هكذا حافظت العائلات من أصول هندية في المخا على بعض عاداتهم في الزواج والاحتفال بالأعياد الخاصة

المخا تهامة - Monday 01 July 2019 الساعة 02:24 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

حافظت العائلات من أصول هندية بالمخا، طوال العقود الزمنية السابقة، على عادات وتقاليد موروثة جلبها المهاجرون الأوائل من بلدهم الهند بعد استقرارهم في هذه المدينة الساحلية.

من بين تلك العادات والتقاليد ما هو متعلق بالاحتفال بالأعياد، مثل: عيد الشعبانية، وعيد الرشاش، وما هو مرتبط بالزواج والطقوس المصاحبة له.

وعن ذلك يقول سفيان شاكر، وهو أحد الشخصيات الاجتماعية ذات الأصول الهندية في المخا، "إن نحو 700 أسرة ينتمي أفرادها إلى ثلاث تجمعات سكانية هي: عائلة شاكر، وعائلة الشامي، وعائلة سندرس.. وإن كثيراً من أفراد تلك العائلات ظل مرتدياً للزي الهندي حتى وقت قريب.

وفيما يتعلق بالزواج يقول شاكر: يبدأ العريس صباح يوم الزفاف بطلاء جسمه بالحناء، ويساعده في ذلك "الريس" وهو شخص ينتمي إلى ما يطلق عليهم "بالمزاينة".

يضيف: "عندما يبدأ الحناء بالتيبس تربط على رأس العريس قطعة من القماش مجوفة المنتصف فيقبل أهله ومحبوه وأصدقاؤه وسكان الحي للسلام عليه بحيث يضع كل واحد منهم مبلغاً بسيطاً من المال على رأسه، يسمى بالنقط، وسط أجواء مفعمة بالفرح يؤدي خلالها الشباب رقصة الشرح على وقع ضرب الدفوف والمزمار.

وبالنسبة إلى تلك المبالغ فإنها تذهب للمرأة التي استقبلت العريس أثناء ولادته، في تقليد وإن بدا غريباً إلا أنه يعبر عن الامتنان والعرفان للدور الذي قامت به تلك المرأة أثناء ولادته.

ويؤكد شاكر، أن تلك العادة من العادات الهندية التي لا تزال متجذرة لدى الأسر من أصول هندية، وقد حافظوا عليها طوال القرون التي مضت.

وبعد تناول العريس وجبة الغداء يذهب إلى المكان الذي يخصص لاستقبال النساء، وغالبيتهن من أقاربه، فيرقص معهن رقصات الشرح خصوصاً العمات والخالات من كبار السن.

عائلات من أصول هندية

قدمت أغلب الأسر الهندية واستقرت هنا عندما ذاع صيت المخا كميناء شهير لتصدير البن، وقد استقر الكثير منهم وامتلكوا المزارع والعقارات وربطوا علاقات مصاهرة مع الأسر اليمنية حتى وصل عدد الأسر اليوم إلى 700 أسرة.

وبقيت تلك الأسر محتفظة بعاداتها وباحتفالاتها بالأعياد والمناسبات.. ومن الأعياد التي يحتفلون بها هو عيد الجدونة في الخامس عشر من شعبان، وما يصاحب ذلك من التزين وإعداد الوجبات الخاصة.. أو عيد الرشاش حيث يقوم الأهالي بتبريد المياه خلال الليلة التي تسبق ذلك اليوم، وفي الصباح تلقى تلك المياه على الأشخاص من على أسطح المنازل أو من خلف الأبواب أو من النوافذ بطريقه مفاجئة.

ويغلب على ذلك اليوم أجواء الضحك والمرح بعد أن يقع الآخرون في مواقف محرجة خصوصاً الذاهبين منهم لوجهتهم الخاصة لكنهم يجبرون على العودة بعد أن ابتلت ثيابهم بالمياه.

وخلال العشرين سنة الماضية بدأ الاحتفال يقل بشكل تدريبي بعيد الرشاش، لكن هناك من يقول إن الأطفال احتفلوا على طريقتهم الخاصة خلال العام الماضي وقاموا بتبادل إلقاء المياه على بعضهم البعض.

وتوجد كثير من العائلات من أصول تركية وحبشية وهندية في المخا بعدما استقروا فيها الأجداد الأوائل عندما ذاع صيت المخا كميناء تجاري هام يصدر القهوة لدول العالم.