سخط في مساجد صنعاء.. نفخ حوثي لـ"الإمام الهادي" عشية 26 سبتمبر

السياسية - Saturday 26 September 2020 الساعة 11:55 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

قبل يوم واحد من تاريخ 26 سبتمبر هذا العام، وهي مناسبة حلول العيد الـ58 لثورة 26 سبتمبر 1962م الخالدة، تسابق مليشيا الحوثي الزمن لنفخ الروح في جسد الإمام الهادي، والذي قدم من منطقة الرس بالجزيرة العربية، ويعد جد سلالة الرسيين (حكموا أجزاء من اليمن في فترات متقطعة حتى عام 1962م).

واستعرض خطباء الجمعة الموالون لمليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- اليوم في عدد من مساجد صنعاء، ما وصفوها بمناقب الإمام الهادي وسيرته، وزعم خطباء الحوثي أن الإمام الهادي كان من الشخصيات التي وصفوها بالعظيمة والتي صنعت التاريخ، وأنه ضحى وناضل من أجل قيام دولة الإسلام.

وأثار حديث خطباء الحوثي سخط وحنق عشرات المصلين الذين غادروا المساجد بحثاً عن خطباء في مساجد أخرى وخطباً متحررة من التعصب الطائفي والعنصري، وتهتم بقضايا الناس المعيشية وأحداث الساعة.

وزعم خطباء الحوثي أن الإمام الهادي "كان له الأثر الكبير في إحداث تغييرات ساهمت في تأسيس وترسيخ مبادئ وقيم الحق والعدل والجهاد وإقامة دولة ذات نظام وقانون وفق شرع الله".

واستنكر مصلون في أحاديث لـ(نيوزيمن) توظيف وزارة الأوقاف والإرشاد في صنعاء للمساجد سياسياً، واستغلال منبر الخطبة لإثارة قضايا خلافية من غابر التاريخ وتعزيز الانقسام المجتمعي وتكريس فصل صنعاء عن اليمن.

مشيرين إلى أن الوقت غير مناسب للحديث عن الإمام الهادي في شهر سبتمبر الثورة والجمهورية التي أطاحت بنظام الإمامة وأخرجت الشعب من ظلمات الكهنوت الإمامي الاستبدادي إلى فضاء الحرية وشمس الجمهورية والنظام الديمقراطي.

 

وقال صالح النهمي، من سكان صنعاء، إن حديث خطبة الجمعة اليوم في صنعاء هو استفزاز متعمد للمصلين وسكان صنعاء، وخيانة علنية لمبادئ وأهداف الثورة والجمهورية، متوقعا تزايد مقاطعة خطب الجمعة في صنعاء جماهيريا.

واعتبر علي سنان -من سكان صنعاء- ترويج خطباء الحوثي للأئمة والصحابة وتعلق الخطاب الحوثي بهذه الشخصيات التاريخية، هو تعبير عن إفلاس الجماعة في تقديم أي مشروع وطني مستقبلي للمناطق الواقعة تحت سيطرتها، مشيرا كذلك إلى أن إصرار الجماعة على البقاء في حالة اتصال دائمة بالدين وأحداث الماضي، يكشف بجلاء نوايا الجماعة ودوافعها الانتقامية ومزاعمها في أحقية الحكم خلافا لإرادة اليمنيين.

وفي سياق متصل، نظمت كيانات حوثية مستحدثة يوم 24 سبتمبر/ أيلول الجاري، ندوة بصنعاء عن الإمام الهادي حملت عنوان "دولته العادلة وإرثه الحضاري" وتضمنت مخرجات الندوة تزييفاً للتاريخ وتضليلاً للرأي العام.

وفيما عد مغالطة تاريخية مثيرة، زعمت مخرجات الندوة المعلنة رسمياً "أن سيرة الإمام الهادي سعت بكل جهد إلى إحداث تغيير في واقع الأمة أثمر انتشالها من مستنقع الجهل والانحراف والضعف والهوان والتمزق والتفكك".