الاستخبارات الأمريكية: إيران كثفت تخزين صواريخ باليستية في العراق

العالم - Thursday 05 December 2019 الساعة 09:19 pm
نيوزيمن، متابعات:

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن استغلال إيران الفوضى المستمرة في العراق لبناء ترسانة خفية من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى في العراق، وذلك كجزء من جهد متزايد لمحاولة تخويف الشرق الأوسط وتأكيد قوتها، وفقًا لمسؤولين في الاستخبارات والجيش الأميركي.

وتأتي هذه التعزيزات في الوقت الذي أعادت فيه الولايات المتحدة بناء وجودها العسكري في الشرق الأوسط لمواجهة التهديدات الناشئة للمصالح الأميركية، بما في ذلك الهجمات على ناقلات النفط والمنشآت النفطية التي ألقى مسؤولو الاستخبارات باللوم فيها على إيران.

ومنذ مايو، أرسلت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب حوالي 14000 جندي إضافي إلى المنطقة بشكل أساسي، كما قامت بإرسال سفن البحرية وأنظمة الدفاع الصاروخي الجوي الى قواعدها في عدة دول بالمنطقة.

لكن المعلومات الاستخباراتية الجديدة حول تخزين إيران للصواريخ في العراق هي آخر علامة على أن إيران تستعد لتنفيذ هجمات من خارج أراضيها ونفي المسؤولية عنها.

وقال مسؤولو المخابرات "إن الصواريخ تشكل تهديدا للحلفاء والشركاء الأميركيين في المنطقة، وقد تعرض القوات الأميركية للخطر".

وتعرضت كل من إيران والعراق في الأسابيع الأخيرة لاحتجاجات ضخمة وعنيفة، حيث يحتج الناس في العراق على تزايد النفوذ الإيراني.

وقال النائب إليسا سلوتكين، وهو ديمقراطي عن ميشيغان وعضو لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، في مقابلة تلفزيونية: "لا يريد العراقيون أن يقودهم الإيرانيون، لكن لسوء الحظ، بسبب الفوضى والارتباك في الحكومة المركزية العراقية، فإن إيران هي الأكثر استعدادًا للاستفادة من الاضطرابات الشعبية".

في حين قال مسؤولون عسكريون وفي أجهزة المخابرات إن طهران تخوض حربًا ظلية وتضرب دولًا في الشرق الأوسط ولكنها تخفي أصل هذه الهجمات لتقليل فرصة إثارة رد فعل أو تصعيد القتال كما حدث في الهجمات على منشآت شركة النفط السعودية أرامكو.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" فإن ترسانة من الصواريخ التي تخزنها ايران خارج حدودها تعطي مزايا للحكومة الإيرانية في أي مواجهة مع الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين.

وإذا قصفت الولايات المتحدة أو إسرائيل إيران، فقد يستخدم جيشها الصواريخ المخبأة في العراق للرد على إسرائيل أو دول الخليج.

واوضح التقرير ان مجرد وجود هذه الأسلحة في العراق يمكن أن يساعدها أيضا في ردع الهجمات.

ولم يكشف مسؤولو الاستخبارات النموذج الدقيق للصواريخ الباليستية التي نشرتها إيران داخل العراق، لكن الصواريخ قصيرة المدى يصل مداها إلى ما يزيد قليلاً عن 600 ميل، مما يعني أنه إذا أطلق صاروخ من أطراف بغداد يمكن أن يضرب القدس.

ويقول التقرير إن نشر الصواريخ في العراق وكذلك في إيران من شأنه أن يسمح للحكومة الإيرانية بإثارة شكوك أولية حول مصدر الهجوم، موضحا أن إخفاء المسؤولية، ولو لفترة قصيرة فقط، هو جزء أساسي من استراتيجية الحرب الهجينة الإيرانية، حيث تحاول إبقاء خصومها تحت السيطرة والضغط عليهم دون إثارة أزمة أكبر أو حتى حرب.

وسابقا حذّر مسؤولو الاستخبارات الأميركية من صواريخ إيرانية جديدة في العراق، وشنت إسرائيل غارات جوية تهدف إلى تدمير الأسلحة الإيرانية المخفية، لكن منذ ذلك الحين، قال المسؤولون الأميركيون إن التهديد يتزايد، حيث يتم نقل صواريخ باليستية جديدة سراً.

وقال المسؤولون الأمريكيون "إن إيران تستخدم الميليشيات العراقية لتحريك وإخفاء الصواريخ".

وتابعوا "إن الميليشيات الشيعية التي تدعمها إيران سيطرت فعليا على عدد من الطرق والجسور والبنية التحتية للنقل في العراق، مما يسهل من قدرة طهران على التسلل إلى داخل البلاد".

وقالت سلوتكين، الخبيرة في الميليشيات الشيعية التي زارت بغداد مؤخراً للقاء العراقيين،" إن الناس لا يولون اهتماماً كافياً لحقيقة أن الصواريخ الباليستية قد وضعت في العام الماضي في العراق من قبل إيران مع القدرة على توقع العنف في المنطقة".

وصرح جون سي رود، وكيل وزارة الدفاع، للصحافيين يوم الأربعاء، بأن الولايات المتحدة قلقة بشأن عدوان إيراني وشيك في المستقبل القريب، لكنه لم يقدم أي تفاصيل حول مخاوف المسؤولين.

وذكرت شبكة "سي إن إن" عن تحذير مسؤولي المخابرات الأميركية من تهديدات جدية من إيران ضد القوات الأميركية في الشرق الأوسط.

وتصاعد التوتر في الخليج منذ الهجمات على ناقلات النفط هذا الربيع، بما في ذلك قبالة ساحل الإمارات العربية المتحدة، فضلا عن ضربة صاروخية كبيرة على حقول النفط السعودية في سبتمبر.

وألقت إدارة ترمب وحلفاؤها الأوروبيون باللوم على إيران التي نفت مسؤوليتها عن الهجمات.

واختار الرئيس ترمب عدم توجيه ضربة عسكرية رداً على تلك الهجمات، لكنه سمح لقيادة الاستخبارات بشن هجوم سيبراني استهدف تعطيل منظومة اطلاق الصواريخ في إيران.. رغم أن مسؤولي الجيش والمخابرات قالوا إن مثل هذه الهجمات الإلكترونية من غير المرجح أن تردع طهران.

وقال الجنرال كينيث إف ماكنزي جونيور، قائد القيادة المركزية للجيش، إنه لا يعتقد أن التعزيز الدفاعي الأميركي قد ردع طهران.

وقال الشهر الماضي إنه يتوقع أن تحاول إيران شن هجمات إضافية في المنطقة.

وأضاف الجنرال ماكنزي في مقابلة لاحقة: إنه المسار والاتجاه الذي يتبعونه.