المخا.. الأعمال الصغيرة بوابة الهرب من الفقر

المخا تهامة - Saturday 22 June 2019 الساعة 08:10 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

بمحاذاة المدخل الرئيس لسوق القات في المخا، يلفت الزائر وجود الباعة والمتجولين وأصحاب الأعمال الصغيرة الذين ينتشرون على جانبي المدخل عارضين على الزبائن بعضاً مما لديهم، في أعمال بدت متواضعة لكنها تمثل لهم بوابة للهرب من الفقر.

من بين أولئك الشباب يقف منير (24 عاماً)، داخل محله الصغير ليبيع عصير البرتقال. يقول لنيوزيمن، في رمضان كانت مبيعاتنا ممتازة، أما هذه الأيام فالمبيعات جيدة، لكننا نطمح لأن تكون مشابهة لما كنا نحصل عليه من ربح في رمضان.

أما عبدالله، القادم من شرعب، فيبيع مشروب التوت على مرتادي السوق، ومن ينظر إلى ما يقوم به، سيعتقد أنها ضمن الأشغال البسيطة متدنية الدخل، لكن عبدالله يقول إن ما يكسبه من ربح يومي يعتبر جيداً.

يضيف عبدالله، الطالب في صف أول ثانوي: إن ما يكسبه يومياً يتراوح بين خمسة إلى ستة آلاف ريال، وهو أفضل بكثير من العمل في مناطق أخرى.

ويستغل عبدالله الإجازة الصيفة للعمل في مشروعه الصغير، فيخصص جزءاً مما يكسبه للمصروف اليومي والبقية يوفرها إلى نهاية الشهر فيرسل بعضاً منها لأسرته ويدخر البعض الآخر عندما يعود للمدرسة فيشتري منها احتياجاته المدرسية.

وبالنسبة لناصر، في العقد الخامس من عمره، فيقول إنه خسر محله التجاري بالحديدة، وعندما ضاق به الحال جاء إلى المخا لبيع المياه.

يقول: لا أرى في ما أقوم به عيباً، فالعمل والتوكل على الله والاعتماد على النفس يكسبك القليل، ولكنه يمثل خيراً وبركة، نعيل به أسرنا ونحافظ عليها من الوقوع ضمن دائرة الفقر.

يضيف: أغلب العاملين هنا كانوا في الحديدة، ومعظهم خسر كل ما يملك، مثلي تماماً، فقد خسرت بوفيتي، ولذا جئنا إلى المخا للعمل في هذه الأعمال البسيطة ريثما يتم طرد المليشيات لنعود إلى أعمالنا السابقة.

أما محمود فقد تخلى عن التعليم منذ فترة طويلة ليتجه إلى سوق العمل من خلال بيع البيض والبطاط. يقول: كانت ظروفنا صعبة، ولذا اتجهت للعمل، واليوم ما أكسبه يقارب ستة آلاف ريال يومياً، ومنذ عام أدخر ما أكسبه للزواج الذي أستعد لإجرائه خلال عيد الأضحى المبارك.

وبالقرب منه يقف سيف ناجي، داخل محل خشبي صغير لا يتعدى طوله متراً ونصف المتر، ليبيع العصائر الطازجة.

يقول ناجي أكسب 9 آلاف ريال يومياً رغم أن المحل الذي أعمل فيه صغير جداً.

وبالنسبة للكثير ممن كانوا عاطلين فإن الأعمال الصغيرة تعتبر بوابة الهروب من الفقر، بل إنها تؤسس لجيل يمتهن التجارة مستقبلاً، وقد يصبحون يوماً ما رجال أعمال.