الأرز بـ50 ألف ريال.. تجار الحرب يذبحون المواطن بخنجر الأسعار

إقتصاد - Monday 20 January 2020 الساعة 07:39 am
حضرموت، نيوزيمن، خاص:

لم يكن يتوقع الحاج "عبدالله بن سعيّد"، أن سعر كيس الأرز عبوة 40 كجم سيصبح بـ50 ألف ريال يمني، خاصة وأنه اشتراه بداية شهر ديسمبر المنصرم بأقل من ذلك، لكن سعره ارتفع فجأة مع المواد الغذائية الأخرى.

وأبدى "عبدالله" في حديث مع "نيوزيمن"، أسفه لما وصلت إليه الحالة المعيشية في وادي حضرموت من ارتفاع الأسعار وعدم مراعاة التجار لظروف المواطنين، مشيراً أن ذات البضاعة مكدسة لديهم من العام الماضي ومع حلول العام الجديد شهدت ارتفاعاً كبيراً رغم تخزينها، آملاً من المولى عزَّ وجل أن يكشف الغمة عن الشعب الذي عجز عن الحصول على قوت يومه كالسابق.

وارتفعت أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني مع بداية العام الجديد نتيجة لتدهور العملة المحلية مقابل الأجنبية من الدولار والسعودي التي يتعامل بها التجار أثناء استيراد المواد الغذائية من خارج البلاد.

ويقول خبراء الاقتصاد، إن الفساد الإداري هو أحد أهم العوامل التي تنقص من العملة المحلية ووجود الدولة أساس لمعاجلة الريال اليمني وتكوين خطة استراتيجية مالية ونقدية لمعالجة مراحل وأسباب الفساد في القطاعين الإداري والحكومي والاقتصادي.

وأصبح هم الحياة المعيشية يشغل بال اليمنيين يومياً في مناطق الحكومة والأخرى الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، خصوصا مع تلاعب التجار بأسعار العملات وما لذلك مع تبعات كارثية على أسعار المواد الغذائية وكماليات الغذاء.

ويقول الدكتور "محمد بخضر"، إن مليشيا الحوثي أضعفت الدولة ودورها في مراقبة السوق النقدي والمالي، والتي أدت أيضاً لضعف دور البنك المركزي وعدم السيطرة على سوق الصرافة والصرافين وكمية النقد، إضافة لطباعة العملة اليمنية بكميات كبيرة جداً لا تتناسب مع الوضع الاقتصادي للبلد.

وسجلت أسعار الخضار والفواكه في السوق المركزي بحضرموت ارتفاعاً تزامناً مع تدهور العملة المحلية، إذ وصل سعر السلة البرتقال (17 كيلوغراماً) المستورد لنحو 19 ألف ريال يمني، بينما وصل ليمون اليوسفي المزروع في محافظة مأرب لنحو 17 ألف ريال يمني لـ20 كجم والذي يعتبر موسم جنيه هذه الأيام.

وشمل الارتفاع أسعار البطاطس والطماطم، حيث وصل سعر الكيس 1800 ريال يمني كأرخص خضرة في السوق.


الحكومة متواطئة مع تجار الحرب


وحمل "حمد الجعيدي" المسؤولين الحكوميين، المسؤولية عن ما يجري في البلاد وتساهلهم مع استغلال تجار الحروب، مضيفاً إن الناس في حضرموت تموت جوعاً لعدم حصولهم على المعيشة.


وأضاف "صوت المواطنين المظلومين لا يصل إلى السرق والحرامية الذين ينهشون في دماء الناس واموالهم"، حد قوله.


وتابع في حديث مع مراسل "نيوزيمن" في سيئون، "تدهورت العملة والاقتصاد والأمور كلها تدهورت، إيش باقي مع الناس، كل شيء راح".


وخلال استطلاعات "نيوزيمن" آراء المواطنين حول ارتفاع أسعار المواد الغذائية في سوق مدينة سيئون والذي يعتبر أكبر أسواق وادي حضرموت ويقصده المشترون من مختلف المدن والقرى المجاورة، تمنى "عبدالله المعاري" في العام الجديد باستقرار الوضع الاقتصادي في حضرموت كونها تعيش بين أكبر ثروة في البلاد من ثروة مائية وحيوانية ونفطية وتعافي العملة اليمنية مقابل العملات الأخرى، لافتاً أن "الحضارم لا يريدون سلطة ولا حكما، همهم الأكبر استقرار الوضع الاقتصادي والعملة وتوفير الغذاء لأبنائهم".

 

ويأمل المواطنون في محافظة حضرموت أن تستقر العملة وتنخفض أسعار المواد الغذائية الأساسية وانتهاء الأزمة الاقتصادية حتى ينعم كل فرد في المجتمع بدخله المادي لتأمين متطلبات الأسرة.