برعاية بريطانية أممية.. "المجزرة الخلفية" لاتفاق السويد في الحديدة

المخا تهامة - Sunday 02 June 2019 الساعة 03:06 pm
الحديدة/ المخا، نيوزيمن، خاص:

لم يخدم التواطؤ والتورط الأممي والخارجي الحوثيين عسكرياً وميدانياً وسياسياً فقط في الحديدة، وإنما غيب وهمش الملف الإنساني وقضايا الانتهاكات والحقوق والحريات المستباحة لتعربد المليشيات كما تشاء مطمئنة إلى حماية وتستر دولي وأممي بطريقة أو بأخرى في ظل إعفاء المليشيات من المسئولية والمساءلة وإطلاق يدها في الموانئ والأمن والمدينة والمديريات الرازحة تحت ظلم وبطش أسوأ أنواع العصابات والمليشيات الإرهابية المحمية بأجندة أممية وبريطانية.

تحدث لنيوزيمن أهال في مدينة بيت الفقيه جنوب محافظة الحديدة، عن اعتقال وتغييب مليشيات الحوثي، ذراع إيران في اليمن، المواطن محمد خادم بصبوص، بصورة تعسفية.. وتؤكد معلومات تعرض المختطف للتعذيب والتنكيل.

واقعة أخيرة فتحت الباب أمام التذكير بملف أسود وانتهاكات جسيمة ومغيبة -مؤخراً عن الواجهة- بسبب طغيان الجدل السياسي وعناوين اتفاق السويد على القضايا الإنسانية والحقوقية وجرائم المليشيات التي تعربد طولا وعرضا في ظل غياب الرقابة والتوثيق والمنظمات الحقوقية والإنسانية عن مجال الحديدة وتهامة ومناطق سيطرة وتنفذ الحوثيين.

وقال محليون، إن المليشيات أقدمت على اعتقال محمد بصبوص على إثر نبأ استشهاد ابنه في جبهة الساحل الغربي ضمن قوات المقاومة المسنودة من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.

وأكد حقوقيون وممثلو منظمات إنسانية في رصد جرائم وانتهاكات المليشيات الحوثية بحق المدنيين والمواطنين في تهامة ومحافظة الحديدة أن سجوناً بعضها معروف وهو القليل ومعظمها مجهول وسري تابعة للمليشيات الحوثية تمتلئ بالمعتقلين والمخفيين والمختطفين من أبناء ومواطني مديريات تهامة والحديدة والذين خضعوا لأعمال تعذيب وانتهاكات وحشية ولم يتسرب منها الكثير إلى المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام.

وفقاً لتقارير وبلاغات ميدانية وحقوقية متجمعة، هناك من بيت الفقيه لوحدها عشرات المخفيين قسريا والمختطفين لا يعرف عنهم أهلهم شيئا ومضت على بعضهم مدة طويلة. وتفيد شهادات ومعلومات عن نقل هؤلاء وغيرهم أكثر من مرة وإلى أكثر من معتقل ومكان، وعدد كبير يقدر بالمئات، وفقا لما كشفه في حينه نيوزيمن، نقلوا أواخر العام الماضي إلى زنازين المليشيات الإمامية في محافظة حجة شمال غرب اليمن.

واختطف مؤخرا خلال عمليات دهم وملاحقات واعتقالات في المنازل والأسواق والطرقات الرئيسية التي امتلأت بالنقاط الأمنية المستحدثة، شباب وعمال على دراجات نارية ومواطنون في زبيد والحسينية والجراحي والمناطق التي لا تزال تحت سيطرة المليشيات الحوثية من مديرية التحيتا، بسبب رفضهم التجاوب مع حملات وعمليات تحشيد وتجنيد إجباري وجمع مقاتلين، حيث تقيم المليشيا معسكرات تدريب مكثف وبرامج ودورات تثقيفية قبل إلحاقهم بالجبهات.

وتعرض آباء ومسنون للاعتقال والسجن بعد تمكن أولادهم من الإفلات والفرار إلى المناطق المحررة. ولوحق خلال الشهر المنصرم المئات من مالكي وعمال الدراجات النارية بذرائع واهية من بينها التعاون مع التحالف وقوات المقاومة المشتركة، وآخرون لفقت لهم اتهامات بالرصد ورفع إحداثيات رافقتها حملة استهدفت التلفونات الجوالة ومحتوياتها من الصور والمعلومات وارشيف تطبيقات التواصل الاجتماعي وصودرت المئات من الجوالات واعتقل العشرات على ذمة الحملة نفسها قبل أن يطلب المشرفون مبالغ مالية كبيرة مقابل إطلاق السجناء كواحدة من أساليب النهب واللصوصية اللصيقة بالحوثيين في غير محافظة ومدينة.

وقتل شاب برصاص مشرف حوثي في زبيد على خلفية تمسكه باستعادة هاتفه لحذف الصور الخاصة والعائلية واشتباكه بالأيدي مع مسلح حوثي في نقطة مستحدثة وسط سوق المدينة. وفي السويق التابعة لمديرية التحيتا وتحت سيطرة المليشيات الحوثية اعتقل شباب بحجج واهية وتهم كيدية مشابهة، وأقدمت المليشيا على اختطاف الشاب فاهم علي محمد معروف بتهمة ملفقة قبل أن تقوم بابتزاز والده، وحسب مصادر نيوزيمن المحلية في منتصف مايو الماضي، فإن الشاب فاهم ليس الوحيد وهناك آخرون تعرضوا لإجراءات مشابهة بغرض الابتزاز وطلب مبالغ كبيرة (مئات الآلاف وتصل إلى المليون) تذهب للمشرفين الأمنيين ومسئولي النقاط والمراكز الأمنية التي تديرها عناصر اللجان الحوثية.