رفض عربي وتباين دولي إزاء خطة ترمب "صفقة القرن"

العالم - Wednesday 29 January 2020 الساعة 04:37 pm
نيوزيمن، متابعات:

قوبلت خطة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس الثلاثاء، في واشنطن برفض عربي ومواقف غير مؤيدة دولياً لانحيازها لصالح إسرائيل على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني باستثناء موقف بريطانيا المساند للخطة.
وكان ترمب وبعد أكثر من سنتين من العمل بتكتُّم وتأجيل إعلان الخطّة مرارًا، كشف، مساء الثلاثاء، خطّته للسلام في الشرق الأوسط والتي تقترح ما وصف بـ"الحل الواقعي بدولتَين"، قائلا إن "الفلسطينيين يستحقّون حياةً أفضل بكثير".
ومساحة الدولة الفلسطينية الموعودة في خطة ترمب هي أصغر من مساحة الأراضي التي احتلّتها إسرائيل في حرب 1967 والتي يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها.
وبعد إعلان ترمب لبنود الخطة، أعلن المسؤولون الفلسطينيون رسمياً رفضهم بشدة الخطة الأميركية التي أعلنها ترمب في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض والتي توصف إعلاميا ب"صفقة القرن".
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعليقاً على الخطة: "يكفي أنها اعتبرت القدس عاصمة لإسرائيل، أما الباقي فهو جديد ومهم، لكن أول القصيدة كُفر". وأضاف عباس: "إذا كانت القدس ليس عاصمة للدولة الفلسطينية فكيف سنقبل بذلك؟ مستحيل أي طفل عربي مسلم أو مسيحي أن يقبل بذلك".
بدورها، أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية حماس رسمياً رفضها للخطة. 
وقال نائب رئيس حماس خليل الحية: "نرفض هذه الصفقة ولن نقبل بديلاً عن القدس عاصمة لدولة فلسطين ولن نقبل بديلاً عن فلسطين لتكون دولتنا ولن نقبل المساس بحق العودة وعودة اللاجئين".
في حين اعتبرت جامعة الدول العربية ، إهدار و انتقاص لحقوق الفلسطينيين.
وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، الأربعاء، إن القراءة الأولية للخطة تشير إلى إهدار كبير لحقوق الفلسطينيين المشروعة.
غير أن أبو الغيط قال "إننا نعكف على دراسة الرؤية الأميركية بشكل مدقق، ونحن منفتحون على أي جهدٍ جاد يُبذل من أجل تحقيق السلام".
 الأمم المتحدة  اكدت من جهتها أنها ستبقى ملتزمة بحدود عام 1967.
وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان إن الأمين العام، أنطونيو غوتيريس، يتعهد بمساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين على التوصل إلى سلام قائم على قرارات المنظمة الدولية والقانون الدولي والاتفاقيات الثنائية ورؤية الدولتين بناء على حدود ما قبل 1967.
وأضاف ستيفان دوجاريك: "لقد تم تحديد موقف الأمم المتحدة من حل الدولتين على مر السنين بموجب القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة التي تلتزم بها الأمانة العامة".
وتفردت بريطانيا بمواقف مؤيدة للخطة وعدتها" خطوة إيجابية".
وقال المتحدث باسم رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون، بعد اتصال هاتفي بين جونسون وترمب،  الثلاثاء، إن الخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط يمكن أن تكون خطوة إيجابية للأمام".
وقال وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، أن خطة السلام هي "بكل وضوح اقتراح جدي". وأكد في بيان أن "اتفاقاً للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين يؤدي إلى تعايش سلمي يمكن أن يفتح آفاق المنطقة برمّتها، وأن يمنح الجانبين فرصة لمستقبل أفضل".
وحث راب الزعماء الفلسطينيين والإسرائيليين على النظر بإنصاف في الخطة. وقال راب "هذا اقتراح جاد بكل وضوح ويعكس الوقت والجهد المكثف".
وأضاف إن "الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين هم وحدهم الذين يمكنهم تحديد ما إذا كانت هذه المقترحات تفي باحتياجات شعبيهما".
وتابع "نشجع على بحث هذه الخطط بشكل حقيقي ومنصف واستكشاف ما إذا كانت تبرهن على أنها خطوة أولى على طريق العودة للمفاوضات".
من جهتها، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن "اقتراحات الولايات المتحدة بشأن الشرق الأوسط هي واحدة من المبادرات"، مضيفة: "ليست واشنطن من يتخذ قرار التسوية".
وشددت موسكو على أنه "يجب أولا على الإسرائيليين والفلسطينيين أن يبدوا رأيهم".
ودعت روسيا الفلسطينيين والإسرائيليين إلى الشروع في "مفاوضات مباشرة" لإيجاد "تسوية مقبولة للطرفين".
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، لوكالات أنباء روسية "يجب الشروع بمفاوضات مباشرة للتوصل إلى تسوية مقبولة للطرفين" .. لا نعرف ما إذا كان المقترح الأميركي مقبولاً للطرفين أو لا..  علينا أن ننتظر ردود فعل الأطراف المعنية".
وأضاف "المهم هو أن يعبر الفلسطينيون والعرب عن آرائهم"، مشيراً إلى أن موسكو ستقوم بـ"دراسة" الخطة الأميركية.
فيما اعتبرت الخارجية الفرنسية في وقت سابق الأربعاء أنها "ستبقى متنبهة لاحترام التطلعات المشروعة للإسرائيليين والفلسطينيين وأخذها بالاعتبار"، معربة عن "قناعتها بأن حل الدولتين طبقا للقانون الدولي والمعايير الدولية المعترف بها، ضروري لقيام سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط".
وزير الخارجية الالماني هايكو ماس اكد من جهته ان الحل "المقبول من الطرفين" هو وحده يمكن أن "يؤدي إلى سلام دائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
وقال الوزير الألماني إن السبيل الوحيد لإنهاء النزاع وإرساء سلام دائم بين الجانبين هو "حل يقبله الطرفان".
بدوره، أكد الاتحاد الأوروبي التزامه "الثابت حل الدولتين عن طريق التفاوض".
وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان أنس، باسم دول التكتل إن الاتحاد "سيدرس ويجري تقييما للمقترحات المقدمة".
إلى ذلك، دعا البيان إلى "ضرورة مراعاة التطلعات المشروعة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين ، مع احترام جميع قرارات الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية ذات الصلة".