الحديدة - نيران التصعيد الحوثي شيعت بيان التهدئة.. غريفيث حصل على إحاطته واللواء عيضة يوصي بالتفاؤل

المخا تهامة - Tuesday 10 September 2019 الساعة 02:39 pm
الحديدة/المخا، نيوزيمن، خاص:

شيعت نيران كثيفة في مختلف مناطق الحديدة الاجتماع السادس للجنة تنسيق إعادة الانتشار الذي اختتم يومي انعقاد، في المياه المفتوحة قبالة الحديدة على ظهر سفينة أممية بغياب رئيس اللجنة ورئاسة القائم بأعماله، بالتأكيد - تجديد التأكيدات ذاتها في الاجتماعات الخمسة السابقة- على تفعيل آلية التهدئة ووقف إطلاق النار. الخطوة التي تأتي قبل البداية منذ تسعة أشهر.

قبيل الإحاطة

الحاصل أن الاجتماع أدى ما عليه ووفر المتطلب الدوري الذي سيحتاج إليه مارتن غريفيث قبيل موعد الإحاطة المقبلة والقريبة إلى مجلس الأمن. في الموعد تماما تلبي الاجتماعات المطلوبة لذاتها وليس أكثر شروط المبعوث الأممي المعني بالإحاطات على مدى عام إلا قليلا.

..ولا تراجع عن المسرحية

لجنة إعادة الانتشار تجاوزت هذه المرة أيضا المهمة الرئيسية لها والعملية الرئيسية المتمثلة في خطوات إعادة الانتشار. واكتفت بالعودة إلى نقطة البداية بالحديث عن تفاهمات حول تثبيت وقف إطلاق النار. وكانت النيران حاضرة قبل وخلال وبعد الاجتماع والبيان الصحفي.

ولم يتطرق الاجتماع ولا البيان لإخلاء الموانئ الثلاثة والتراجع عن مفاعيل مسرحية الانسحاب من طرف واحد كما كان التزم الأمين العام والمبعوث الأممي للسلطات الحكومية في الشرعية.

فيما يلي نعرض وقائع ومخرجات يوم الاثنين التاسع من سبتمبر أيلول 2019، على جانبي البحر والبر.. السفينة والجبهات.. البيان والميدان.

مخرجات الاجتماع السادس (بيان)

البيان الصحفي المشترك الصادر عن الاجتماع المشترك السادس للجنة تنسيق إعادة الانتشار بالحديدة

عقد أعضاء لجنة تنسيق إعادة الانتشار ( RCC ) اجتماعهم المشترك السادس في الفترة من 8 إلى 9 أيلول / سبتمبر على متن سفينة الأمم المتحدة في المياه المفتوحة قبالة الحديدة.

وتأكيداً لالتزامهم باتفاقية الحديدة، قامت لجنة تنسيق إعادة الانتشار بتفعيل آلية التهدئة وتعزيز وقف إطلاق النار التي تم الاتفاق عليها في الاجتماع السابق للجنة خلال شهر يوليو الماضي، وبناءً عليه تم إنشاء وتشغيل مركز العمليات المشتركة في مقر البعثة في الحديدة يضم ضباط ارتباط وتنسيق من الطرفين بإضافة إلى ضباط وتنسيق من بعثة الأمم المتحدة.

سيعمل مركز العمليات المشتركة على الحد من التصعيد ومعالجة الحوادث في الميدان من خلال الاتصال المباشر مع ضباط الارتباط الميدانيين المنتشرين على جبهات محافظة الحديدة.

كما قرر أعضاء اللجنة نشر فرق مراقبة في أربعة مواقع على الخطوط الأمامية لمدينة الحديدة كخطوة أولى من أجل تثبيت وقف إطلاق النار والحد من المعاناة والإصابات بين السكان المدنيين.

كما تناول أعضاء اللجنة الجوانب الفنية والعملية من اقتراح المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن بشأن تنفيذ اتفاق الحديدة ومراحله وسيقدمون مقترحاتهم إزاءها لاحقاً.

رئيس الفريق الحكومي: "لدعم هذا التوجه"

صرح اللواء محمد عيضة رئيس الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار بالحديدة عقب انتهاء الاجتماع المشترك السادس قائلا:

"جئنا إلى هذا الإجتماع وأبدينا مرونة عالية تتويجاً لحرص قيادتنا السياسية وقيادة تحالف دعم الشرعية على تنفيذ اتفاقية استوكهولم فيما يتعلق بمحافظة الحديدة".

أضاف عيضة: "استطعنا التوصل إلى خطوة ننطلق منها في أعمالنا القادمة".

ودعا اللواء عيضة "الجميع إلى دعم هذا التوجه حقناً لدماء اليمنيين".

نيران كثيفة شيعت الاتفاق

قصفت مليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، عددا من المواقع التابعة للقوات المشتركة بمدينة الحديدة مع انقضاء اليوم الثاني للاجتماع السادس للجنة التنسيق المشتركة التي أكدت في بيانها الاتفاق على تفعيل آلية التهدئة ووقف إطلاق النار التزاما بتنفيذ اتفاق الحديدة.

مصادر عسكرية وميدانية بالقوات المشتركة من جانبها أفادت أن المليشيات قصفت مواقع القوات المشتركة في شارع الخمسين بمدافع الهاون عيار 120 واستهدفتها بسلاح البيكا وبالأسلحة الرشاشة وبسلاح 12,7 وبسلاح 14,5.

وأضافت إن المليشيات أطلقت النار على مواقع القوات المشتركة المتمركزة شرق مدينة الصالح من مناطق تمركزها بسلاح معدل البيكا وبسلاح الدوشكا وسلاح 14,5، ثم عاودت قصف المواقع بقذائف مدفعية الهاوزر بشكل عنيف.

تصعيد وتحشيد على التحيتا

أطلقت مليشيات الحوثي نيران أسلحتها المدفعية والرشاشة بشكل مكثف وعنيف على مواقع القوات المشتركة في مديرية التحيتا جنوب المحافظة.

وبحسب مصدر عسكري بالقوات المشتركة، تجدد قصف المليشيات على مواقع القوات المشتركة شمال المديرية في أوقات متفرقة الاثنين.

وكما كان أورد نيوزيمن تباعا عن مراسله، أشار المصدر العسكري إلى استخدام المليشيا قذائف مدفعية الهاون من عيار 82 ومدفعية الهاوزر وبقذائف مدفعية B10.

قال المصدر في السياق إن المليشيات أطلقت النار على مواقع القوات المشتركة جنوب المديرية بالأسلحة الرشاشة المتوسطة من عيار 14.5 وسلاح 12.7 في ساعات العصر وحتى المساء.

وتأكيدا لما أورده نيوزيمن حول تحشيد حوثي للقوات والآليات باتجاه التحيتا، قالت مصادر القوات المشتركة مساء الاثنين، إن القصف والاستهداف تزامن مع الدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة وحشد قوات جديدة نحو مديرية التحيتا ومناطق أخرى في محافظة الحديدة فيما كانت ما تزال تعقد لجنة إعادة الانتشار جلساتها لليوم الثاني.

تكثيف القصف والقنص على حيس

وبالتزامن مع اليوم الثاني من انعقاد الاجتماع المشترك للجنة إعادة الانتشار، شنت مليشيات الحوثي قصفاً مدفعياً على مدينة حيس جنوب محافظة الحديدة مستخدمة المدفعية الثقيلة.

وأفادت مصادر عسكرية ميدانية في حيس بقيام مليشيات الحوثي الإرهابية بشن عملية قصف مدفعي عنيف وعمليات قنص متواصلة على مواقع القوات المشتركة في أطراف المديرية.

مضيفة إن المليشيات أطلقت قذائف مدفعية الهاون الثقيل وقذائف بي 10 وقذائف RBG بشكل عنيف ومكثف.

واستهدفت المليشيات مواقع أخرى شرق المدينة بسلاح 14.5 وبسلاح معدل البيكا وبالأسلحة القناصة.

قنص المارة والنازحين

وأطلق قناصة المليشيات الإرهابية النار على المارة في الطرقات العامة بمديرية حيس وأصابت شخصا بجروح.

وأفادت مصادر محلية أن مسلحي المليشيات أطلقوا النار على النازحين في أطراف مديرية حيس ما أدى لإصابة رجل مسن يدعى محمد أحمد غلاب المجعشي ويبلغ من العمر 60 عاماً بجروح في قدمه اليمنى.

وروى المصاب أن قناصة المليشيات أطلقوا عليه النار بينما يمر في الطريق وحاول أن يلوّح بقطعة قماش بيضاء لكنهم أطلقوا عليه النار مرة أخرى وأصابته رصاص المليشيات فسقط أرضاً وزحف مسافة لتأمين نفسه حتى تم إسعافه.

ليست مسألة "نوايا طيبة"

ومع النوايا الطيبة التي ظهرت في تصريح رئيس الفريق الحكومي الذي بدا متفائلا بإحراز "خطوة ننطلق منها" كما قال، داعيا الجميع "لدعم هذا التوجه حقنا لدماء اليمنيين"، فإن المشكلة ليست في غياب دعم التوجه كما هو حاصل منذ تسعة أشهر كاملة، وإنما في كون الحوثيين أثبتوا آلاف المرات أنهم لا يستفيدون من شيء كما يستفيدون من النوايا الطيبة ومجاراتهم عبثا بدافع من رغبة في حقن دماء اليمنيين.. لتسيل وتسفك المزيد والكثير من الدماء.

مع الحوثيين، وهذا درس يتكرر على مدى أعوام طويلة ولا أحد يعبأ بالتجارب والاستفادة من الدروس، ليست المسألة مجرد نوايا طيبة.

ولهذا لن يصل كل هذا التمديد والترحيل إلى نتيجة طيبة في كل الأحوال والاحتمالات.