بريطانيا.. انتخابات حاسمة للبقاء أو الخروج من الاتحاد الأوروبي

العالم - Thursday 12 December 2019 الساعة 03:36 pm
نيوزيمن، متابعات:

بدأ البريطانيون الإدلاء بأصواتهم الخميس للاختيار ما بين الخروج من الاتحاد الأوروبي بقيادة بوريس جونسون أو تنظيم استفتاء جديد حول بريكست بقيادة جيريمي كوربن، في انتخابات تشريعية مبكرة ستطبع الاتحاد الأوروبي ومستقبل المملكة المتحدة لعقود.

ويصوت البريطانيون منذ الساعة 7,00 وحتى الساعة 22,00 بالتوقيتين المحلي وت غ، في بلد يراوح في مأزق بريكست منذ تصويته بنسبة 52% من أجل الطلاق في استفتاء جرى عام 2016.

والخروج من هذا المأزق كان تحديدا هدف رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون حين دعا إلى هذه الانتخابات التشريعية الثالثة خلال أربع سنوات، آملا في الحصول على الغالبية المطلقة التي يفتقر إليها لطي صفحة هذه المسألة التي تثير انقساما كبيرا في المملكة المتحدة.

وإن كان المحافظون تقدموا على خصومهم العماليين بزعامة كوربن في استطلاعات الرأي حتى الآن، إلا أن آخر استطلاعات الرأي تشير إلى نتائج شديدة التقارب وغير محسومة.

وتوقع استطلاع نشرت نتائجه صحيفة "تلغراف" الخميس تقدم المحافظين بخمس نقاط، فيما أشار استطلاع آخر أجراه معهد كنتار إلى تقدم بمقدار 12 نقطة.

كما أن الأمطار الغزيرة المتوقعة الخميس وصولا إلى هطول ثلوج في شمال البلاد قد تثني العديد من الناخبين عن الخروج للإدلاء بأصواتهم من أجل اختيار نواب مجلس العموم الـ650 في انتخابات تجري وفق نظام الدائرة الفردية بدورة واحدة، على أن فوز المرشح الحاصل على أكبر عدد من الأصوات في دائرته.

وسيصدر استطلاع لدى خروج الناخبين من مراكز الاقتراع عند إغلاقها، على أن ترد النتائج اعتبارا منذ الساعة 23,00.

وعنونت صحيفة "ذي صن" "أنقذوا بريكست، أنقذوا المملكة المتحدة"، فيما تصدرت صحيفة "دايلي ميرور" صور مشردين ينامون في الشارع وممرضات في مستشفيات تعاني من نقص في الطواقم الطبية، معنونة "من أجلهم... صوتوا للعماليين".

وقال بوريس جونسون (55 عاما) "دعونا نحقق بريكست!" مرددا هذه اللازمة طوال حملة انتخابية باهتة.

ويعتزم جونسون في حال فوزه طرح اتفاق الطلاق الذي تفاوض بشأنه مع بروكسل على البرلمان قبل عيد الميلاد بهدف تنفيذ بريكست في موعده المحدد في 31 كانون الثاني/يناير بعدما أردئ ثلاث مرات.

وردد مرارا ممازحا "الاتفاق جاهز، عليكم فقط خبزه".
ووصل به الأمر إلى القيام ببادرة رمزية حين حطم بجرافة جدارا غير حقيقي يرمز إلى "مأزق" بريكست.

لكن المعارضة نددت مجددا في اليوم الأخير من الحملة بأكاذيبه ولا سيما وعده بالتوصل إلى اتفاق تجاري بعد بريكست مع الاتحاد الأوروبي خلال أقل من سنة، وهو وعد تعتبره بروكسل غير واقعي وفق ما أوردت الصحافة.

من جهته، اعتمد جيريمي كوربن زعيم المعارضة العمالية نبرة أكثر تحفظا وهدوءا، غير أنه وعد بـ"تغيير حقيقي" بعد حوال عقد من حكم المحافظين، في تجمع أخير عقده مساء الأربعاء في لندن.

وتهيمن على برنامجه عمليات تأميم لبعض القطاعات واستثمارات مكثفة، ولا سيما في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (إن إتش إس) التي أضعفتها سنوات من التقشف.

وراهن الزعيم العمالي على هذه المسألة التي تعتبر من أولى مواضيع اهتمام الناخبين، فاتهم المحافظين بأنهم يعتزمون بعد بريكست بيع هذه الهيئة التي تقدم خدمات مجانية والتي تلقى تقديرا كبيرا من البريطانيين للأميركيين.

وأعلن مختتما حملة واجه فيها اتهامات بعدم التحرك حيال ورود مزاعم متكررة عن ممارسات تمت إلى معاداة السامية في صفوف حزبه، "الخيار المطروح أمامكم، أنتم شعب هذا البلد، هو خيار تاريخي حقا".

في المقابل، أبقى كوربن على موقف ملتبس حيال بريكست، فوعد في حال فوزه بالتفاوض مع الأوروبيين بشأن اتفاق جديد أكثر مراعاة لحقوق العمال، يطرحه في استفتاء يكون البديل فيه البقاء داخل الاتحاد الأوروبي، على أن يبقى هو نفسه "حياديا".