الكثبان تطمر 100 منزل بقرية الشاذلية بالمخا والسكان يوجهون للمنظمات وهلال الإمارات نداء استغاثة

المخا تهامة - Sunday 30 June 2019 الساعة 09:19 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

من على سطح منزلها الذي دفنته الرمال، تحاول المسنة سلامة أن تشرح لنا كيف غمرت الرمال منزلها وحرمتها من العيش فيه بقية حياتها، في حادثة تختزل مأساة عشرات الأسر في قرية الشاذلية التابعة لعزلة الزهاري الواقعة شرق المخا.

قالت سلامة، البالغة من العمر نحو 68 عاماً، لنيوزيمن أثناء جولة ميدانية بالمنطقة: "إن الرمال دفنت منزلها خلال سنتين من نزوح أسرتها بسبب حرب مليشيات الحوثي، وقد حاولت لدى عودتها مع أبنائها جرفها، لكن إزالة أطنان من الأتربة بدت مهمة مستحيلة.

واستسلمت هذه المسنة لما لحق بها، لكنها لا تتوقف عن زيارة المنزل صباح كل يوم، قائلة إن مجرد مشاهدة سطح منزلها يمنحها الأمل بالعودة إليه قريباً قبل أن يتوفاها الله.

تقول، بحزن، منذ أربع سنوات والرمال التي تجلبها الرياح العاصفة من مناطق بعيدة تزحف بقوة ناحية المنازل، وقد حاولنا حماية منازلنا، لكن محاولاتنا اليوم فشلت في إبعاد هذه الأتربة، لقد قضت على من كنا نتشارك بداخله حلو الأيام ومرها.

وتواجه قرية الشاذلية خطراً حقيقياً يهدد وجود ما تبقى منها من منازل بعدما زحفت عليها الرمال من كل جانب وطمرت نحو 100 منزل، فيما تواجه 100 منزل آخر المصير ذاته.

بصيص أمل

ومنح الوعد الذي تقدم به أمين عام مديرية المخا سلطان محمود بإحضار جرافة لإزالة الرمال المتحركة وإبعادها عن المنازل بصيصاً من الأمل لدى السكان، لكن هناك يرى أن عودة المخاطر تبقى محتملة.

وقام سلطان بزيارة القرية في محاولة لتقديم الدعم للسكان المتضررين وللاطلاع على حجم الأضرار التي يواجهها المدنيون.

وتسببت الرمال بنزوح 20 أسرة بعد عجزها عن بناء منازل جديدة، في الوقت الذي تعاني فيه 200 أسرة متبقية من ظروف معيشية قاسية.

وكتب العاقل سليم، وهو أحد الشخصيات الاجتماعية النافذة بالقرية، مناشدة للمنظمات الدولية العامة بالمخا لإنقاذ السكان.

وقال في المناشدة التي وصلت نيوزيمن، في وقت سابق، إن نحو 100 منزل طمرتها الرمال ودفعت ربع سكانها للنزوح، بعد أن عجزوا عن التصدي لها.

وأضاف، إن بقية المنازل وهي 100 منزل مبنية من الطوب والحجارة والطين تواجه مصيراً مماثلاً إذا لم تتدخل المنظمات العامة للحيلولة دون حدوث ذلك، ولذا نناشد جميع المنظمات الوقوف بجانبنا.

ويقوم المواطنون، في أوقات عدة، بإزالة الرمال من أبواب منازلهم، لكن الرياح تعيدها مرة أخرى، مما أصابهم بالإحباط.

وأثناء زيارتنا البلدة الريفية تجمع عدد من الأهالي لشرح معاناتهم، وأفاد عمر اللحجي، وهو أحد المتضررين، "أن الرمال تدخل في كافة تفاصيل حياتنا اليومية".

وأضاف، إنه في موسم الرياح التي تستمر 6 أشهر نشرب المياه وهي مليئة بالأتربة، وكذلك نأكلها مع وجباتنا الغذائية.

وقال إن الرمال التي نبعد بعضاً منها خلال الليل نتفاجأ بعودتها صباح اليوم الثاني، لا سبيل لنا بالعيش بأمان سوى أن تتولى جهة ذات خبرة واسعة في جرفها بعيداً.

ويرفض الأهالي مغادرة منازلهم لعدم امتلاكهم الأموال لبناء منازل جديدة في مناطق ستكلفهم أيضا شراء أراض للبناء عليها.

وشوهدت منازل اختفت تماماً تحت أكوام من الأتربة، فيما أحاطت بمنازل أخرى من كل جانب.

وارتفعت أكوام بنحو ثلاثة أمتار ولامست بعضها أسطح المنازل، فيما بدت منازل أخرى وقد سدت نصف أبوابها بالرمال.

وقال أحمد يحيى، "نحاول وضع سواتر من الأشجار أو بناء أسوار، لكن الرمال الزاحفة تغمرها تماماً".

ويعاني السكان من ظروف معيشية صعبة، ويشكون عدم وصول المنظمات إليهم، كما يفتقرون إلى المساعدات الغذائية.