الدكتور صادق القاضي يناقش "ظاهرة" شوقي القاضي: "ليس أول إخواني يتغوط من أفواه الآخرين"

تقارير - Wednesday 08 July 2020 الساعة 11:25 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

يناقش الكاتب الدكتور صادق القاضي "ظاهرة" شوقي القاضي، كإخواني مخلص لتقاليد التنظيم الذي يتهرب من المواجهة المباشرة إلى اللعب من خلف الكواليس وعبر آخرين أو أدوات، ليس علي العمري إلا واحداً منها، بالعودة إلى قضية الساعة وتداعياتها كما راح الإخوان يشكلون المشهد في الحجرية واستهداف الساحل، انطلاقاً من خرافة "التغيير الديمجرافي".

في الوضع الطبيعي، كان يُفترض أن يقوم "شوقي القاضي" لا "علي المعمري" بفتح ملف النازحين اليمنيين في الحجرية، والمطالبة بترحيل هؤلاء "المستوطنين الأجانب" الذين يهددون البنية الديمجرافية للمعافر.!

لكن هذا النائب الإخواني -رغم وقاحته وبذاءته المعهودة. ورغم كون هذه القضية بمرجعياتها وأهدافها قضية إخوانية خالصة- لا يريد أن تُحسب عليه هذه الفضيحة التاريخية المدوية.

بدلاً من ذلك.. استعان بالنائب "على المعمري". القضية أكبر من الرجلين: "علي المعمري". ليس أول من أجّر فمه للإخوان، و"شوقي القاضي" ليس أول إخواني يتغوط من أفواه الآخرين.

هي ظاهرة عامة تتعلق بتنظيم حريص بطبعه على تجنب المواجهة والمسئولية المباشرة، واعتاد على التحكم بالمشهد من خلف الكواليس، والعبور إلى مصالحه على ظهور غيره.

"علي المعمري"أو "علي الديمجرافي" كما بات يسمى من حينه. يمثل إحدى هذه الأدوات المستاجرة في هذه اللعبة الانتهازية. ضمن لوبي سياسي وإعلامي كبير محسوب على "المؤتمر الشعبي العام".

للظاهرة حضورها الأوضح والأسبق والأقوى لدى حلفاء هذه الجماعة. "الحزب الاشتراكي اليمني" منخور لدرجة الضياع والاستلاب والتبعية شبه التامة.

كذلك الأحزاب والمكونات اليسارية والوسطية الحليفة الأخرى. كلها - فضلاً عن قوى مدنية خارج "المشترك" وتفريخه لمنظمات وتنظيمات مدنية شكلية- مخترقة بدرجات متفاوتة.

هذا بجانب استحواذ هذه الجماعة على كيان "الشرعية" و"الجيش الوطني"، وممارسة نزواتها ومشاريعها الخاصة تحت لافتة "الدولة".!

هل نتحدث هنا عن "الإخوان" كقوة عظمى خارقة الذكاء تحكم وتتحكم بكل شيء في اليمن، وتسيطر على الحياة السياسية بشكل كامل.!؟

لا بالتأكيد. هذا التذاكي المكشوف انفجر غالباً في وجه هذه الجماعة التي خسرت الكثير حتى الآن، وهي في طريقها ربما لخسارة كل شيء.!

مقام المقال هنا هو فقط تأكيد المؤكد بشأن هذه الظاهرة الإخوانية مفصلةً بـ:

- شراء الذمم والولاءات الفردية.

- اختراق الكيانات السياسية الأخرى. 

- تأليب القوى الوطنية ضد بعضها.

- تمويه مشاريعها بمشاريع الآخرين.

- التنصل قدر الإمكان من تحمل المسئولية والتبعات المباشرة لأعمالهم.

وبشكل أبرز: التخفي خلف كيانات وكائنات بديلة، واستئجار أدوات لممارسة المهمات القذرة: قفازات معتمة للطعنات الغادرة، وأقنعة جامدة للتصريحات الصفيقة. 

حسب تصورهم. فإن لهذه السياسة فوائدها على المدى القريب والبعيد:

أولاً كتكتيك آني لمواجهة انتقادات الأوساط المستقلة والمدنية والعلمانية.. بعناصر مصطنعة من هذه الأوساط. بل يصل الأمر حد اصطناع عناصر إلحادية كبعض الأقيال والعباهلة.!

وثانياً: كاستراتيجية للتنصل عن المسئولية من مرحلة إلى أخرى:

حالياً: ينفي الإخوان بانفعال مبالغ به كل ما يتعلق بموبقات شراكتهم مع النظام السابق. رغم كونهم كانوا أكبر وأسوأ وأعرق مكونات ذلك النظام.!

ومستقبلاً: يمكن لأي إخواني أن ينفي علاقتهم بما يحدث حالياً. أخطاؤهم وخطاياهم الراهنة تتحملها "الشرعية"، وجرائم ميليشياتهم في الجبهات والمدن والشوارع مسجلة مسبقاً باسم المقاومة والجيش الوطني.!

صحيح. هذا لا ينطلي على أحد. لكنه كافٍ للاستهلاك الذاتي على الأقل لإقناع أعضاء حزب "التجمع اليمني للإصلاح". الذي هو نفسه مجرد غطاء سياسي محلي مرحلي فضفاض لتنظيم دولي يمكنه في أي وقت التبرؤ منه ومن خطاياه التاريخية.

هي مسألة سهلة نظرياً. وسبق مراراً أن تبرأ قادة هذا الحزب في مناسبات حرجة من علاقته بالإخوان، وهو فكر وسلوك ذرائعي يتجسد حتى لدى الأعضاء والناشطين العاديين الذين يتبرأون حتى في الأوقات العادية من حزبهم باعتبارهم لا ينتمون إليه.. لكن يحبونه!