تدمير ممنهج بأيادٍ حوثية.. طمس معالم صنعاء القديمة بداية من فضاء باب اليمن

متفرقات - Sunday 23 December 2018 الساعة 10:09 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

أصبحت مدينة صنعاء القديمة مهددة، بعد تصنيفها، حسب اليونسكو، إحدى مدن التراث العالمي، بشطبها من قائمة التراث بسبب المخالفات والبناء الحديث الذي يتم فيها.

وتحت سمع وبصر، بل بمساعدة وتواطؤ بعض قيادات جماعة الحوثي، ذراع إيران في اليمن، بيوت تهدم، ومنشآت جديدة تنهض في عقر مدينة صنعاء القديمة. تدمير ممنهج يمارسه بغاة هيئة المدن التاريخية.

أسماء تذكر لبعض قيادات المليشيات، التي تسعى إلى طمس معالم المدينة القديمة وتحويلها إلى مجرد سوق ودكاكين، منها: محمد فارس ضيف الله، أمة الرزاق جحاف،
عقيل النصاري، عادل معوضة، مجاهد طامش، سعيد الشامي.

يطال العبث والتدمير روح المكان ورمزية المدينة التاريخية بكل جلالها ومهابتها، ليتساءل الجميع: ماذا يفعل الحوثيون والمتحوثون بتراث صنعاء القديمة؟

بمساعدة من تم ذكرهم وآخرين، يسعى أصحاب المنازل إلى استغلال تلك المنازل القديمة وتحويلها إلى محال تجارية، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد، وأيضا في ظل تراخي هيئة المدن التاريخية وقيادة أمانة العاصمة.

هناك أنموذج: كثير من البيوت داخل مدينة صنعاء التاريخية، تتم خلخلة أساساتها، حتى يتم إصدار أمر ترميم، وبعدها تقام أبنية مخالفة وتفتتح دكاكين في الأسفل، ما يعني تغيير وتشويه المظهر العام للعمارة الصنعانية المتميزة. ولا تستطيع الجهات المعنية إزالة المخالفة، لأنه أصبح أمرا واقعا. وهكذا تمرر المخالفات على مسمع ومرأى من الجميع.

ويقوم البعض من الناس باستخدام سطوح الداير (سور المدينة) خصوصا قبالة العرضي لغرض وضع خزانات او استغلالها لتجفيف الملابس ليطور لاحقاً إلى عمارة ودكاكين.

كما قام شخص يدعى الروني بالعمارة عند عقد السائلة جوار سوق عنقاد ليقطع سطح الداير ويتوسع عليه.

وأقرت أمانة العاصمة الخاضعة لمليشيات الحوثي إنشاء نافورة أمام بوابة باب اليمن التاريخية، كل من رأى أو سمع بهذا أجمع أن الإنشاء يتهدد الواجهة التاريخية وفضاء بوابة باب اليمن.

وحسب المهندس عرفات البهلولي: "المدخل مشوه ومكدس، واصلا تم إزالة النافورة السابقة لهذا الغرض، لخلق فضاء جمالي لباب اليمن، وكما سمعت أنها من توصيات اليونسكو في حينه.. أنا التقيت بمسؤلي تنفيذ النافورة، وأخبرتهم ولكن العمل مستمر".

ونفذت مؤسسة عرش بلقيس مع مجموعة من الناشطين والمهتمين بالتراث اليمني وقفة احتجاجية للرفض والتنديد بما يتم في صنعاء القديمة من هدم وتشويه للمدينة التاريخية.

وقالت دعاء الواسعي، مدير عام بيت التراث الصنعاني بالهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية ورئيس مؤسسة عرش بلقيس: "تعد من الجرائم التي لا تغتفر، من يشوه معالمنا التاريخية ويطمس هويتنا الضاربة في الأزل".

وأضافت: "استمرار المخالفات داخل مدينة صنعاء التاريخ على مسمع ومرأى من الجهات المعنية جريمة بحد ذاتها، لأنه تاريخ شعب وأمة، لا يوجد أي مبرر يغفر لهم".