الموقف من الحديدة.. غريفيث يوجه "صفعة" للشرعية أمام مجلس الأمن
تقارير - Thursday 12 March 2020 الساعة 09:44 pmجدد المبعوث الأممي مارتن غريفيث التلاعب بالألفاظ وتحاشى الإشارة مباشرة إلى المليشيات الحوثية ومسؤوليتها عن تقييد حركة بعثة الأمم المتحدة في الحديدة، مكتفياً بالحديث السابق أن البعثة مقيدة الحركة.
وتجاهل غريفيث في إحاطته طلباً رسمياً من الحكومة الشرعية قبل يوم واحد بتحديد موقف من التصعيد العسكري والخروقات والاعتداءات الحوثية على ضباط الارتباط ونقاط المراقبة.
وبينما قدم غريفيث إحاطته لمجلس الأمن، الخميس، غداة إعلان حكومي من وزارة الخارجية وآخر من الفريق الحكومي، بطلب تحديد موقف واضح من قبل الأمم المتحدة والمبعوث الأممي وبعثة الحديدة تجاه التصعيد الخطير، الأربعاء، من قبل المليشيات الحوثية واستهداف نقاط المراقبة وقنص أحد ضباط الارتباط برتبة عقيد وتعرضه لإصابة خطيرة في منطقة الرأس، فقد آثر المرور على الواقعة وتجاهل الجانب الحكومي وانسحاب ضباط الارتباط من نقاط المراقبة الخمس بمدينة الحديدة.
وعلق مراقب يمني في مجلس الأمن الدولي في نيويورك، لنيوزيمن: أن مارتن أعلن "صفعة" للشرعية بدلا من إعلان موقف.
وكرر غريفيث، للمرة الثالثة خلال إحاطاته للمجلس، الحديث عن تقييد حركة البعثة الأممية في الحديدة، ولكن من دون أن يسمي الطرف المسؤول عن فرض القيود واستمراريتها رغم دعوة المجلس في بيانين سابقين إلى الامتناع عن تقييد حركة بعثة أونمها باعتبار ذلك يهدد مهمة البعثة برمتها في الحديدة ويمثل انتهاكا لقرارات المجلس.
وعلق ضباط الارتباط الممثلون للقوات المشتركة مشاركتهم وانسحبوا من نقاط المراقبة الخمس بمدينة الحديدة عقب قيام الميليشيات الحوثية، صباح الأربعاء 11 مارس 2020م باستهداف نقطة المراقبة الخامسة في سيتي ماكس داخل مدينة الحديدة والذي أسفر عن إصابة العقيد محمد شرف الصليحي بإصابة بالغة في الرأس أثناء أدائه لمهامه ضمن فريق مشترك بإشراف الأمم المتحدة.
وفي وقت لاحق أصدر الفريق الحكومي تصريحاً يصف "تصعيدا خطيرا يهدد بنسف اتفاق ستوكهولم وعودة الأوضاع إلى نقطة الصفر".
وقال رئيس الفريق الحكومي اللواء محمد عيضة "إن هذا الاعتداء الجبان يضع اتفاق ستوكهولم ومسار السلام في محافظة الحديدة أمام مفترق طرق"، مشيراً إلى أنه ومنذ نشر نقاط الرقابة في أكتوبر الفائت "تعرض ممثلو القوات المشتركة في نقاط الرقابة لاستهداف ممنهج من قبل المليشيات الحوثية، في تأكيد واضح على رفض هذه المليشيات الجنوح للسلم الذي ننشده".
وحمل الميليشيات الحوثية كامل المسؤولية عن هذا التصعيد العسكري الخطير وما يترتب عليه من تداعيات.
مطالباً الأمم المتحدة والمبعوث الأممي لليمن وفريق الرقابة الأممية في الحديدة بتحديد موقف واضح وصريح من مثل هذه الانتهاكات الصارخة لاتفاق ستوكهولم.
أوساط عسكرية وسياسية استنكرت مجدداً انعدام الرد والموقف الحكومي من مسلسل التصعيد والتمادي الحوثي وما وصفته "التهالك في استجداء السلام إزاء كافة الخروقات والاعتداءات ويوميات التصعيد والحرب الحقيقية منذ توقيع ستوكهولم المشؤوم، وهو ما أعطى المليشيات أفضلية التصرف من موقع الأقوى عكس ما عليه حقائق الواقع وما فرضته التسوية الظالمة من إجحاف لإنقاذ المليشيات".