المصريون متمسكون بقاعدة مياه النيل للجميع.. والقضية الفلسطينية مفتاح السلام في الشرق الأوسط

تقارير - Wednesday 23 September 2020 الساعة 08:49 pm
القاهرة، نيوزيمن:

انطلاقًا من ضرورة الدفع بسبل السلام إلى الأمام، عزز الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في خطابه أمام الجمعية العمومية هذا التوجه من خلال طرح العديد من الحلول.

السيسي بدأ من نهر النيل الذي يعد شريان حياة لأكثر من 100 مليون مصري غير بقية الأشقاء، مبينًا أن مياه النيل ليست حكرًا لطرف بعينه وأنها تمثل بالنسبة لمصر ضرورة للبقاء دون انتقاص من حقوق الأشقاء، معربًا عن القلق حيال أثر "سد النهضة" الإثيوبي الذي يتم تشييده على نهر؛ وهب الحياة لملايين البشر عبر آلاف السنين.

وأضاف في خطابه الذي ألقي في الدورة 75 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن إجراء ما يقرب من عقد كامل من المفاوضات المضنية، مع السودان وإثيوبيا من أجل التوصل لاتفاق، جاء لينظم عملية ملء وتشغيل السد، ويحقق التوازن المطلوب بين متطلبات التنمية للشعب الإثيوبي الصديق وبين صون مصالح مصر المائية وضمان حقها في الحياة.

غير أن الرئيس المصري أبدى أسفه من عدم الوصول خلال الفترة الماضية إلى النتائج المرجوة بعد مفاوضات مضنية، برغم الدور الذي لعبته الولايات المتحدة والبنك الدولي، والعديد من الدول الإفريقية بما فيها السودان وجمهورية جنوب إفريقيا.

هذا وكان مجلس الأمن الدولي قد دعا مصر لعقد جلسة للتشاور حول الموضوع في ال 29 من يونيو/ الماضي، الأمر الذي أكد خطورة وأهمية هذه القضية، واتصالها المباشر بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين.

وهو ما يضع على عاتق المجتمع الدولي، بحسب الجهات المصرية، مسؤولية دفع كافة الأطراف للتوصل إلى الاتفاق المنشود الذي يحقق المصالح المشتركة للجميع.

الأزمة الليبية والحلول السياسية

على الصعيد نفسه ولكن في الشأن الليبي، أشار السيسي إلى أن مصر متمسكة بمسار التسوية السياسية بقيادة الأمم المتحدة، على أساس الاتفاق السياسي الموقع ب"الصخيرات"، ومخرجات مؤتمر "برلين"، وإعلان القاهرة الذي أطلقه رئيس مجلس النواب وقائد الجيش الوطني الليبي؛ والذي يعد مبادرة سياسية مشتركة وشاملة لإنهاء الصراع في ليبيا، مبينا أن تداعيات الأزمة لا تقتصر على الداخل الليبي وحسب، بل إنها تؤثر على أمن دول الجوار والاستقرار الدولي.

وأضاف في خطابه إن مصر عازمة على دعم الأشقاء الليبيين، لتخليص بلدهم من التنظيمات الإرهابية والمليشيات، ووقف كافة التدخلات السافرة من بعض الأطراف الإقليمية، والتي عمدت إلى جلب المقاتلين الأجانب إلى ليبيا.

كما تطرق السيسي إلى القضية الفلسطينية التي تعد مفتاح السلام في الشرق الأوسط، حيث وإن الشعب الفلسطيني ما زال يتطلع إلى أخذ كافة حقوقه والعيش بسلام مع الجميع.

كما استعرض الرئيس السيسي بعض الإجراءات التي ستعمل على تنفيذ قرارات المجتمع الدولي، ومعاقبة الدول التي تتعمد خرق القانون والقرارات الأممية، وتجنيب الشعوب ويلات النزاعات المسلحة؛ من خلال إطلاق عمليات سياسية شاملة، تستند إلى المرجعيات التي تضمنتها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

مصر والمؤامرات

هذا وتحيط بمصر قضايا عديدة، يحاول من خلالها المصريون التعامل معها بروح المسؤولية والجدية، من أجل قطع الطريق أمام المتربصين.

أهمها دعم الجماعات الإسلامية المتطرفة والإرهابية من قبل بعض الدول الإقليمية، إضافة إلى التدخلات السافرة في دولة ليبيا من قبل تركيا، ومفاوضات سد النهضة والفترة التي يجب تعبئة السد فيها بما يضمن مصلحة كل الأطراف.

إضافة إلى أن مصر دولة محورية على المستوى العربي والإفريقي، فإنها تأخذ على عاتقها العديد من القضايا الإفريقية التي تحتاج إلى حلول في مختلف المجالات؛ سواء السياسية أو الاقتصادية والتي تشمل التعليم والصحة والكوارث الطبيعية.

وأخيرا وهي الأهم حدودها مع دولة فلسطين ومحاولتها الحثيثة منذ عقود لإيجاد حل شامل يضمن الاستقرار للفلسطينيين، والسعي إلى لملمة شملهم في الداخل، وحل النزاعات السياسية المستمرة فيما بينهم.

تجدر الإشارة إلى أن هناك هجوما إعلاميا واسعا تفاقم خلال الأيام القليلة الماضية، مدعوما من تركيا ودولة قطر التي سخرت ما يقارب ال 200 قناة فضائية، ووسائل إعلامية أخرى، إلى جانب عشرات المرتزقة من الإعلاميين والناشطين الذي يحرضون على الجيش والدولة المصرية.