الشدادي يروي البدايات.. كيف تجاوز عدنان نقطة حوثية ودور انتصار وريهام وعايدة في نقل السلاح والدواء

تقارير - Wednesday 02 December 2020 الساعة 03:29 pm
نيوزيمن، كتب/ العقيد فؤاد الشدادي:

تفاصـيل اللقاء الأول بـالـقـائد الـشـهـيـد/ عدنان الـحمادي، رحمة الله تغشــاه، والإعلان عن أول ظهور له وخروجه من تعـز.

لم أكن أعرفه قبلاً، وبدأت معرفتي به بعد حصار اللواء 35 مدرع.

وأثناء حصار اللواء كنت والإخوة المهندس/ رشاد الاكحلي وكيل محافظة تعز، والأستاذ/ أمين شرف، والأستاذ/ عادل العقيبي، والأستاذ/ محمد الضبيع، والأستاذ/ أحمد الوافي، وكنا جميعاً في حيرةٍ من أمرنا إذ نبحث عن طريقة لفك الحصار أو تخفيفه عنه.

خاطر الأستاذ/ أحمد الوافي مع مجموعة من الإخوة الناشطين والأطباء لإدخال الدواء والغذاء إلى اللواء.

وتمكن فعلاً أخونا أحمد من الوصول إلى اللواء، واتصل بنا وأبلغنا بوجود جرحى وشهداء بينهم ضابط برتبة عقيد
واسمه/ محمد الحجراني.

صعقت من الخبر وطلبت منه التأكد من اسم الضابط الشهيد وهل اسمه (محمد عبدالله الحجراني) وأكد لنا ذلك، وبادرني الإخوة، وقد رأوا صدمتي بالخبر ماذا حدث؟ وهل الضابط الشهيد/ الحجراني معروف لديك؟

اجبتُ: بنعم.

وأردفت، كنت على تواصلٍ معه منذ كان في (جزيرة كمران)، وكان متحمساً ويريد الانضمام والمشاركة والدفاع عن تعز والوطن اليمني الكبير، وكنت قد طلبت منه التريث حتى نرتب الصفوف ونجهز الاحتياجات المطلوبة وسوف نتواصل معه، لكنه يبدو لم يستطع صبراً، والتحق باللواء.

كان الشهيد/ محمد عبدالله الحجراني قد دخل مباشرةً إلى اللواء والتقى بالقائد الشهيد/ عدنان الحمادي، رحمة الله عليهما، وقال له أنا ضابط وتخصصي مدفعية، وأريد المشاركة والقتال، والتحق بقطاع المدفعية مباشرة وأصيب بقذيفة واستشهد.

كنا يومها والإخوة نريد التواصل مع القائد/ عدنان الحمادي ولم يكن منا في الحاضرين أحد يعرفه يومها.

اقترحت لهم تجهيز خطة لفك الحصار وتتواصل بعدها مع الأستاذ/ عبدالله نعمان لتدبير الاحتياجات اللازمة.

وتواصلت بعدها بالاخوة العقيد / الجبزي، العقيد /عبدالخالق البدوي، والعقيد / عبدالغفار السوائي، وطلبت منهم الدخول إلى تعز، وحددنا مكان اللقاء والتقينا في غرفة صغيرة في حبيل سلمان جوار جامعة تعز، ووضعنا خطة لتجهيز أفراد وفك الحصار عن اللواء، وعن الامكانيات اللازمة لتجهيز ذلك!؟ قلت سنتدبر ذلك، والمهم الآن أن نضع الخطة، ووضعت.

العقيد / الجبزي كان على معرفة بالقائد الشهيد /عدنان الحمادي، فاتصل به ونحن الثلاثة لم نزل في الاجتماع بعد وضع الخطة، وقد تغيب العقيد / السوائي.

رد عليه العميد / عدنان، وعرف العقيد / الجبزي بنفسه وأخبر القائد بجاهزيتنا وبوضعنا خطة لفك الحصار عن اللواء، رد القائد بصعوبة ذلك، فاللواء مطوق ولن تتمكنوا من الدخول لشدة المعركة والحصار المفروض.

رفعنا بالخطة للاستاذ / عبدالله نعمان وتكفل هو بتجهيز جميع الاحتياجات اللازمة، وأثناء تجهيز ذلك سقط اللواء اسفاً.

واتفقنا ثلاثتنا بالتواصل لاحقاً (الجبزي والبدوي وانا)، وبعد سقوط اللواء عدلنا الخطة ليكون هدفها فك الحصار عن تعز كلها.

بعد فترة علاج القائد/ عدنان كنا نلتقي في في مكان ما بشارع التحرير، وحددناه مقراً للقيادة وغرفة عمليات مشتركة، كان ذلك بعد أن أبلغنا الأستاذ/ أحمد الوافي أننا سوف نلتقي بأحد القيادات من الضباط وذهبنا سوياً إلى مقر إقامته، والتقينا به، وكان ذاك القائد هو العميد الركن /عدنان الحمادي وكان ذاك أول لقائي به، وكان يومها يتوكأ عكازاً وفي إحدى ساقيه كسراً.

تكررت بعدها اللقاءات مع القائد، وفي أكثر من مكانٍ وكان معي وجدان ابني مراسل واستطلاع كان يغامر ويذهب إلى مواقع العدو حتى أعجب به القائد فاتخذه صديقا له.

وبعد تحديد مقر للقيادة وغرفة للعمليات المشتركة، أعددنا معه الخطة والتي شاركنا فيها الاستاذ/ محمد عبدالعزيز وكيل المحافظة، والتزمت والاخ الوكيل بتجهيز 400 فرد مسلح إلى جبهة الضباب كمرحلة أولى، وكان معنا من الضباط الاخوة العقيد/ أحمد الأموي، والعقيد / عبده الكوري، والعقيد / دماج نصر بالإضافة إلى العقيد / الجبزي والعقيد / البدوي.

وفي الجانب الآخر كانت تعقد لقاءات عند الشيخ / حمود سعيد، وكان كل قطاع معه لديه خطة، وفكرنا بإنشاء غرفة عمليات مشتركة، وتقسيم المحافظة إلى ثلاثة قطاعات، ولم يتم الاتفاق على الخطة المطروحة، وقاموا بتشكيل مجلس عسكري ولكن قمنا بتنفيذها في قطاع الضباب الذي حددناه في الخطة.

وفي الوقت الذي كنا نجهز الامكانات لجبهة الضباب عقدنا لقاءً في مقر القيادة بشارع التحرير، وبحضور الأخوين العقيد/ الجبزي، والعقيد عبدالخالق البدوي اللذين تم استدعاءهما، والتقينا مع القائد الشهيد/ عدنان الحمادي، وأغلب القيادات وبعدها تبادلنا الحديث حول الخطة وتجهيز جبهة الضباب، وكنا فعلاً على الأرض نجهز لكتيبة، وقد اقترح يومها القائد الشهيد / عدنان الحمادي _رحمة الله عليه_ تسميتها ب(كتيبة المعافر)، واقترحت عليه تسميتها بكتائب الشهيد/ عبدالرقيب عبدالوهاب، تجسيداً لدوره البطولي ورمزيته التاريخية واستدعاء دوره بفك الحصار عن تعز، فاستحسن الفكرة، وباركها الحضور جميعاً وبحماس، ونقلت الفكرة بعدها للأخ اللواء الركن/ يوسف الشراجي قائد جبهة الضباب بأن الكتيبة التي سيتم تجهيزها ستحمل اسم (كتيبة الشهيد/ عبدالرقيب عبد الوهاب) فاستحسن ذلك ورد عليّ ممازحا هل كان ناصرياً.

وكما كنا نحرص على تغيير أماكن تواجد القائد العميد/ عدنان الحمادي لدواعٍ واحترازاتٍ أمنيةٍ، فإننا كنا نقوم بتغيير شرائح تواصلاته التليفونية بين الحين والآخر، لذات السبب الآنف الذكر، واستمررنا على ذلك الحال طيلة شهر رمضان، والذي في نهايته فكرنا أن نخرجه من مدينة تعز خوفاً من أي طارئ، وزيادةً في التأمين والحرص، لكن كيف وقد سدت كل المنافذ وطوق الانقلابيون كل الطرق، وليس ذلك وحسب بل قد جعلوا في كل نقطة ومفرق أو تقاطع أفراداً من اللواء 35 مدرع الموالين لقوى الانقلاب الحوثي، بل وعلقوا صورة له وصورة لي عندما وصلتهم معلومات أننا أمد الجبهة بالمال والسلاح، ولأنه لم يكن معروفاً لدى النقاط، كان الحوثيون يدركون أن العميد ما زال حيَّاً وأنه داخل المدينة وسيعود إلى مغادرتها باتجاه الريف التعزي (الحجرية) المكان الأكثر أمناً ولم تستطع آلة الحوثي الانقلابية الوصول إليه؛ فكان كل ذلك التضييق والتفتيش على مدار الساعة.

في ليلة عيد الفطر كان المتفق عليه أن تقوم الأختان المناضلتان والشهيدتان فيما بعد (عائدة العبسي وريهام البدر) رحمة الله عليهما، بإخراج القائد الشهيد /عدنان الحمادي من المدينة باتجاه الحجرية، وكنت قد طرحت للأخ/ أحمد الوافي بأن لا يقلقوا أو يحملوا هم إخراج أو تهريب القائد/ عدنان الحمادي من مدينة تعز، وأننا سوف نتدبر الأمر، وأنا على ثقةٍ تامةٍ حد اليقين بالأخت المناضلة الجسورة/ انتصار البريهي التي كنا قد اكتسبنا الخبرة معاً في عملياتٍ مماثلةٍ ولكن بإخراج السلاح من المدينة إلى جبهة الضباب، وكنا نرافق بعضاً عند مرورنا بالنقاط الحوثية.

في تلك الليلة (ليلة العيد) كنا في مقر القيادة بشارع التحرير، وكان القلق والخوف والوجوم وحالات الارباك واضحةً وباديةً على وجوه الأخوين (أمين شرف ومحمد الضبيع) من شدة خشيتهما على القائد الشهيد/ عدنان الحمادي (رحمة الله عليه)، وكنت على ثقةٍ واطمئنانٍ بما رتبناه، وطلبت منهما الثقة والاطمئنان أيضاً، فمعنا الأخت/ انتصار وهي بألفِ رجلٍ، ولها من اسمها نصيبٌ وافرٌ، وشجاعةٌ تفوقُ الكثير من الرجال، ولا تقوم بمهمةٍ إلا وتنجح فيها بامتيازٍ.

تم التواصل مع الأخ/ محمد الحريبي صاحب المواقف ورجل المهمات الصعبة، والذي لا يتأخر عن خدمة نطلبها منه أو مهمة يُكلفُ بها.

اتصلت به وطلبت منه اصطحاب زوجته أم عبدالناصر معه للأهمية القصوى، حضرا معاً وبدون تأخيرٍ، وهما يظنان أن هناك مهمة لتهريب سلاح لجبهة الضباب كالعادة، وحجزنا لهما غرفةً في أحد فنادق التحرير.

اتصل بهما الأستاذ/ أمين شرف ليتأكد من وجودهما. وكنت حينها أبحث عن دبَّاب (باص) يكون صاحبه معروفاً لدينا، فسأل أحدهما لماذا؟

فقلت لهما إن النقاط لن تركز على أي باص أو دبَّاب لأنه في خط سيرٍ اعتيادي يومي، ويكتظ بالركاب، وستتجه انظارُ الحوثيين لغير ذلك من المركبات.

فاتصل الأخ/ محمد الضبيع بأخيه/ أمين الضبيع (شفاه الله) يدخل الدباب الخاص بنسيبه المحنك (محمد فريد)، وفعلاً وصل الباص في تمام الساعة الثالثة صباحاً، وبعدها كنت عند القائد، وبادرته ممازحاً _رحمة الله عليه_ اليوم أنا قائد المهمة الصعبة ولا فخر، وسأستغلها فرصة أيها القائد فأنا الليلة قائدك، وعليك أن تمشي وفق أوامري وتوجيهاتي.

ضحك القائد/ عدنان، رحمة الله عليه، وأردف بعدها: ماشي نتحملك ساعتين وأمرنا لله.

وطلبت من الأخ/ أمين الضبيع أن ينتظر في جولة المسبح تحت مصرف الكريمي، بينما يأتي الأخ/ أمين شرف بسيارته وبرفقته القائد/ عدنان وابنه إبراهيم أمين والأخ محمد الضبيع إلى هناك، وأنا والأخوين محمد الحريبي وانتصار البريهي سنلحقُ بهم، والتقينا هناك جميعنا وصعد اربعتنا الباص، الحريبي وزوجته في الكرسي الأمامي، وانا والقائد في الكرسي الوسط على أساس أن معنا عائلة ولن يفتشها الحوثيون وكان الأخ محمد الضبيع راكبا قدام في الكرسي الأمامي.

واخترنا وقتاً للعبور يكون فيه أفراد النقاط مشغولين بأمر العيد، وبعضهم مرهق جراء السهر، وانطلقنا في حدود الساعة الرابعة والنصف تقريباً، ومررنا بالنقاط جميعها، ولم يفتشنا أحد إلا نقطة ال30، وهي نقطة مشددة، وكنت قد ضربت حساب ذلك وحتى نستطيع المرور وبدون تفتيشٍ، كنتُ قد نسقتُ مع بعض أفرادنا المقاومين من كتائب القائد الشهيد / عبدالرقيب عبدالوهاب في الجبل الأسود، واعطيتهم توجيهاً بأن يبقوا في حالة تأهبٍ واستعداد وفي جاهزيةٍ كاملةٍ وتحديداً ما بين الساعة الرابعة والخامسة صباحاً، وأن ينتظروا مني دقة (جرس أو رنة) واحدة فقط من هاتفي.

ليقوموا بمجرد سماعهم لتلك التجريسة أو الرنة بالضرب بمعدل 12,7 على النقطة التي نحاول أن نمر فيها حتى يتفرق أفراد النقطة 3×3 فقط، من أجل أن يفر أفراد النقطة، وأن يتوقف الضرب بمجرد أن يروا كشافات الباص (الدبَّاب) مضيئة، وحدث كل ذلك وفق الخطة المرسومة.

وقبل وصولنا نقطة التفتيش الأخيرة أبلغت القائد/ عدنان أنه سوف يحدثُ ضرب نار من الجبل الأسود، وعليه أن لا يقلق.

رد رحمة الله عليه لماذا، وايش في؟؟
قلت له: سأخبرك لاحقاً عند تجاوزنا النقطة فلا تقلق.

جرست (رنيت) مرة واحدة فقط لأبطالنا المرابطين في الجبل الأسود (العيار) المعدل ضرب على النقطة فتفرق أفرادها منها محذرين السائق (الدواعش) يضربوا، وبمجرد مرورنا توقف الضرب.

أدرك القائد مباشرةً أن هناك ثمة تنسيقا لارباك النقطة، وتأمين خروجنا منها بأمانٍ وسلامٍ.

ووضعته بعد تجاوزنا النقطة بسلام في صورة الترتيب الذي كان.

مررنا من النقطة وخلفنا أمين شرف يقود تاكسياً، ووصلنا الكسارة في الصباح وقبل صلاة العيد، وصافح القائدُ أفرادَ الكتيبة وضباطَهَا المرابطين هناك، والتقط لنا صورة تذكارية الأخ المقاوم الشجاع عبدالقوي امين شرف لتكون بمثابة إعلان خروج عدنان الحمادي من تعز وغادرهم بعدها إلى قريته في زيارةٍ عيديةٍ ولتطمينِ أهلِهِ عن قربٍ وبسيارة الأخ المقاوم والمناضل والذي بدون رقم عسكري حتى الآن عبدالعزيز القاضي هايلوكس وبرفقة الشيخ عبدالجليل الحداد، رحمة الله تغشاه، والاخ يوسف الشدادي.

واتفقنا على أن لا تزيد اجازته عن عشرةِ أيامٍ.

وبعد انتهاء الإجازة العيدية جاء بطقمه المموَّه الذي خرج به من لواء لبوزة إلى بني حماد، وقد منحه إياه طيب الذكر اللواء الركن/ محمود الصبيحي _فك الله أسره_ مع معدل شيكي.

كنت قد أبلغت اللواء/ يوسف الشراجي بأن العميد / عدنان الحمادي سوف يصلُ اليوم إلى الجبهة، وكان الأستاذ / أحمد الوافي، والأستاذ / عبدالله نعمان قد رتبوا لهذا اللقاء.

وحدث أن تعرَّضَ القائد/ عدنان الحمادي وهو يقودُ طقمَهُ المموَّه قادماً من بني حماد، وكان قد اتصل بي، وكنتُ مشغولاً حينها بتعزيزاتِ الأفرادِ للمواقعِ في الجبهة حتَّى وصلَ نقطةَ الكسارةِ التي تقعُ أعلى (نجد قسيم)، ولم يكن لدى الأفراد معلوماتٍ أو تعليماتٍ أو بلاغ عن وصولِ القائد/ عدنان بطقمِهِ المموَّه، فاشتبه الأفراد بالطقم المموَّه، وباشرُوهُ بالضربِ حتَّى إن الرصاصات اخترقت سقفَ الطقمِ فوقَ رأسِهِ، على الرغم من وقوفِهِ بالنقطة وتعريفِهِ باسمِهِ وصفتِهِ للأفرادِ.

وبعد سماعِ الرصاص توجهنا إلى النقطة، وافادوا أنَّهم لم يتلقوا أي بلاغٍ أو اتصالٍ أو إشارة بوصولِ القائد وتم اللقاء بين القادة في مقر العميد الركن آنذاك يوسف الشراجي قائد الجبهة.

أخـيـــراً ولـيـس آخـــراً:

إذا كان لنا أن نفخرَ بشيء فلكوننا رافقناه طيلةَ خمسِ سنواتٍ وعملنا معه وتحت قيادتِهِ، وشاركناهُ الأفراحَ والأتراحَ، والآمال والآلام.

ورأينا الموت معاً وصنعنا النصرَ في كثيرٍ من المواقع والجبهات وبصمات اللواء 35 وافراده ومنتسبيه محفورة في كل المناطق المحررة، وسيذكرها التاريخ في أنصع صفحاته.

ولعلي واحد من قلائل الذي مات بموته ثلاثاً، الأولى يوم استشهد، رحمة الله عليه، بتلك الطريقة. والثانية بهذا التسويف والمماطلة في قضيته تحقيقاً ومحاكماتٍ وتعقب جناة والمحاولة على توصيفها بالجنائية، وهي سياسية بإمتياز. والثالثة لِمَا آل إليه اللواء 35 مدرع وضباطه وعلى وجه الخصوص ما تعرض له العقيد الجبزي رئيس عمليات اللواء من قتل وتمثيل بنجله أصيل، واقتحام وانتهاك حرمة بيوتنا ونهبها وتعقبٍ وتخوينٍ وملاحقاتٍ، وتشتيت لقواته ونهب ممتلكاته، وهو اللواء صاحب الشرارة الأولى، ونواة الجيش الاحترافية الذي شكلناه معه، رحمة الله عليه. وإذا كان هناك شيء نتفخر به أننا من القلائل الذين كانوا أوفياء له حيَّاً وميِّتَاً، وسنظلُ أوفياءَ لَهُ ولكُلِّ الأهدافِ والمبادئِ التي تشربناها معاً ورضعناها تاريخاً وكفاحاً وملاحمَ بطوليةٍ ومكارمَ أخلاقٍ وفروسيةٍ.

ويكفيني شرفاً وفخراً أنني كنتُ وفياً لَهُ وللأهدافِ الوطنيةِ الكبري، في حياته حين رفضت كُلَّ المغرياتِ، وافشلت كُلَّ المؤامراتِ التي حِيْكَتْ عليه وعلى اللواء 35 مدرع، وليس أدلُّ على ذلك من تلك اللجنة التي كنتُ عضواً فيها، والتي حاولَتْ تمرير أكثر من 18 نقطة او قرارا من خلالي فرفضْتُ خيانَتَهُ أو بيعَهُ، وقد استطاعوا تمريرَ كُلَّ تلكَ النقاطِ بعد استشهادِهِ واغتيالِهِ الآثِمِ والجبانِ. وعن طريق أقرب المقربين له ومن حوله وممن منحهم ثقته فأمنهم على كل شيء وترك لهم كل شيء حتى الأسلحة والذخيرة للدفاع عن الحجرية والحفاظ عليها وعلى اللواء 35 لكنهم خانوه حيا وميتا وباعوا رفاقه بثمن بخس.

وما زلنا ندفع ثمنَ رفضِنَا الانصياع أو الانقياد لأجندة العبث الممنهج ضد القائد الشهيد / عدنان الحمادي ولوائه وضدَّ الحجرية وتعز والوطن الكبيرِ.

لستُ نادماً على شيءٍ، وكُلّ ما تعرضْنَا لَهُ نتيجةً طبيعيةً لخياراتِنَا وقناعاتِنَا مبادئ ومواقف شكلت وعينا، ولن نتخلى عنها أبداً.

رحم الله القائد الشهيد اللواء الركن / عدنان محمد الحمادي، وخسارتنا كبيرة باغتياله الآثم والجبان، وعهداً سنكمل مشوار الحرية والوطنية واليمن الكبير.

وسلام عليك عدنان في كل وقتٍ وآنٍ وحينٍ، ولا نامت أعين القتلةِ الجبناءِ المجرمين.

مـلـحـوظـــة:

لست هنا بصدد سرد تاريخي، وقد حاولت الإيجاز ما استطعت، وتجاوزت معذوراً عن كثير من التفاصيل والأسماء فحجم المساحة المتاحة لهذه الشهادة لا يسعف ومقام التوثيق سيحتويها كتاب بإذن الله تعالى.

تطرقنا بإيجازٍ لشراكتنا مع القائد الشهيد اللواء الركن/ عدنان الحمادي، رحمة الله عليه، في الإعداد والتجهيز لجبهة الضباب وتفاصيل اللقاء الأول معه، رحمة الله عليه.
عدنان الحمادي لروحك السلام.
_______________

كتب/ فؤاد الشدادي - رفيق القائد الشهيد في إعادة بناء وتأسيس اللواء 35 مدرع شرعية في المعافر والمواسط
______________

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك