المخا.. أزمة العقار تخلق توأمة بين المُلاك والمستأجرين وتوحد جهودهم في إيجاد حلول ترضي الطرفين

المخا تهامة - Sunday 25 August 2019 الساعة 07:56 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

دفعت أزمة المباني السكنية في المخا بعض التجار الصغار ممن لا تتعدى رؤس أموالهم عشرة ملايين ريال، إلى البحث عن مبانٍ نصف جاهزة، وقاموا بدفع إيجار عام إلى عامين مقدماً، من أجل إتاحة الفرصة لمالك العقار لاستكمال تجهيزها.

تبدو الفكرة مناسبة، فإذا ما قارنا حجم الأموال التي يمتلكها التجار الصغار فإنها لا تكفي لشراء قطعة أرض والبناء عليها في الشارع العام تحديداً مما قد يؤدي إلى خسارة أموالهم، كما أن بعض ملاك العقارات لم يتمكنوا طيلة سنوات من إنجازها لأسباب خاصة، ولذا بقت مبانيهم تبدو وكأنها نصف مكتملة.

يوسف البكاري قدم عرضاً على مالك مبنى لم يكتمل بناؤه، دفعة من إيجار سنتين مقدماً كي يتمكن المالك من إكمال بناء ثلاثة دكاكين سيخصصها البكاري عند الانتهاء منها كمركز لبيع الملابس الجاهزة.

قد يستغرق البناء وقتاً أطول مما حدد بالاتفاق الموقع بينهما بعشرين يوماً، لكن البكاري يرى أن ذلك أمر مناسب له حتى وإن تأخر استلام المبنى شهرين كاملين.

مبرر البكاري في ذلك هو أنه بحث طويلاً عن محل يلبي طموحه التجاري دون أن يجد، وعندما كان مارا يوما ما بالمكان جذبه منظر المبنى غير المكتمل.

يقول إنه حدث نفسه أن هذا المكان هو الأنسب، وقد قرر العودة في اليوم الثاني كي يعرض على المالك ما جال بخاطرة.

يصف البكاري ذلك اللقاء بالرائع "فالمالك لم يصدق ما قلته، كما لم يعتقد أننا جاد فيما أطرحه عليه من عرض".

صفقة جيدة

تبدو الصفقة لمالك العقار جيدة، فعلى الأقل الأموال التي سيكمل بها بنايته جاءت أولا بسهولة، كما أنه غير ملزم بدفع أرباح مقابل اقتراضها مثلما يحدث في القروض التي تقدمها البنوك.

الأمر ينطبق على وجدي سعيد، فبعد عجزه عن العثور على محل تجاري واسع للإيجار على الشارع العام من أجل تخصيصه كسوبر ماركت، وجد من فكرة البكاري طريقة ملهمة، وحالفه الحظ في ذلك عندما وجد عمارة بحاجة إلى التشطيب، حسب قوله.

تحول ملفت

مع تحول المخا إلى مركز جذب لعدد من رؤس الأموال الصغيرة والمتوسطة بعد أن وجدوا منها مدينة آمنة تحظى ببيئة استثمارية واعدة، استنفدت فيها العقارات بشكل كبير وارتفعت فيها إيجاراتها إلى مبالغ مضاعفة.

وإذا ما قارنا بالأعوام ما قبل 2015 عندما كانت الشقق السكنية لا تجد من يقوم باستئجارها رغم زهد إيجاراتها الشهرية والتي لا تتعدى 10 آلاف ريال، فإن الأعوام التي تلت ذلك في أعقاب تحريرها تغيرت بعدما وجد الكثيرون من المخا وجهة جديدة وآمنة.

ويبدو أن فرصتها في استعادة مركزها القديم كمدينة تجارية آخذة في التوسع إذا ما رأينا حجم الاستثمارات المتدفقة إليها وشكل المدينة الذي بات يتغير باستمرار مع المباني الجديدة التي يتم إنشاؤها.