تراجع يومي لإصابات كورونا بالدول الأكثر وبدء تخفف الحجر المنزلي

العالم - Sunday 26 April 2020 الساعة 08:58 pm
نيوزيمن، ا ف ب:

سُمح للأطفال في إسبانيا بالخروج من منازلهم الأحد لأول مرّة منذ ستة أسابيع مع تخفيف الدول إجراءات الإغلاق وإعادة تحريك اقتصاداتها المنهكة جرّاء وباء كوفيد-19 الذي أصاب نحو ثلاثة ملايين شخص وتجاوزت وفياته مائتي ألف شخص على مستوى العالم نصفهم في أوروبا.

وتستعد حكومات دول عدة، من فرنسا إلى إيطاليا والولايات المتحدة، لتخفيف جزئي للقيود المشددة التي أجبرت نصف البشر على التزام منازلهم لأسابيع.

ويبدو أن الحصيلة اليومية للوفيات في الدول الغربية بدأت تستقر بل وتتراجع في الدول الأكثر تأثّرا بالوباء إذ بدأت الأعداد الصادرة من إيطاليا وإسبانيا وفرنسا تستقر في الأيام الأخيرة.

من جهتها، تخطط الحكومات لتخفيف تدريجي لتدابير الإغلاق من أجل منع العودة المفاجئة لمظاهر الحياة الطبيعية وبالتالي تفشي الفيروس مجددا وسط تحذيرات من منظمة الصحة العالمية بأن أجسام المتعافين قد لا تكون طورّت مناعة تمنع إصابتهم مجددا.

واستفادت العائلات الإسبانية من القواعد الجديدة التي تسمح للأطفال بالخروج لأول مرة منذ 14 مارس، حيث شوهد الأطفال يلهون على دراجاتهم الهوائية في شوارع مدريد بينما ارتدى بعضهم أقنعة وقفازات صغيرة.

وبموجب القواعد الجديدة، يسمح للأطفال بالخروج مرة واحدة في اليوم بين الساعة 09,00 و21,00، لكن لا يمكنهم الابتعاد أكثر من كيلومتر واحد عن منازلهم.

وبدأ تطبيق القواعد الجديدة بينما تراجع عدد الوفيات في البلد الذي كان بين الأكثر تأثرا بالفيروس، إلى 288 الأحد، وهي الحصيلة الأقل منذ 30 مارس.

وسجّلت اسبانيا أكثر من 23 ألف وفاة بالفيروس لتحل في المرتبة الثالثة عالميا بعد إيطاليا (26 ألفا و600) والولايات المتحدة (53 ألفا).

ويذكر أن الترتيب الجديد مبني على الأعداد المطلقة للوفيات بدون احتساب نسبتهم بالمقارنة مع عدد السكان.

وبدأت دول أخرى في أوروبا تضررت بشدة من الفيروس النظر في إمكانية عودة حذرة لمظاهر الحياة الطبيعية.

وذكرت السلطات الإيطالية -حيث تم تسجيل 260 وفاة جديدة الأحد في أدنى حصيلة منذ 14 مارس- أن المدارس ستعاود فتح أبوابها في سبتمبر المقبل، بينما بإمكان العديد من الأعمال التجارية استئناف نشاطاتها الأسبوع المقبل.

وينتظر أن تكشف السلطات الفرنسية الثلاثاء خططا في هذا الشأن.

أما بلجيكا، فأعلنت أن المدارس والأعمال التجارية ستستأنف اعتبارا من منتصف مايو بينما بدأت ألمانيا إعادة افتتاح بعض المتاجر مطلع هذا الأسبوع.

وفي بريطانيا، حيث توفي أكثر من عشرين ألف شخص بالوباء، يخطط رئيس الوزراء بوريس جونسون للعودة إلى 10 داونينغ ستريت الاثنين بعدما خضع للعلاج من الفيروس في المستشفى وبقي ثلاثة أيام في قسم العناية المركزة.

لكن حكومته تقاوم الدعوات لتخفيف القيود المفروضة في أنحاء البلاد رغم تسجيلها الأحد أقل حصيلة يومية للوفيات منذ 31 مارس بـ413 وفاة جديدة.

- رمضان في البيت -

وبالتوازي، أعلنت السلطات السعودية الأحد أنها سترفع حظر التجول لمدة 24 ساعة جزئيا وستسمح للمراكز التجارية والمحلات بفتح أبوابها لساعات محددة.

لكن سلطات المملكة أعلنت استمرار اغلاق مدينة مكة المكرمة على مدار الساعة.

وانضم المسلمون في السعودية بذلك إلى مئات الملايين من أقرانهم حول العالم الذين أحيوا الايام الثلاثة الاولى من شهر رمضان في بيوتهم متجنبين بذلك التجمعات العائلية التقليدية على مائدة الإفطار، تطبيقا لإجراءات التباعد الاجتماعي المفروضة.

كما سمحت سلطات ولاية جورجيا الأميركية لآلاف الأعمال التجارية باستئناف نشاطاتها بدءا من مصففي الشعر وليس انتهاء بصالات لعب البولينغ، رافضة بذلك نصائح كبار خبراء الأوبئة.

وتساءلت ماكينزي شارف، البالغة من العمر 30 عاما والمؤيدة لعودة شيء من مظاهر الحياة الطبيعية إلى جورجيا، "كم من الوقت يفترض بنا أن نبقى سجناء؟".

وأكد الرئيس دونالد ترامب مرارا رغبته في استئناف النشاطات التجارية في أكبر اقتصاد في العالم حتى مع تحذير المستشارين الصحيين من خطورة تخفيف إجراءات الإغلاق بشكل مبكر أو متسرع أكثر مما ينبغي.

وواجه الرئيس الأميركي موجة جديدة من الانتقادات بعد أن أشار إلى أنه يمكن علاج الفيروس عبر تسليط الضوء فوق البنفسجي داخل أجسام المرضى، أو من طريق حقنهم بمطهر منزلي.

كما انتقد وسائل الإعلام واتهم الصحافيين بطرح أسئلة معادية، ملمحا إلى أن إحاطاته اليومية بشأن الوباء لا تستحق وقته.

وكتب عبر موقع تويتر "يسجلون نسب مشاهدة قياسية بينما لا يحصل الشعب الأميركي على شيء سوى الأخبار المزيفة. لا يستحق الأمر الوقت والعناء!".

- تحذير المناعة -

وفي حين يبدو أن الحالات الجديدة المُبلَّغ عنها استقرت عند نحو 80 ألفا في اليوم، لا يزال العالم في حالة ترقب بينما تتسابق الشركات والحكومات لتطوير العلاجات ولاحقا لقاحا ضد الفيروس.

وتدرس بعض الحكومات تدابير مثل "جوازات المناعة" كطريقة لإعادة السكان إلى العمل بعد أسابيع من الإغلاق الذي ضرب الاقتصاد العالمي.

وقال لوثار كوب، أحد سكان برلين "إذا كنت أصبت بالفعل بكورونا، فأنا لست معديا"، معربا عن أمله في أن تكون نتيجة اختبار الأجسام المضادة إيجابية لأنها قد تسمح له بزيارة والدته المسنة.

لكن منظمة الصحة العالمية حذرت من أن المتعافين من الفيروس لا يمكن لهم أن يكونوا متأكدين من أنهم لن يصابوا به مجددا.

وذكرت المنظمة في بيان "لا يوجد حاليا أي دليل على أن من تعافوا من كوفيد-19 ولديهم أجسام مضادة محميون من إصابة ثانية".

وتخطط دول عدة بينها فرنسا وألمانيا لاستخدام تطبيقات تعقّب مرتبطة بالفيروس تبلّغ المستخدمين في حال كانوا قرب شخص تأكدت إصابته بكورونا المستجد.

وبدأ استخدام التكنولوجيا في أستراليا، حيث أثارت القلق بشأن الخصوصية في أوساط البعض، كما استخدمتها سنغافورة على نطاق واسع.

في غضون ذلك، أقرت في بكين مجموعة جديدة من التدابير لمكافحة الوباء تحظر السلوك "غير المتحضر" مثل عدم تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس.

وبدأ السباق بين المختبرات لإيجاد العقار المناسب، إذ تجري ست تجارب سريرية خصوصا في بريطانيا وألمانيا.

لكن الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش قال" إن الرهان يتعلق بالتوصل إلى لقاح وعلاج "ميسوري الكلفة وآمنين وفعالين" على أن يتاحا "للجميع وفي كل مكان"، محذرا من حل يستثني الفقراء.

وتجري هذه المبادرة بمشاركة العديد من دول أوروبا، القارة الأكثر تضررا التي سجلت أكثر من 120 ألف وفاة.

لكن لم تكن الصين التي رصدت فيها أول إصابة بالمرض في كانون الأول/ديسمبر، ولا الولايات المتحدة حاضرتين لدى طرحها.

ويتّجه مجلس الأمن الدولي الأسبوع المقبل إلى تبنّي أوّل مشروع قرار بشأن أزمة كوفيد-19 بعد أكثر من شهر من الانقسامات بين الولايات المتحدة والصين وروسيا، وذلك وسط دعوات إلى تكثيف التعاون الدولي.

واجتمع مجلس الأمن حتّى الآن مرّةً واحدة للبحث في أزمة كوفيد-19، في جلسة عبر الفيديو عُقدت في التاسع من أبريل بمبادرة من ألمانيا وإستونيا.

ويدعو مشروع القرار الحالي الذي اقترحته تونس وفرنسا بشكل مشترك، إلى "تعزيز التنسيق بين الدول كافّة" و"وقف الأعمال العدائيّة" وإلى هدنة "إنسانيّة" في البلدان التي تشهد نزاعات.

ويهدف مشروع القرار إلى دعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وعدد كبير من وكالات الأمم المتحدة التي تكافح لاحتواء العواقب السياسية والاقتصادية والاجتماعية المدمّرة للفيروس.

ومن المرجّح أن يخضع النصّ المشترك لتعديلات عدّة قبل طرحه للتصويت في موعد لم يُحسم حتى الآن.