المتحف المصري أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل ثروة قومية وكنزاً بالغ الأهمية

تقارير - Friday 21 May 2021 الساعة 11:01 am
القاهرة، نيوزيمن، خاص:

كل مرة ستزور فيها المتحف المصري في قلب التحرير ستجد نفسك في مكان استثنائي وأمام حالة خاصة لن تشاهدها إلا في أم الدنيا. 

سعر التذاكر موحد بين اليمنيين والمصريين 30 جنيها للتذكرة الواحدة، سعر رمزي جدًا مقابل ما ستقرأ من لغة بصرية مدهشة وتحف لا يجيد صناعتها إلا الفراعنة.

آلاف السواح.. آلاف الدولارات

طوال العام لا ينقطع عن هذا المبنى المميز باللون البرتقالي الداكن وفود السواح من جميع القارات السبع آسيا، أستراليا، أفريقيا، أوروبا، روسيا، والأمريكيتين، مئات السواح يحتشدون لرؤية أهم ما خلفته أعظم حضارات التاريخ في أكثر من 5 آلاف سنة قبل الميلاد.

قد يتساءل أحدهم، ما هي هذه من 100 ألف قطعة أثرية وما قيمتها؟، لكن أحيانا أنت بحاجة إلى الحضور كشاهد عيان لتعرف قيمة وأثر هذا الكنز الذي أخرجته البعثات من الأرض بعد آلاف السنين.

كان الفراعنة حريصين كل الحرص على الحفاظ على كل ما أنتجوه من تماثيل عملاقة وجفان وموميات محنطة وأساور وذهب ومنحوتات وكل ما لا يخطر على بال.

حتى جاء إنسان العصر الحديث وبدأ بسن القوانين وتجريم بيع الآثار وتهريبها ثم تحويلها إلى ثورة قومية ومصدر دخل منقطع النظير.

الأهرامات رؤية عن كثب

أهرامات الجيزة هي إحدى عجائب الدنيا التي لا يمكن أن تتجاوزها أي أعجوبة أخرى حتى قيام الساعة؛ وهي واحدة من روافد السياحة البصرية والأثرية التي تجلب السواح من كل أنحاء العالم.

إلى جوارها هناك تمثال "أبو الهول" شاهد آخر على عظمة الإنسان المصري وحضارته ومقابر الملكات والبوابات الأثرية.

ليس ذلك وحسب، فالحديث عن عدد المتاحف التي تحوي الآثار المصرية القديمة أو الحديثة منها بحاجة إلى صفحات كثيرة، لكن الشاهد الأكبر اليوم هو كيف تم تحويل الصحراء إلى مدن سكنية ومناطق الآثار إلى قبلة للسائحين.

حيث تعتبر السياحة عموما في مصر من روافد الدخل القومي وخصوصا منها آثار الفراعنة من أهرامات ومنحوتات وتوابيت وأسرة ومعدات وخطوط وحتى مجموعة كبيرة من أدوات الزينة والفسيفسا.

الربيع العربي والآثار

سألنا العديد من المصريين ماذا لو كانت فوضى الربيع العربي اتسعت كيف ستكون النتائج؟.

 كانت الإجابة متقاربة: سوف نفقد ما يعادل 50% من الآثار المتواجدة في المتحف المصرى فقط. ما يعني أنه لن يتبقى إلا التماثيل العملاقة والتي قد تتعرض للتكسير كما فعل بآثار العراق وسوريا.

بدليل أن محافظة الأقصر جنوبي مصر التي تحوي على أكبر قدر من الآثار الضاربة جذورها في الأرض تم تنصيب محافظ لها، عقب اندلاع الربيع العربي وصعود الإخوان إلى كرسي الحكم، أحد المتهمين بقتل السواح أيام الرئيس الراحل محمد حسني مبارك عام 1998م.

لقد استطاع المصريون وعددهم السكاني يتجاوز ال100 مليون، أن يحافظوا على بلدهم بفضل القوانين وقوة الجيش. كما أنهم أدركوا تماما ما معنى الأمن والاستقرار، لذا التفوا حول بعضهم واليوم تشهد مصر نهضة عمرانية تسير بوتيرة عالية وبصمت تنافس كل دول العالم.