من اليوم الأول وحتى الأخير.. ديسمبر بلون “الدم”: إحصائيات جرائم الحوثي في “إب”

تقارير - Saturday 26 December 2020 الساعة 07:00 am
إب، نيوزيمن، تقرير خاص:

“ما يحدث في محافظة إب بشكل يومي ليس مجرد تجاوزات عادية”، يضيف مراسل “نيوزيمن” في المحافظة إن “كل ما يحدث في إب يعكس توجه سلطات وقيادات صعدة العسكرية والأمنية”.

يوم أمس الخميس 24 ديسمبر، استيقظت المحافظة على وقع جريمة بشعة أبطالها رجال أمن يتبعون الذراع الإيرانية، وفاة امرأة نتيجة لاعتداء وحشي من قبل مسلحين اقتحموا منزلها فجرًا يقولون انهم يبحثون عن زوجها بتهمة جنائية عادية، وعندما لم يجدوه أخذوا روحها وهي البالغة من العمر 26 عامًا وأم لـ4 أبناء آخرهم ما يزال في الشهور الأولى.

حادثة هزت المجتمع والرأي العام وأثارت ضجة كبيرة، أما الأب الذي فقد زوجته فقد ظَهر من خلال فيدو وهو يكشف جسده أمام جموع من الناس بعد أن تعرض لانتهاك المليشيا قبل أيام.

جاءت تلك الحادثة بعد أسبوع واحد على اعتداء مماثل تم توثيقه بالكاميرا حيث اعتدى مجموعة من المسلحين بقيادة أحمد ناجي الشلفي، على المواطن عبد الرقيب الحاج، والتعدي عليه أمام زوجته وأولاده.

في نفس مديرية العدين تداول ناشطون صورًا للشاب فهيم مقبل الشهاب، وقد مُزق جسده بآلة حادة وبصورة وحشية من قبل رجال في إدارة أمن العدين.

الصور التي انتشرت في 24 ديسمبر عكست حجم ما وصل إليه وضع المحافظة ومديرياتها الـ20 منذ أكثر من 5 أعوام.

الأديب ضحية أخرى

الأسبوع الماضي تم تشييع جثمان الشيخ العجوز محمد علي الأديب، الذي لقب ب"شهيد القَضاء" في مديرية القفر "رحاب".

الأديب توفي داخل سجن إحدى المحاكم قبل أكثر من شهر بعد احتجازه لمدة تراوحت بين 9 إلى 10 أشهر دون أي مسوغ قانوني.

تقول مصادر مقربة من أسرته “حتى أمل أسرته الوحيد بتشكيل (لجنة قضائية) للتحقق في ملابسات الوفاة والاعتقال ومحاسبة المتورطين في هذه الجريمة، لن يتحقق”.

لا تقف التجاوزات عند حد، فبحسب الأنباء والتقارير فإن المحافظة لا تهدأ ساعة واحدة نتيجة لانتشار المتنفذين والنقاط الأمنية التي تتعامل مع المواطنين بهمجية.

تاريخ 15 ديسمبر الجاري عثر الأهالي على شابة متزوجة وأم لطفل؛ مشنوقة في بيت زوجها في مديرية جبلة. أنباء أكدت تعرضها للتعذيب قبل الوفاة، حين تم إيصال الجثة إلى المستشفى قوبلت بالرفض بحجة أن الثلاجة ممتلئة ولا يوجد مكان.

وفي 12 ديسمبر عناصر من مليشيا الحوثي تقوم بقتل أحد التجار بمدينة "القاعدة" التابعة لمحافظة إب.

الأنباء أكدت أن عبدالله محمد المخلافي، وهو صاحب معرض سيارات ومحطات بنزين، قُتل وهو يدافع عن ممتلكاته بعد محاولة المليشيا نهب إحدى السيارات بالقوة.

قَتل بالخطأ وآخر متعمد

في 13 ديسمبر سقط الشاب علاء الدين ناجي من أبناء مديرية "المخادر" قتيلًا على يد شاب آخر بنفس العمر، أكدت الأنباء أن القتل جاء نتيجة للعبث بالسلاح.

أما ضيف الله عزيز الدميني، من أبناء شعب يافع، قتل على يد ابنه الصغير في الـ10 من ديسمبر داخل إحدى قاعات الأعراس، نتيجة العبث بالسلاح.

في اليوم التالي11 ديسمبر، قتل جمال علي غانم بحير، وابنه نشوان، في مديرية "حبيش" قرية مروحة على يد أحد الأشخاص قبل أن يفر إلى جهة مجهولة.

في ديسمبر الجاري أيضًا وفي مديرية مذيخرة قريه محجرة عزلة الافيوش، الواقعة على حدود شرعب السلام، تم إلقاء القبض على الشاب أحمد علي غالب؛ متهم بقتل عيسى محمد ناجي سيف، وسط أحد الأسواق.

بالإضافة إلى قيامه بالتقطع للمواطنين منذ فترة طويلة، وإطلاق الرصاص على المنازل، وإحراق مسجد القرية، لم يكتف بذلك بل قام بقتل حبيب علي عبده قاسم، وإصابه نجيب صادق قاسم دبوان، وشخص آخر قبل أن يتم إصابته واعتقاله.

إحصائيات لا تنتهي

في الـ5 من ديسمبر توفي الشيخ يحيى القاسم بعد ساعات متأثرًا بإصابته جراء انفجار وقع في سيارته أمام مستشفى الكندي وسط المدينة. الضحية كان أثناء إصابته يقوم بإسعاف والدته.

في نفس اليوم توفيت الطفلة ندى، بعد تعرضها للتعذيب الشديد على يد خالتها، زوجة أبيها، ليتم نقل جثتها لمستشفى الأمومة والطفولة، قبلها كان قد تم قتل الطفلة سبأ صلاح الشعري، ولا تزال القضية منظورة أمام المحكمة.

في أول يوم من شهر ديسمبر دشنت المليشيا أخبار المحافظة بموت أحد النزلاء في السجن بعد مضاعفات حادة ورفض إدارة السجن القيام باسعافه أو تلقيه للعلاج.

تبع ذلك انتحار فتاة في ظروف غامضة لم تكشف عنها الأجهزة الأمنية، واختطاف "رضيعة" عمرها لا يتجاوز الشهرين.

المستشفيات هي الأخرى، حكومية وخاصة، ونظرًا لغياب الرقابة وقلة الإمكانات تشارك في ضياع الأرواح وإهمال المرضى.

ديسمبر المشؤوم

ومما قام برصده "نيوزيمن" أيضًا خلال ديسمبر مقتل اثنين من المواطنين برصاص مسلحين، في حادثتين منفصلتين، بمديرية المخادر التابعة لمحافظة إب.

الحادثة الأولى قيام عصابة مسلحة بسرقة المواطن أمين علي المفلحي وقتله في منطقة مفرق حبيش بمديرية "المخادر".

فيما وقعت الحادثة الثانية والتي سقط فيها المواطن محمد يحيى عبدالله المرغمي، بطلق ناري أصيب به أثناء عراك مع مسلحين في سوق عام بمديرية المخادر.

في 20 الجاري الشاب طلال الغيثي سقط قتيلاً بعد تعرضه لرصاصتين من قبل أحد أصدقائه ولم تعرف تفاصيل الحادثة.

>> امرأة "العدين".. الوحشية والعنصرية تجتمعان في جريمة الحوثيين بإب

>> جريمة كل 3 ساعات إحداها “مستوطن” يقتل لأجل شوكلاته.. “إب” في زمن الحوثي

>> “إب” العودة الحرفية إلى عهد “الإمامة”: كل قيادات الحوثي قادمة من شمال الشمال.. نهب الإيرادات وبسط النفوذ

وتعرض منزل وسيارة المواطن عادل المليكي، في منطقة جوبلة بإب، إلى وابل من الرصاص، الأمر الذي أدى إلى خسائر وأضرار كبيرة.

حادثة أخرى بنفس المستوى، قيام مجهولين بإحراق سيارة المغترب عادل عبدالله قائد الشهاب، من أبناء قرية الشرف مديرية العدين.

كان ذلك جزءاً يسيراً تم توثيقه خلال ديسمبر الجاري من هذا العام 2020، الذي خلف عشرات الضحايا والجرائم في محافظة إب فقط التي تتعرض لأبشع الانتهاكات ونهب الإيرادات والعبث بالأراضي.