رمضان في صنعاء: بهجة رغم الألم

تقارير - Tuesday 28 April 2020 الساعة 07:51 pm
صنعاء، نيوزيمن، نجوى إسماعيل:

(ما نفعل.. تبقى لدي خاتم ذهب بعته من أجل تدبير ظروف المعيشة، الدنيا غلاء نار، ووضعنا سيء، لكن ضروري ما نحتفل ونستقبل رمضان ولو بأقل القليل).. كان هذا رد أم هنادي الفسيل، والتي وجدناها تقوم بمبايعة صاحب محلات زينة وفوانيس رمضان وتحاول تخفيض أسعار ما ترغب بشرائه.

تقول أم هنادي، معلقة على شكوى صاحب المحل من ارتفاع الضرائب والإيجارات بسبب الميلشيات الحوثية والتي أثرت على الأسعار (غلقها الحوثي بوجوهنا لا ألحقهم الله خير، لا مرتبات لا شيء، وقتلوا الناس ضرايب وجبايات، لكن والله ما ضرورة إلا نحتفل ونعيش بشهر الخير ونتفاءل).

وباحتفاء واهتمام كبير، بالفوانيس والزينة والابتهالات الرمضانية، استقبلت مئات الأسر من اليمنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الميلشيات الحوثية شهر رمضان الكريم بمحاولات توفير كل ما هو ممكن، على الرغم من الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعانونها نتيجة لانقطاع المرتبات والآثار الناتجة عن أزمة فيروس كورونا.

وانعكس ذلك، بشكل كبير على العاملين بالأجر اليومي نتيجة إغلاق عدد كبير من المشاريع الصغيرة مثل الكافيهات وعدد من المطاعم ومحلات الكوافير الخاصة بالنساء والاندية والرياضية وغيرها.

وشهدت محلات بيع الفوانيس (مصباح ليلي) وزينة رمضان، إقبالا كبيرا من المواطنين، وهذا العام تميز بتوفر المقتنيات الرمضانية من الفوانيس والزينة بأسعار مختلفة بحيث يتمكن المواطنون من شرائها.

يقول محمد، وهو يعمل بأحد المراكز التجارية المعروفة بالتحف والهدايا والزينة، حاولنا هذا العام توفير فوانيس وزينة رمضان بأسعار مختلفة ومناسبة، متفاوتة في مستوى الجودة من أجل تناسب المواطن وبما يتلاءم مع ظرفه المعيشي.

ويعد الذهاب إلى الأسواق وشراء الفوانيس، وتزيين الأحياء في صنعاء، شعائر رمضانية ورثها اليمنيون عن أجدادهم، ففرحة استقبال رمضان طغت على الهموم والمخاوف، هذا ما أكده عدد من سكان صنعاء في حديثهم لـ"نيوزيمن".

فتقوى اسماعيل أكدت على أنها ستذهب لصلاة التراويح كل يوم بالجامع الذي بجانب منزلها بالرغم من التحذيرات والمخاوف من فيروس كورونا. وقالت: كل سنة ننتظر لهذا الشهر الكريم، وأجهز بقعتي بالزينة والضوء والختمة (المصحف الشريف)، والسجادة ولبس الصلاة الجديد، وتشتوني هذه السنة أقطع هذه العادة وما أسير الجامع، لا والله ما وقعت! قد عنفعل كل الاحتياطات عنشل المعقم والكمامة، وعلى الله.

رغم محاولات الاحتفال والابتهاج، إلا أن رمضان هذا العام بدا أكثر شدة ووطأة على الآلاف من اليمنيين في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية، هذا ما أكده أبو علي الخولاني وهو مواطن آخر تحدث لـ"نيوزيمن"، بالقول: "الإمكانيات صعبة ونحن فعلا مرهقون ماديا ونفسيا، لكن ضروري من استقبال الشهر الكريم ونفعل كل الطقوس الرمضانية بما هو ممكن. أقل شيء نتفاءل ونتقرب أكثر لله وندعيه يزل عننا شر الظالمين جميعاً وكل غمة".