ماجد زايد يكتب عن العاملين الصغار

السياسية - Tuesday 01 December 2020 الساعة 09:10 am
عدن، نيوزيمن:

طفل من زبيد، واحد من عشرات الأطفال العاملين الصغار، يغادرون قريتهم عند السادسة صباحًا، يتجمعون مع بعضهم، ينتظرون سيارة الذهاب، يذهبون جميعًا لبيع الموز، وهناك يقضون النهار بإقناع الزبائن لشراء الموز، بعدها يعودون بما كسبوه لأمهاتهم وبيوتهم عند التاسعة مساءً..!!

تأملوا الرجولة في هذا الرجل الصغير، في هذا الأسد العظيم، تأملوا الانتصار والوقوف في وجه المعاناة..!

الشقاء بالتأكيد ينخر بداخله كل يوم، لا بأس هو يصنع منه رجلًا في قادم الأيام، أمثال هذا العامل الكادح الصغير لا يعجز في حياته..

ليس هذا مكانًا للحزن عليه، كلا، لقد قذف بنا القدر جميعًا هنا، وعلينا المواجهة، هناك عشرات الآلاف من الأطفال مثله تمامًا، وهناك المزيد من الأسى المتكرر في حياتنا، لم يعد بمقدورنا الحزن على عشرات الآلاف من الحكايات والمشردين، ولكن شاهدوا، هذا المتشرد الصغير ينتصر بمفرده، يواجه الحياة والمعاناة بكبرياء ووقوف ورجولة، شاهدوه، هو لا يعرف شيئًا عن حظه التعيس، عن حياته البائسة، عن حرمانه الأبدي، لا يعرف شيئاً ولم يخبره أحد عن عالم الأطفال الآخر، وحده يواجه ما خلق فيه وعليه وسينتصر.

لنتركه ينتصر فقط..!

هذا الكادح الصغير يشبهنا أيضًا، يشبه حياتنا وملامحها وكل شيء عنا، ووقوفه هذا يشبه أحلامنا وخيالاتنا عن المستقبل وسيتحقق كل شيء هنا.!

فقط كونوا رجالًا يا صغار الوطن، كونوا فوق طاقتكم وقدرتكم، لا بأس، هذا الزمن ليس مكانًا مناسبًا للبكاء والتذمر، كونوا رجالاً لأجل المستقبل، لأجل بقائكم على قيد الحياة، لأجل أمهاتكم وبيوتكم..

وتذكروا دائمًا يا رفاقنا الصغار:

هذا الشقاء والمواجهة قدرنا الوحيد هنا، لا سبيل آخر للبقاء، لكننا سننتصر..!