اختطاف العميد "الورد" يعرّي حدائق الإخوان ويكشف مساعيهم تجاه الساحل

تقارير - Saturday 05 December 2020 الساعة 09:55 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

ورقة ابتزاز جديدة يسعى إليها إخوان تعز لتجميل صورة البندقية المعطوبة في معسكر التشريفات، البوابة الشرقية للمدينة.

آلاف المتابعين للمشهد السياسي يدركون أن المدينة لم تكن بهذا السوء على الأقل حتى أعوام قريبة، رغم إغراقها بالوطنية المزيفة التي كانت ترتبط خيوطها باللوبي الانتهازي لجماعة الإخوان التي بزغ ليلها الرجعي قبل ثورة 26 سبتمبر.

فالمدينة التي كان يسكنها الود وتسير على خطى الألفة ومحاولة التشبث بقيم الرجولة وانسنة الحياة، أصبحت حديقة خلفية للاغتيالات والقتل ونهب كل ما تقع عليه العيون.

آخرهم العميد قايد الورد، قائد اللواء الثالث حراس جمهورية، تم اختطافه من أمام بيته وهو في زيارة أسرته النازحة من مناطق مليشيا الحوثي بنفس الطريقة التي اختطف بها غيره من المحسوبين على حراس الجمهورية، ليصبح الثابت هو قانون الغاب وهمجية المقر البوليسية.

بالمقابل لا توجد أي ردود فعل ثابتة ومسؤولة تجاه ما ترتكبه مليشيا الحوثي بحق المدنيين، فخلال شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، أن ما يقارب 110 مدنيين تعرضوا للقتل والإصابة، بقصف مدفعي شنته ميليشيا الحوثي على محافظة تعز.

مرحلة ابتزاز

لم تشكل قوات الساحل الغربي أي تهديد لتعز كما لم تعطل أي مصلحة من شأنها خدمة هذه المدينة وتعتبر صمام أمان من اختراقات تجار السلاح والمخدرات وغيره ممن يحاولون إثخان جراح هذه الجغرافيا.

اليوم يمسك الإخوان بزمام الأزقة المنفلتة والشوارع الملغمة بالمسلحين المراهقين، ومن ورائهم قوى الحوبان، وتلة السلال، وهضبة سوفتيل، ومقبنة، والقاعدة وشرعب والمخلاف.

فقط وخلال أيام قليلة ماضية قُتل ما لا يقل عن 10 مدنيين معظمهم من النساء والأطفال بقصف لميليشا الحوثي على الأحياء السكنية في مدينة تعز جاء من الجهة الشرقية.

>> خاطفو قائد اللواء الثالث حراس جمهورية يعبرون من 22 نقطة.. ومحور تعز يلتزم الصمت

فيما سلطات تعز تاركة ظهرها وتحاول التوغل في قلب الحجرية للإيقاع بالنسيج وتفخيخ المجتمع وهم الذين فشلوا في ترتيب وضع المدينة رغم أنها جاهزة بكل أدوات ودوئر النظام المغضوب عليه.

الحقيقة أنهم لا يريدون إصلاح الوضع وتحمل المسؤولية، اعتادوا على حياة الفوضى واقتحام مكاتب الدوائر الحكومية وقتل الجرحى والمصابين على أسرة المستشفيات نموذج واضح لدولة المقر.

تلك بديهية تعبر عن سكون هذه المدينة المخيف وتشظيها المؤلم على اعتبار أنها خزان وقود الجمهورية البشري، وميناء تصدير المشاقر والموضات، والحرفيين، وخريجي الكليات، ورجال الأعمال والمثقفين والفلاحين الذين يشبهون الراحل عدنان الحمادي.

مضايقات مفضوحة

اختطاف الورد في هذا التوقيت وبهذه الطريقة فعل لا يليق إلا بمليشيا انتصرت على الحياة في صنعاء وتفعلها في تعز وشبوة ومأرب، كما تعزز لدى الآخرين أن الغرائز هي من تحكم الآن وليس العقول.

مشاريع متشظية تقودها قطر وتركيا بأداة واحدة وطرق مختلفة للإيقاع بالتوجهات التي تحاول الانتصار على أذرع إيران والذهاب بعيدًا.

لقد كان خروج العديد من الأفراد مع عوائلهم من مدينة التربة قبل فترة بعد مضايقات واضحة؛ كفيل بأن يدفع بأي عسكري محسوب على قوات المقاومة في الساحل الغربي أن يعمل ألف حساب قبل أن يفكر بالذهاب إلى "جمهورية سالم" وحظيرة المقر.

كيف فات هذا على الورد وهو يعي حجم المخاطر والبؤر التي تتسع كل يوم، سبق وأن اغتيل القائد عدنان الحمادي بطريقة لئيمة وخبيثة، ومحمد المهدي وهو يطالبهم باسترداد منازله؛ لذا لن يتورعوا عن اختطاف قائد عسكري جُرح أكثر من مرة وهو يدافع عن الأرض ضد جماعة تعد ذراع إيران الأول في المنطقة بعد حزب الله اللبناني.

يحاول الإخوان تعزيز حضورهم بأي طريقة متخذين من صالح، وطارق صالح في الساحل الغربي، والإمارات شماعة، مراهنين على أدوات وأموال طائلة وعلى الفوضى.

رهان خاسر

العالم يضغط باتجاه تصنيف مليشيا الحوثي كجماعة إرهابية والإخوان يضغطون باتجاه استفزاز قوات الساحل الغربي التي احتفلت يوم أمس بذكرى انتفاضة الثاني من ديسمبر 2017 وهو رهان خاسر، حتى العبث الذي يمارس في مناطق الجنوب أيضًا شكل من أشكال السقوط.

أداة الإخوان حاضرة في تفاصيل عديدة وفي ظل غياب الشرعية والرئاسة التي عجزت حتى الساعة عن تشكيل حكومة والتحرر من ضغوط الجنرال وأتباعه.

لذا فإن الروح التي تتنامى في الساحل الغربي ويعول عليها ملايين المواطنين لن تنكسر لمجرد أن جماعة مثل الإخوان تحاول استفزازها باختطاف القيادات والأفراد وزرع خلايا تجسس أو تسليط الإعلام للهجوم على رموز وأفراد هذه القوات.