يضعون بيده نقوداً وفي الأخرى حجراً صغيراً لتحفيزه على الكسب والدفاع عن النفس.. هكذا تحتفل عائلات المخا بقدوم مواليدها الجدد

المخا تهامة - Wednesday 04 September 2019 الساعة 08:19 am
المخا، نيوزيمن، كريمة سفيان:

لا تزال عادات الاحتفال بقدوم المولود الجديد في كثير من المدن اليمنية تقاوم عوامل الاندثار، وهناك من لا يزال محتفظاً بها حتى اليوم كإرث لا يمكن التخلي عنه.

ففي المخا، مثلاً، يحرص أهالي المولود وأقاربه، خلال الأسابيع الأولى لولادته، على زيارته مع وضع مبلغ من المال لا يقل عن ألف ريال، خصوصاً في الوقت الحالي، فيما آخرون يحضرون هدية عينية خلال فترة الزيارات التي تستمر حتى بلوغه الأربعين يوما ويتشارك فيها نساء ذلك الحي.

وعندما يبلغ الطفل الأربعين يوما تقوم الأم بصبغه بالحنا كاملا ووضع عشرين فلسا بيده اليمنى وحجرة صغيرة باليد اليسرى مع ربط تلك الأشياء جيدا على يدي الطفل لاستحالته الإمساك بها نظرا لعدم مقدرته على القيام بذلك في مثل ذلك العمر، فضلاً عن عدم إدراك الطفل بما يدور حوله.

مرد ذلك الاعتقاد هو أن الطفل عندما يشب يصبح مكافحا ومحبا للعمل، وهي ترمز للدلالة على ترغيبه على حب كسب العيش، كما يعتقدون أن وضع حجرة صغيرة سيكون مقداما مدافعا عن نفسه، وهو اعتقاد لا يمكن للأهالي في الوقت الحالي التكهن بمدى صدقيته، مثلما هي كثير من العادات التي عفى عليها الزمن في مناطق أخرى.

بعد جفاف جسد المولود من الحنا تفك تلك الأربطة القماشية والتي تحتوي على النقود المعدنية والحجر الصغيرة لتخليصه منها، ثم يتم تغسيله وإلباسه ملابس جديدة.

يسلم الطفل إلى إخوانه أو طفل من أقاربه برفق ليطوفوا به صباحا حول المنزل ولبضع دقائق كتقليد جرت عليه العادة ثم يعيدونه إلى والدته بعد أن يكونوا قد أتموا المهمة.

أما عصرا وتحديدا فترة ما قبل الزوال فيعطى الطفل واحدة من جداته سواء كانت لأبيه أو أمه للقيام بنفس الدور.

تطوف به الجدة حول المنزل مع كسر حبة بيض عند كل ركن من أركان المنزل كجزء من عمليات حماية المنزل من الشر أو طرد الأشرار، فيما يمشي خلفها أطفال الحي الذين يتم إبلاغهم مسبقا وهي تردد "اجروا ورانا يا عيال بالخيزرانه يا عيال"، وهم يرددون خلفها ذاك الهتاف، وعند الانتهاء من تلك المراسيم يتم توزيع قطع من الشوكلاته على المشاركين.

يجدر بالأمهات القلق على صحة أبنائهن الصغار بالنظر إلى ما قد يتعرضون له أثناء الطواف به وإن كان لا يعرف ما اذا كانت قد سجلت وقوع حوادث معينة أصيب بها الأطفال حديثو الولادة أم لا، لكن ما بات معروفا هو أن تلك الاحتفالات تعود إلى أزمنة مضت، وما تزال تحتفظ بمكانتها بين السكان وتقاوم عوامل الاندثار والأساليب الحديثة للاحتفال بالمولود الجديد والتي تنحصر حاليا بتقديم الأطعمة وإقامة الحفلات والعزائم.