يوميات تَـعِـزيَّـة: "عدن ديمة"

تقارير - Tuesday 14 July 2020 الساعة 09:00 am
تعز، نيوزيمن، أمين الوائلي:

قرية صغيرة مساحة كبيرة هما وهمة في سفوح صبر من مشرعة وحدنان وكأنها بتعبير أحدهم تعيش معزولة عن محيطها المكاني ويكد أهلها أشهراً طويلة بجهود ذاتية وإمكانات متواضعة جداً لشق وتمهيد طريق يكسر العزلة ويربط قرية عدن ديمة بجوارها الجغرافي والإداري والاجتماعي.

في أرياف العزيزة تعز ثمة الكثير من الأولويات الأساسية والخدمات الأساسية التي تفتقر إليها محليات وبلدات مترامية تشكل حبات متناثرة لعقد لؤلؤ تعزي منفرط سوف يزداد حسنها منتظمة في سلك واحد من الطرقات ومسارات التواصل والاتصال السكاني والمحلي.

هذا ما يحتاجه الناس وتحتاج إليه المحليات في أرياف تعز، وهذا ما لا يحدث، للأسف، في ظل انصراف السلطات عن واجباتها والمحليات عن وظيفتها والمجتمعات المحلية عن نفسها وبعضها البعض. 

قرية عدن ديمة هي مثال حي على خطايا الصراعات وسرقة السلطات والمجتمعات والإمكانيات عن مجالها الحيوي المفترض؛ تنمية وتحسيناً لظروف حياة ومعيشة الناس. 

وهي أيضاً شاهد محلي، ليس بالبعيد عن المراكز الحضرية العامرة لمحافظة شرّقت وغرّبت سواعد وعقول أبنائها في تعمير الأرض حضراً وريفاً، على حاجة المجتمع الكبير والمجتمعات المحلية المتقاربة إدارياً؛ إلى استعادة روح التعاون، ومد السواعد إلى السواعد، وإلى مشاركة ودعم التجار والميسورين والمنظمات وبرامج الدعم والإسناد والتمويل، وإلى إسهام كل فاعل ومقتدر بما يستطيع وبجهده قل أو كثر.

منذ العام الماضي يواصل أبناء القرية، التي تضم نحواً من ألفين وخمسمائة نسمة، العمل والجهد والمثابرة لشق وتمهيد طريق عبر منحدرات وعرة وتضاريس جبلية شاقة، وبجانب ذلك بناء وتوفير فصل دراسي إضافي للتلاميذ، وليس لديهم من الإمكانيات والمعدات والآلات شيء؛ باستثناء العزائم والسواعد وزبر الحديد.

ما لا تحتاجه ولن تحتاجه تعز ومحلياتها ومجتمعاتها المدنية بالطبع وبالطبيعة، هي الحرب والصراعات ومشاريع الخراب والحرائق.

هي دعوة إلى تشارك ومشاركة الهم والهمة مع أهلنا وناسنا في عدن ديمة. 

تحية إجلال وإكبار لقرية تنحت الجبال وتنجرها بلا كلل وبصبر وبأس لا يلين.