ذو باب وجيبوتي.. تاريخ طويل من الألفة في عالم السياسة والتجارة

المخا تهامة - Monday 25 January 2021 الساعة 12:10 pm
ذوباب، المخا، نيوزيمن، خاص:

على الضفة الأخرى للبحر الأحمر استطاع أهالي ذو باب في ربط علاقات مميزة، وكان حضورهم في جيبوتي بارزا إلى جانب أهالي المخا وعزلها الريفية، حيث تمتد العلاقة مع جيبوتي لعقود غابرة، أثروا فيها وتأثروا واندمج جزء منهم في سكانها وأصبحوا يشكلون أرقاماً مهمة في عالم السياسة والتجارة.

تبعد دولة جيبوتي عن باب المندب بمسافة خمس ساعات تقريباً على متن القارب، ويفصلها عن ذو باب، حسب عرف الصيادين، سبعة جبال بحرية، وقد لجأ إليها أهالي مديرية ذو باب بشكل واسع حينما بدأت معارك السهم الذهبي لتحرير مناطق الساحل الغربي. 

إذ ملئت القوارب بالنساء والأطفال والرجال وكبار السن في منظر لم يشهده السكان من قبل، وغامروا بالإبحار وسط المياه ذات الأمواج العالية إلى أن وصلوا جيبوتي بعد رحلة مليئة بالتعب والمشقة والخوف من أن يلاقي النازحون حتفهم.

كان الوصول بتاريخ 15-9-2015، إذ تم فتح المخيمات للنازحين الذين حظوا باستقبال مليء بالكرم والمحبة، وكانوا محط زيارة كبار الشخصيات في الحكومة، وكذلك مندوبي المنظمات وممثلي قادة التحالف العربي.

استقر النازحون سنوات عدة في مخيمات النزوح قبل أن يفكروا بالعودة إلى ديارهم، فيما آخرون قرروا عدم العودة بسبب الدمار الذي لحق منازلهم، والبعض لعدم قدرتهم على دفع تكاليف القارب الذي سيعيده وأسرته إلى مسقط رأسه.

علاقات تمتد لعقود

تمتد جذور العلاقة بين جيبوتي وسكان الساحل الغربي في ذو باب والمخا وموزع، إلى عقود زمنية غابرة، إذ أصبحوا يشكلون بنسبة 30% من سكانها البالغ عددهم مليون نسمة.

أغلب اليمنيين هناك تعود أصولهم إلى قبيلة الحكم في ذو باب، وكذا واحجة، الكدحة، باب المندب، وبعضهم من المشالحة، يختل، الجمعة، الغرافي، الثوباني وموزع والبعض من تعز، كالزريقة.

ويحظى السكان من أصول يمنية بمكانة عالية وتعززت أثناء الحرب الأهلية بين قبيلة العيسي التي ينتمي إليها أول رئيس جيبوتي أثناء تحريرها حسن جوليد، وجبهة العفر (الدناكل) بقيادة أحمد ديني آنذاك، إذ لعبوا دورا أساسيا في مساندة جوليد ضد جبهة التحرير.

تلك المساندة مكنت جوليد من الانتصار، مما منحهم مراتب عليا في السلطة كأمثال رفقي عبد القادر بامكرمة وزير الإعلام، وكذلك فتحب بيلكي مساعد وزير الدفاع وأصبح العرب لهم كلمة مسموعة في تلك الدولة الواقعة على الضفة الأخرى للبحر الأحمر.

ذلك التقارب مكن البعض أيضا في أن يصبح من كبار التجار، أمثال علي حميدة بن مديرية ذو باب، وهو أحد الوكلاء الكبار للتجار في مجال السجائر والتنباك والأدوية والألعاب النارية وكل السلع التجارية التي يتم شحنها عبر موانئ جيبوتي.

التبادل التجاري

يصدر تجار مديرية ذو باب إلى جيبوتي الفحم والأواني الفخارية والمواد الغذائية بمختلف أصنافها وكذا الدقيق والحبوب والحلويات والغاز خصوصا في السنوات الأخيرة من حكم الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، فيما يستوردون منها المواشي والخضروات والفواكه والبهارات بأنواعها وبعض المنتجات يتم استيرادها من أثيوبيا عبر ميناء جيبوتي.

أما نشاط الاصطياد فقد كان من أكثر العوامل التي قربت العلاقة بين أهالي ذو باب وجيبوتي، إذ تمتاز المياه الإقليمية لجيبوتي بوفرة الأسماك لا سيما في جزيرة مسحة التي تبعد 15 ميلا بحريا عن الحدود الصومالية.