المزرعة لحمايتها ووقف أيادي العابثين".

وأشار إلى أنه تم البدء بترميم المحطة، إلا أنه وبسبب حرب الانقلاب المسلح للحوثيين في 2015م لم يستكمل الترميم للمباني والمختبرات وربط التيار الكهربائي.. لافتاً إلى أن أغلب الكادر البحثي في المحطة بلغ أحد الأجلين وسيحالون للتقاعد وستفقد المحطة بحلول عام 2019م معظم كوادرها البحثية.

وأكد مدير محطة الكود للبحوث الزراعية، أن الحكومة لم تعتمد أي ميزانية تشغيلية للمحطة لتنفيذ العمل البحثي ولا النفقات الأخرى لحركة المواصلات ومصاريف إدارية متنوعة.. مبيناً أنه يوجد عدد من عمال الأجر اليومي مضى على تعاقد المحطة معهم ما يزيد عن 10 سنوات ومازالوا دون تثبيت ولا يتجاوز راتب أحدهم 23 ألف ريال فقط.

ويتابع الدكتور الخاشعة قائلا: "مؤخرا دعمتنا وزارة الزراعة والري بمنظومة للطاقة شمسية لتشغيل الآبار وإيصال المياه للحقول، ومحافظ أبين وجه بربط التيار الكهربائي للمحطة".

وطالب مدير محطة الكود للبحوث الزراعية في ختام حديثه، الحكومة والسلطة المحلية في المحافظة باعتماد ميزانية تشغيلية شهرية أو فصلية للمحطة كمرفق بحثي وعلمي من أجل تسيير العمل في المحطة.. داعيا قيادة السلطة المحلية ومسؤولي الجهات الحكومية المعنية وممثلي الهلال الأحمر الإماراتي والجهات ذات العلاقة زيارة المحطة والاطلاع على أوضاعها عن قرب والاستماع لكوادرها والعمل على انتشالها من وضعها المزري وإعادتها كمحطة بحثية علمية كان لها الريادة على مستوى اليمن والجزيرة والخليج العربي.

رئيس قسم الوقاية بالمحطة الدكتور باليل محمد سعيد أوضح من جانبه أن المحطة تفتقد إلى الميزانية التشغيلية ووضعها مازال مزريا كمحطة بحثية رغم المحاولات التي تبذلها قيادة وكوادر المحطة للسعي من أجل انتشالها من وضعها الحالي.. معبرا عن أمله في أن يسهم موقع "نيوز يمن" من خلال تسليطه الضوء علی وضع هذه المحطة المزري، في لفت انتباه الجهات المعنية للتسريع باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة وضع المحطة وبما يكفل عودتها لسابق عهدها كمحطة للبحث العلمي تقدم الخدمات للتنمية الزراعية في اليمن.

بدورها قالت رئيس قسم البساتين بالمحطة الدكتورة كاملة عبدالرشيد: "إن كل الأشياء التي كانت موجودة في المحطة انتهت بسبب ما تعرضت له المحطة من اعتداءات وتخريب ونهب".. مذكرة أن قسم البساتين كان من الأقسام الرائدة في المحطة وتأسس في السبعينيات من القرن الماضي وأسهمت نتائج أبحاثه في إدخال العديد من الأصناف المحسنة من الفواكه والخضروات.

ولفتت إلى أن المحطة كانت تضم عددا من الأقسام البحثية والعلمية تشمل: قسم المحاصيل الحقلية وقسم التربة والري وقسم الوقاية وقسم البساتين وقسم الغابات والمراعي وقسم الميكنة الزراعية وقسم الاقتصاد وإدارة المزارع.. موضحة أنه علی الرغم من وضع المحطة المزري إلا أن هناك محاولات وجهودا تبدل من قبل القائمين على محطة الكود للبحوث الزراعية بأبين لإعادة تفعيلها وإعادتها لسابق عهدها المشرق.