تركيا تصعد في ليبيا ومصر تحذّر: سنتدخل عسكرياً ونحسم الوضع

العالم - Friday 17 July 2020 الساعة 09:00 pm
نيوزيمن، وكالات:

واصلت تركيا، الجمعة، تصعيد حدة التوتر في ليببا بارسال الدعم العسكري وتكثيف استعدادات المليشيات المتطرفة التابعة لحكومة الوفاق المدعومة من انقرة تمهيداً للهجوم على مدينتي سرت والجفرة رغم التحذيرات التي اطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مجددا اثناء لقائه مع شيوخ القبائل الليبية في القاهرة الخميس.

ووفقا لوسائل اعلام ليبية فقد سرعت تركيا، الجمعة، من وتيرة الاستعدادات العسكرية غرب مدينة سرت وتشهد مناطق وسط البلاد حركة نشطة للطائرات التركية المسيرة، فيما أفادت الأنباء بهبوط طائرة شحن عسكرية تركية في قاعدة الوطية الجوية جنوب طرابلس.

في حين استمر وصول التعزيزات لتشكيلات حكومة الوفاق بقيادة تركيا إلى مناطق القداحية وبوقرين، تمهيداً للهجوم على سرت والجفرة.

وفي المقابل، أكد الجيش الليبي جاهزيته للتصدي لأي محاولة من تشكيلات الوفاق، المدعومة من تركيا للهجوم على سرت.

وكان الرئيس المصري، جدد خلال لقائه شيوخ القبائل الليبية تحذيره للمليشيات المدعومة من تركيا من تجاوز خط سرت – الجفرة.

وقال الرئيس المصري: "لن نقف مكتوفي الأيدي حيال تهديد أمننا القومي.. سرت – الجفرة، خطوطنا الحمراء في ليبيا وندعو للسلام لكن نرفض تحول ليبيا لملاذ آمن للخارجين عن القانون".

وأضاف إن مصر، في حال تدخلت في ليبيا، ستغير المشهد العسكري بشكل سريع وحاسم، مشيراً إلى أن مصر ستتدخل بشكل مباشر في ليبيا لمنع تحولها لبؤرة للإرهاب، وذلك بعد الحصول على موافقة البرلمان المصري للتدخل عسكريا في ليبيا.

واستدرك قائلا "إن الجيش المصري من أقوى الجيوش في المنطقة وإفريقيا ولكنه رشيد، والقاهرة تدعم دائما الحل السياسي في ليبيا"، منبها من أن استمرار نقل المرتزقة من سوريا إلى ليبيا يهدد أمن المنطقة كلها.

وزاد بالقول: "لن ندخل ليبيا إلا بطلب من شعبها وسنخرج منها بأمر منه"، مؤكدا ان الهدف الأساسي للجهود المصرية على كافة المستويات تجاه ليبيا هو تفعيل الإرادة الحرة للشعب الليبي من أجل مستقبل أفضل لبلاده وللأجيال القادمة من أبنائه.

من جانبهم اكد مشايخ وأعيان القبائل الليبية كامل تفويضهم للرئيس السيسي والقوات المسلحة المصرية للتدخل عسكريا لحماية السيادة الليبية، معلنين تأييدهم للتفويض الذي اقره مجلس النواب الليبي برئاسة عقيلة صالح (والذي يتخذ من طبرق مقرا له) لمصر مؤخرا بالتدخل عسكريا في ليبيا بغية "حفظ أمن البلدين القومي".

بينما قال الشيخ حافظ خطاب، أحد حكماء قبيلة المنفة الليبية، وحفيد شيخ المجاهدين عمر المختار، خلال اللقاء "نحن شعب واحد لا نقبل التفريق بين الشعب الليبي والشعب المصري"، مضيفا "أما من ناحية التفويض، فصاحب البيت لا يستأذن في دخوله، ولكن سلطتنا الشرعية والمعترف بها دوليا وهي مجلس النواب الليبي أقرت بالسماح للجيش المصري بالتدخل حماية لليبيا وأمنها القومي وحماية الأمن القومي المصري الذي هو لصيق بالأمن القومي الليبي".

وفي ضوء التحذيرات الجديدة التي اطلقها الرئيس المصري، خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة بتصريحات اكد فيها أن تركيا "ستستمر في تحمل المسؤولية التي أخذتها على عاتقها في ليبيا" و"لن تترك الليبيين يواجهون وحدهم العدوان العسكري" حد زعمه.

وانتقد اردوغان بشدة دعم مصر والإمارات لـ"الجيش الوطني الليبي" بقيادة خليفة حفتر.. معتبرا ذلك بانه " أمر غير مقبول" من جانب بلاده.

وزعم ان: "الخطوات التي تتخذها مصر بوقوفها مع حفتر غير قانونية".

وكشف أردوغان أن تركيا تدرس حاليا إمكانية إبرام اتفاقية جديدة مع حكومة الوفاق المتمخضة عن اتفاق الصخيرات، بالإضافة إلى الاتفاقيتين اللتين تم توقيعهما بين الطرفين في العام الماضي.

وشهدت ليبيا في الآونة الأخيرة تطورات ميدانية متسارعة بعد تكثيف الدعم العسكري التركي وارسال انقرة مرتزقة جلبتهم من سوريا لمساندة مليشيات متطرفة تقاتل تحت مظلة حكومة الوفاق ما مكنها من إحراز تقدم ميداني وبسط سيطرتها على ضواحي طرابلس ومدينة ترهونة الاستراتيجية، فيما تراجعت قوات حفتر إلى مدينة سرت الاستراتيجية.