بالتجمهر في عرس "المومري".. صنعاء ضاقت من الخرق الخضراء وشعارات "التشيع الايراني"

السياسية - Sunday 08 November 2020 الساعة 01:00 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

أثار عرس الناشط الشبابي واليوتيوبر اليمني مصطفى المومري بحفل عرسه غير المسبوق يوم الجمعة 6 نوفمبر/ تشرين الثاني، بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، موجة جدل واسعة على منصات سوشيال ميديا، وانقساما وتباينا لافتا حول ما يمكن تسميتها ظاهرة المومري.

لم يتوقع مصطفى أن دعوته العامة لحضور حفل زفافه ستحظى بهذا التجاوب، وتصل حد عدم اتساع قاعة العرس لاستيعاب الوافدين من عديد محافظات خارج صنعاء، وما لم يتخيله أبداً أن ساحة ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء ستكون خياره الوحيد لإكمال مراسيم عرسه في شكل مظاهرة لا تخلو من دلالات وأبعاد سياسية واجتماعية.

وفيما تبدي الناشطة على شبكات التواصل والفنانة التشكيلية، سبأ عبدالرحمن القوسي، امتعاضها من محتوى ما يقدمه المومري، إلا أنها تعتقد أن موضوع عرسه "كان مصبوغا بالدهشة والبهجة، كأول عرس يقام بالسبعين"، مشيرة إلى أن مثل هذه السابقة "كانت تتم في الخيال فقط من باب الاستظراف الفنتازي".

وأضافت سبأ القوسي، على صفحتها بموقع فيسبوك: "إلا أنها تمت بتلقائية ظريفة ومستفزة نوعاً ما لمن يبذلوا جهودا كبيرة في تحشيد الجماهير"، في إشارة لعمليات التحشيد والاستعراضات السياسية بميدان السبعين.

وجاءت هذه الفعالية الشخصية بحشود شبابية تغطي فناء ميدان السبعين بعد أيام قليلة من حشد سياسي مدفوع الأجر لمليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- بمناسبة المولد النبوي 12 ربيع الأول.

ويرى شايف عبود أنه: "أجمل احتشاد وأجمل تجمع شفته بالسبعين من سنوات"، مشيرا إلى تجمع الناس برغبتها وحبا في الفرح وصاحبه: "لا جمعهم حزب ولا سياسة، ولا خزعبلات لغرض سياسي".

فيما يفسر رمضان البوسي، خروج الناس للاحتفال بعرس شاب في ميدان السبعين بصنعاء "بأن الجميع تعبوا من الحرب ويبحثون عن مكمن للفرح في ذروة حزن الحرب والوباء وتداعياتهما".

الإعلامي والكاتب الصحافي اليمني عادل الأحمدي، علّق من جانبه معتبرا الاحتشاد غير المسبوق في عرس مصطفى المومري "أفسد على الحوثة زهوهم بحشد المولد النبوي الذي حضره الناس حبا في الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وليس حبا في الحوثي".

مضيفا على صفحته بموقع فيسبوك: "إنها صنعاء.. المدهشة دائما.. كما وصفها البردوني: ماتت بصندوق وضاحٍ بلا كفنٍ ... ولم يمت في حشاها العشقُ والطربُ"

وفي تعليقه على الحشد الشبابي في عرس مصطفى المومري، يرى الناشط والاعلامي عبدالله الحرازي، أن هناك انزعاجا من نتيجة أن الناس انفضوا تقريبا عن الأيديولوجيات أياً كانت، وقال: "وإن كان الموضوع واضحاً بالنسبة لانزعاج أو بالأصح رعب الحوثيين من أي تجمع لليمنيين خارج دوائر خرافاتهم وتحشيداتهم، فإن تعالي نخبة المتعلمين اليمنيين هي -في تصوري المتواضع- هروب متكرر من نقاش مسألة الهوة التي باتت تفصلهم عن البسطاء أو عامة الناس".

ويعتقد الحرازي بأن "هناك شفرة مفقودة، يجب فكها لإعادة التواصل بهؤلاء. إننا نفقد فئة كبيرة من الناس كل يوم، غالبيتها من الشباب، لم نعد نفهمهم ولم يعودوا يفهموننا".

وإلى ذلك يرى الأستاذ بجامعة صنعاء، عبدالرحمن الصعفاني أن محتوى حضور مصطفى المومري على وسائل التواصل، وشعبيته الكبيرة، وما أحدثه يوم الجمعة من حالة جماهيرية غير مسبوقة -في بابها- على الأرض لافتة للانتباه، معتبراً أن العملية برمّتها -بما قد تظهر عليه من الإسفاف- ظاهرة تستحق الدراسة في شكلها ومضمونها ومن كل أبعادها الاجتماعية والثقافية والنفسية والاقتصادية وغيرها..

وفي تعليقه بموقع فيسبوك، دعا الصعفاني إلى قراءة هذه الظاهرة "بعيداً عن التشنج ولغة التعالي والازدراء والتحقير". وقال: "لعلّنا نقيم الموقف والحالة بالجدّية الكافية وبما يفيد؛ فنستدرك ما يمكننا استدراكه برويّة ومسؤولية، بعيداً عن التعالي المفرط أو التشنج الحاد، أو حتى البكاء على الأطلال!".