إغلاق مليشيات الحوثي خط (عدن- الضالع) يجبر قاطرات نقل البضائع للتوجه نحو الساحل

المخا تهامة - Tuesday 02 July 2019 الساعة 03:28 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

تسبب إغلاق مليشيات الحوثي لخط (عدن - الضالع - إب) في إبريل الماضي في إجبار شاحنات نقل البضائع على التوجه نحو الطريق الساحلي (عدن - المخا- الجراحي- إب) وهو ما يكبد القطاع التجاري الواقع تحت سلطة المليشيات مزيدا من الخسائر المالية.

وعمدت مليشيات الحوثي منذ اندلاع معارك الضالع إلى تفجير الجسور وعبارات مياه السيول، مما دفع سائقي شاحنات نقل البضائع المتجه من ميناء عدن إلى إب وصنعاء وذمار على ولوج طريق عدن- المخا الجراحي للوصول إلى وجهتها مما يكبد القطاع التجاري مزيدا من الخسائر عبر دفع أموال إضافية على تكاليف النقل.

 > المليشيات الحوثية تقطع خط (الضالع - إب - صنعاء) لليوم الثالث

وشكا سائقون في أحاديث منفصلة لنيوزيمن أثناء توقفهم بالمخا قبل استئنافهم السير نحو سقم --الجراحي -إب إن بعد المسافة ووعورة الطرق التي لا تتناسب مع حجم حمولة الناقلات العملاقة يضاعف من معاناة السائقين.

واضافوا إن بعد المسافة ومشقة السير الذي يجبرهم على المرور في طرق رملية وغير معبدة يؤدي في أوقات كثيرة إلى تعطل شاحناتهم، وهذا ليس مرهقا فحسب، ولكنه يكلف مبالغ مالية اضافية مقابل إصلاحها.

وقال أحدهم رافضا الكشف عن اسمه أن زميلا أبلغه قبل قليل من حديثه إلينا بأن شاحنته علقت في طريق رملية وهو بحاجة إلى جرافة لسحبها.

ومضى يقول ان تكلفة السحب وتبديل بعض القطع قد تصل إلى ثلثي الأجرة التي حصل عليها، متسائلا ماذا تبقى لأجور الديزل والأعطال الأخرى التي تظهر لاحقا والمصاريف الشخصية.

وقال محمد الشيباني وهو مهندس في ورشة إصلاح السيارات بالمخا، إن الأعطال تكاد تكون حدثا يوميا بالنسبة لسائقي الشاحنات وان بعضهم يجبر على دفع مبالغ طائلة مقابل إصلاحها.

ومضى يقول ان سقوط الأمطار الموسمية ضاعف من وعورة الطريق الرملية بين سقم والقهرة بالجراحي.

وبعد أن كان سائقي نقل البضائع يقطعون المسافة من عدن إلى مدينة اب يوم كامل باتوا يقطعونها حاليا خلال ثلاث أيام، بحسب سائقين.

وارتفع ثمن نقل الطن الواحد من 14 ألف ريال إلى 30 ألف ريال وهو ما يلقي بمزيد من الأعباء على قطاع التجارة في الأماكن التي لا تزال تحت سيطرة مليشيات الحوثي.

واتفق جميع من قابلناهم بأن مليشيات الحوثي أضحت معضلة للسكان في كافة المدن والأماكن التي تصل إليها، شاملة كافة مناحي الحياة.

وقال سائق آخر "علاوة على ما تسببه من دمار للمدن وقتل وتهجير للمدنيين وزرع الألغام وتفجير المنازل واختطاف الأبرياء فإن هناك من يعاني بصمت بسبب المليشيات ولا أحدا يعلم عنه.

وتشير تصريحات السائقين إلى اليأس من قدرتهم على الوفاء بالتزاماتهم للتجار نظرا لبعد المسافة ومشقتها، لا سيما البضائع المراد توصيلها بشكل أسرع.

وشوهد عشرات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والأسمنت والحديد اثناء توقفها بالمخا قبل أن تستأنف السير نحو وجهتها.

ويعيش القطاع التجاري في المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيات من فرض جبايات مستمرة سواء عبر فرض ضرائب جمركية جديدة أو إجبار رجال الأعمال على تمويل الاحتفالات الدينية الخاصة بالحركة الحوثية المرتبطة بإيران، الدولة الراعية للإرهاب العابر للحدود.

ومن شأن تحول خط سير ناقلات البضائع أن يضاعف من أجرة النقل، التي سيتم اضافتها على أسعار المواد الغذائية، في وقت انعدم فيه المدخولات المالية وانقطعت الرواتب الحكومية، الأمر الذي يسلط الضوء على الثمن الذي يدفعه المدنيين في المناطق الواقعة تحت سلطة مليشيات الحوثي.