عدنان الحمادي.. الجنوب ينعي شهيد "الاغتيال"

متفرقات - Wednesday 04 December 2019 الساعة 09:29 pm
عدن، نيوزيمن، محمد الجنيدي:

نعى جنوب اليمن شهيد "الاغتيال" العميد عدنان الحمادي، باعتباره أحد أبرز القادة الشركاء في قتال ميليشيات الانقلاب الحوثية، والصخرة التي تحطمت عليها رهانات إخوان اليمن، بإسقاط ريف تعز الذي يسيطر لواؤه عليه، أو حتى إسقاط اللواء كلياً.

ويعرف أبناء المحافظات الجنوبية، أكثر من غيرهم معنى فقدان القادة الذين دائماً ما يكونون في مقدمة الصفوف وإلى جانب الشعب في أحلك الظروف.. كيف لا، والجنوب كان أول خاسر للقادة في الحرب على التنظيمات الإرهابية والميليشيات الحوثية منذ عام 2015، من الشهيد جعفر محمد سعد، واللواء الركن/ أحمد سيف اليافعي، والعميد منير اليافعي أبو اليمامة، والعميد عمر سعيد الصبيحي... وغيرهم الكثير.

ولم يكن الشهيد الحمادي معروفاً لدى أبناء المحافظات الجنوبية، نظراً لعدم ظهوره المتواصل، وكذا لإظهار إخوان اليمن، محافظة تعز بكونها معادية للجنوب، إلا أن الجنوبيين تأثروا بالحادثة خصوصاً بعد مشاهدة فيديوهات للحمادي، يتحدث فيها وكانت رؤيته متطابقة إلى حد كبير معهم.

ويؤكد الحمادي، في فيديوهات انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي عقب استشهاده، أن هناك مؤامرة عليه كما على جنوب اليمن، من قبل جماعة الإخوان، نظراً فيما يبدو لعدم قدرتهم على جلبه إلى صفوفهم، وكذا لأن الإخوان حرفوا أصلاً سير المعركة مع الحوثي، وهي وجهة لا تتطابق مع الحمادي، إذ شدد في تلك الفيديوهات على تحرير تعز، وعدم جر ريفها إلى صراع.

وقال الحمادي، إن المعركة مع الحوثي وليس له عدو غيرهم، ودعا إلى ترتيب صفوف أبناء تعز، ومد يده للجميع لما فيه خير للمحافظة، غير أن ذلك الحديث أزعج إخوان اليمن، وتلك اليد التي مدها بصدق نية وإخلاص، غُدر بها من الخلف.

الإصلاح في دائرة الاتهام

ولا يبتعد حزب الإصلاح الإخواني من دائرة الاتهام في تدبير عملية الاغتيال للعميد الحمادي، وكثيراً ما توجه للحزب اتهامات رسمية بإثارة الفوضى وإدارة عمليات الاغتيالات في الجنوب.

ويرى السياسي الجنوبي أحمد الربيزي، في هذا الصدد، أن مواقف العميد الشهيد عدنان الحمادي الواضحة والجلية، أغضبت حزب الإصلاح الإخواني، ومليشيات الحوثي، مشيراً إلى أن قاتليه أبدعوا بإحكام مؤامرة غادرة لقتله تم تدبيرها في ليل.

‏وأضاف الربيزي، إن كل الدلائل تشير أن عملية اغتيال قائد اللواء 35 في تعز "عدنان الحمادي" لا تخلو من وجود أصابع سياسية خبيثة لأطراف سياسية معروفة، حتى وإن تم تلبيسها لمختل عقلياً أو لأحد أقاربه، لافتاً إلى أن عدم خضوع الحمادي لحزب الإصلاح، أدى إلى شن حملات إعلامية تحريضية عليه.

من جانبه، نعى رئيس بالمجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي ونائبه هاني بن بريك، العميد الحمادي، وأشاد الزبيدي بمواقف الحمادي في التصدي لمليشيا الحوثي، وكذا في مواجهة إرهاب جماعة الإخوان، وفي مقابل ذلك قال ابن بريك، إن الحمادي كان لنا وكنا له ولأهل تعز عضدا، وسنبقى كذلك حتى نلقى الله ونحن على درب الشهداء.

وكان حزب الإصلاح قد شن حملات شرسة على العميد الحمادي، واتهمه بالعمالة لدولة الإمارات، قبل أن يتم الغدر به، ويذرف عليه إعلام الحزب دموع التماسيح.

لا دعم..

ويقول مقربون من العميد المغدور به، إنه لا يتلقى دعماً من الحكومة الشرعية دون أسباب تذكر سوى إنه مقاتل ضد الحوثيين، وأن الدعم كان يصله بشكل ضئيل من التحالف العربي.

وتؤكد أحاديث المقربين من الحمادي، أن الشرعية اُختطفت من قبل إخوان اليمن، وباتت تنفذ أجندة إخوانية بحتة، وكل من هو خارج عن دائرة الجماعة يتم شن الحرب عليه.

‏اليافعي: القيادات الوطنية سيتم التخلص منها وعلي محسن سيرسل لذويهم التعازي

مقابل ذلك، رأى الصحفي الجنوبي ياسر اليافعي، أن كل القيادات الوطنية المخلصة في جنوب وشمال اليمن سيتم التخلص منها تباعاً، وسيبقى علي محسن يرسل لذويهم التعازي (في إشارة إلى أن الرجل متورط في عمليات الاغتيالات).

والأحمر هو أبرز القيادات العسكرية لجماعة الإخوان في اليمن.

‏وبيّن اليافعي، أن العميد عدنان الحمادي أحد أبطال تعز، حيث تصدى لمليشيا الحوثي، وكان له دور كبير في تحرير تعز، وقتله جاء بعد عملية تحريض واسعة من قبل إعلام حزب الإصلاح لدوره الكبير في الحد من نفوذ الحزب واخونة المحافظة.

ودعا اليافعي، نشطاء تعز إلى جعل دماء الشهيد عدنان نقطة تحول كما فعل أبناء الجنوب عندما جعلوا من استشهاد أبو اليمامة نقطة تحول.

‏الدويل: اغتيال له ما بعده

بالتزامن مع ذلك، اعتبر الكاتب والسياسي الجنوبي صالح علي الدويل، أن اغتيال الحمادي مخطط له بعناية.

وقال الدويل، إن اغتيال الشهيد الحمادي ستتلوه حركة عسكرية لإسقاط تعز بيد إخوان اليمن من مأرب، مروراً بشبوة إلى شقرة، مبيناً أن الإخوان يقومون بتعزيزات عسكرية، تؤكد أن اتفاق الرياض مجرد استراحة مقاتل.

وأضاف، إن اغتيال الحمادي له ما بعده.

الجندي: الحمادي مد يده لكل الأطراف والإصلاح جعل من تعز ميداناً للصراع البيني

ويقول الصحفي صلاح الجندي وهو من أبناء تعز، إن العميد عدنان الحمادي، يحظى بشعبية جارفة وحب واحترام الجماهير العريضة على مستوى البلد وهو الذي ضحى بكل غال ونفيس من اجل تحرير تعز وذكر بأكثر من خطاب ان تحرير تعز هو الهدف الأسمى للجيش الوطني وما ينبغي العودة للخلف وتحرير المحرر وعمل خلال السنوات الماضية على نزع فتيل الاحتراب الداخلي في ريف تعز الجنوبي.

وأشار الجندي، أن الحمادي لم يكن بطلا عسكريا وقائدا للواء 35 مدرع فحسب، فبالاضافة لكونه أول شرارة المقاومة ضد جحافل المليشيات المدعومة ايرانياً، كان القائد الشهيد الحمادي انساناً مثقفا تاريخيا وسياسيا وعسكريا وادبيا، وفي التراث والفن، كان مزيجا متنوعا من الثقافة، مشيراً إلى أن ما يميز القائد انه كان رجلا عسكريا بامتياز ذا خبرة وحنكة عسكرية، وصاحب رؤية استراتيجية للحرب والسلم، ولم يخض معركة في جبهاته دونما تنسيق وتخطيط عسكري، وهذا ما جعل قوات اللواء 35 مدرع تحرر 80 % من المناطق المحررة داخل تعز.

وواصل الجندي: القائد العميد كان يمد يده لكل الاطراف من أجل وحدة الصف، ولكن ثقافة الاستحواذ والسيطرة من قبل حزب الاصلاح الذي يسيطر على قيادة الجيش في تعز جعلت من المحافظة ميدانا للصراع البيني من خلال المضايقات والاستهداف المباشر وغير المباشر كما حدث مع كتائب ابو العباس داخل المدينة وايضا في البيرين ومدينة التربة... وغيرها.

وقال الصحفي اليمني، إن حزب الاصلاح شن حملات تحريضية واسعة، بالاضافة الى قيامه بمضايقات على الأرض، وكان لها أثر سلبي كبير، كما ان العميد الحمادي تعرض لمحاولات اغتيال سابقة، ومورس ضد اللواء عمليات اقصاء معنوية ومادية، وتم تشتيت معظم قوات اللواء من قبل المحور بمبرر الهيكلة.

واختتم الجندي بالقول: كل هذه الحملات والتحريض والاستهدافات المباشرة وغير المباشرة تعامل معها القائد البطل الانسان بحنكة ودهاء، وفشلت كل محاولاتهم في النيل منه في اوساط مجتمع يعرف الحمادي ونضالاته، فلجأ القتلة لتدبير عملية اغتيال محكمة ومدبرة ومخططة وجبانة، للتخلص من هذه الهامة الوطنية والإنسانية.

يُذكر أن العميد عدنان الحمادي اُغتيل بريف محافظة تعز، في الثاني من ديسمبر/كانون الأول الجاري.