مؤامرة الإصلاح واستهداف شرعب ومخاطر صراع النفوذ على تعز
تقارير - Monday 17 February 2020 الساعة 10:31 amلم يجد إصلاح تعز الحاكم مجالاً لتجاوز اختناقه بعظمة أمراء الحرب في مناطق سيطرته سوى إشعال حرب بينهم عسى يتمكن من تحييد بعضهم عن المشهد بالتخلص منه بضربه بأمير حرب آخر.
الإصلاح كمكون عسكري وحزبي أيديولوجي احتوى بداية تشكل المقاومة الشعبية ضد الحوثيين كل المجرمين، وأفرغ السجن المركزي بالكامل إلى شارع جمال، وبدأ عسكرة هؤلاء المدانين بأحكام وجرائم ومكنهم من تشكيل مجاميع والتموضع في جبهات ومواقع.
حارب منهم الكثير مليشيات الحوثي وكان لهم حق تملك أي غنيمة حوثية مهما كانت أهميتها باستثناء السلاح الثقيل، ومن هناك بدأ أمراء الحرب تشكيل عصابات ومجاميع تحت قيادتهم، وحتى حين تم دمج المقاومة داخل وحدات عسكرية كانت هذه المجاميع تملك استقلالا ناجزا في القرار وحق التصرف.
بعد أن توقفت الجبهات في تعز لم يجد أمراء الحرب مصادر رزق تغطي نفقاتهم، وبدأت عمليات نهب البيوت والأراضي، وتفرغوا لتشكيل مجموعات خاصة بهم، وكل مجموعة تبسط سيطرتها على مساحة معينة غالبا ما تكون مرتبطة بمقر تواجد قائدها.
تنامي بناء هذه التشكيلات ارتبط أيضا بعلاقاتها بقيادات عسكرية وحزبية، وتم استغلال هذه المجاميع للتخلص من كتائب أبي العباس وتهجيرها من المدينة، حيث رفع الإصلاح حينها نبرة التعصب القبلي لحشد أبناء المخلاف وشرعب للثأر لأحد قادتهم الذي قُتل وتم إلصاق التهمة بكتائب أبي العباس.
وتحول أمراء الحرب إلى أدوات بيد القادة العسكريين حتى وصل الحال بالإصلاح كحزب وتشكيل عسكري أنه ضاق بوجود هذه التشكيلات التي تنازعه صلاحيات السيطرة والنفوذ والقرار أيضا.. فهذه التشكيلات لا تنصاع لأي جهة أمنية.
خلال المواجهات مع كتائب أبي العباس تصدر غزوان المخلافي، الطفل القائد والشيخ أيضا كما يسمي نفسه.. وصل الحال بغزوان أن يبعث تهنئة للرئيس هادي منه شخصيا وليست مذيلة باسمه بل بمكتبه الإعلامي.. غرور وغباء لا حدود له.
غزوان.. الذي يقف خلفه اللواء 22 ميكا تجاوز حدوده وتطاول على مدير أمن تعز بل وقتل المرافق الشخصي لمدير الأمن وذات واقعة اعترض موكب مدير الأمن وكاد يقتله أثناء مرور الأكحلي في حي المسبح معقل صادق سرحان قائد اللواء 22 ميكا.
سعى الإصلاح إلى ترك هذه المجموعات تكبر وتتعدد وكل مجموعة عليها أحد أمراء الحرب وكان القصد من ذلك إعادة فرز القادة في الميدان وتحييد غير المحسوبين على الجناح العسكري للحزب وبعد ذلك تبدأ عملية ضربهم ببعض للتخلص منهم.
دشن سالم الحملة بين غزوان وغدر الشرعبي، حيث شهدت تعز حرباً مفتوحة بين الطرفين وتموضعاً لمسلحين في قلب المدينة المحررة دون أي اعتبار لادعاء وجود مؤسسات دولة.
وأعلن عن حرب غزوان ضد غدر كونها حملة أمنية، غير أن الوضع على الأرض كان مختلفاً، فالذين يقاتلون هم محسوبون على منطقة محددة هي شرعب وتحديداً المخلاف، وغدر أيضا محسوب على شرعب، وحينها ظهرت النية المبيتة من قبل الإصلاح لضرب شرعب في شرعب.
شيطنة شرعب. المخلاف خصوصاً وتصدير كل أعمال الفوضى والفشل الأمني إلى مربع قبلي وانتماء لجغرافيا محددة ينذر بإشعال حرب أهلية طاحنة داخل مدينة تعز، وحينها لن تتوقف عند حدود التماس مع الحوثيين، لأنه على الطرف الآخر من الستين تتواجد مجاميع مسلحة لن يمنعها الحوثيون إن هي أرادت التحرك عبر عصيفرة والمشاركة في المعركة.
يحاول الإصلاح رمي التهمة على حمود الصوفي وقيادات قبلية بارزة تتواجد في مناطق سيطرة المليشيات وتنتمي إلى المؤتمر الشعبي العام، غير أن هذه التهمة تبدو مجازفة لحشر شرعب كلها في صراع مدمر الهدف منه إنهاء رمزية وتأثير هذه القيادات وإفراغ الساحة للإصلاح كحزب وقوة عسكرية.