جهود الشرطة العسكرية في القضاء على التهريب بالمخا بشكل نهائي قابلة للتحقُّق

المخا تهامة - Wednesday 11 September 2019 الساعة 05:30 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

تنصب اهتمامات المواطنين، دوماً على مراقبة جبهات القتال مع مليشيات الحوثي، والقضايا المتعلقة بحياتهم اليومية، غير أن الشرطة العسكرية بالمخا تمكنت قبل أسابيع من لفت الانتباه إلى ما تقوم به من جهود كبيرة في القضاء على التهريب، لا سيما بعد الإعلان عن مضبوطات مهربة كانت في طريقها إلى مليشيات الحوثي وبعضها خطرة تدخل في صناعة المتفجرات.

أثار الإعلان قدراً كبيراً من الارتياح لدى المواطنين، لا سيما بعدما كشفت الكميات الكبيرة للأسمدة المهربة عن حجم التجارة غير الشرعية، والتي يقوم بها بعض ضعفاء النفوس، مستغلين أجواء الحرب وانشغال قوات الأمن والشرطة في مكافحة الجريمة في أكثر من مكان.

كما كشفت الشاحنات التي كانت محملة بالأسمدة، الجمعة الماضية، وهي في طريقها نحو منطقة خالية من السكان، شرق المدينة، لأجل إتلافها؛ عن عمل بطولي تقوم به الشرطة العسكرية في مجال مكافحة التهريب.. وكان من اللافت أيضاً حضور قائد الشرطة العسكرية الرائد بسام الحرق، بموقع الإتلاف، وقد أراد من ذلك إرسال رسالة مفادها أنه وضع نفسه في مهمة التصدي للمجرمين، كما أنه وضع من مكافحة التهريب هدفاً لا يمكن الحياد عنه إلى أن يتم القضاء عليه بشكل نهائي.

معلومات غير مؤكدة

قبل أشهر عدة كانت معلومات يتم تداولها من أن بعض المهربين يستغلون المساحة الشاسعة للساحل الغربي في تهريب منتجات تدخل في صناعة المتفجرات لمليشيات الحوثي، وتتسبب بأذى لأبرياء لا حلم لهم في هذه الحياة سوى العيش بأمان.

لم نكن نعلم عن ذلك شيئاً، غير أننا أدركنا عندما تمت عملية إتلاف كمية منها أن التهريب موغل في العمل غير الأخلاقي، وأن حجم رأس تلك التجارة غير الشرعية تبلغ ملايين الريالات.

يقول الحرق، إن المهربين يرون في تهريب بعض المواد الممنوعة أمراً مربحاً، كما أن بعضهم ممن يتخذ من دول القرن الإفريقي مقراً لهم يتولون الإشراف على تلك العمليات غير المشروعة بشكل مباشر بعدما باتت تدر عليهم ربحاً خيالياً.

يضيف الحرق، إن هناك معتقلين متورطين بجريمة التهريب وهم قيد الاحتجاز، وإن كان غالبيتهم من سائقي شاحنات النقل، لكنه يؤكد أنه يجري تعقب الجناة إلى أن يتم القبض عليهم وتقديمهم للعدالة.

يصف الحرق التهريب بالجريمة التي لا يمكن السكوت عنها، متعهداً بتركيز جهود الشرطة العسكرية على مكافحة التهريب على طول الشريط الساحلي كأولوية ومعاقبة مرتكبيها، لكن عملية المكافحة تحتاج إلى صبر كما تحتاج إلى تعاون المواطنين من أجل القضاء عليها أو على الأقل الحد من حدوثها بما يؤدي إلى تراجع مخاطرها على المواطن وعلى الاقتصاد أيضًا.

طرق للتخفي

يسلك المهربون طرقَ تخفٍ عدة خشية اعتقالهم، ويستخدمون أساليب تمويه متعددة، فخبرتهم الطويلة في هذا المجال منحتهم القدرة على الهرب من أعين رجال الشرطة.

وأمضت الشرطة ثلاثة أشهر في وضع كمائن وجمع معلومات حول تلك الطرق التي يسلكها المهربون، كما قامت بمراقبة سير بعض المركبات إلى أن تم احتجاز أطنان من الأسمدة والبضائع خلال تلك الفترة.

من خلال عمليات التحقيق مع المتهمين كشفت التحقيقات عن الطرق التي يسلكونها والتي تمر بعضها في قرى ريفية وأخرى تطل على الساحل مستغلين خلوها من السكان لتنفيذ أعمالهم القذرة، لكن الشرطة بدأت في مراقبتها، وقد أوقعت أعضاء جدداً في شبكة التهريب الكبيرة.