بائع العصافير .. أحدث قرابين تعز لطواحين الموت الإخوانية

تقارير - Wednesday 23 June 2021 الساعة 08:00 am
تعز، نيوزيمن، خاص:

ما إن تصمت فوهات البنادق بين مافيا الحرب الإخوانية بعد كل جولة من جولات القتال التي تنشب بين قياداتها على النفوذ في تعز، حتى تتكشف مأساة جديدة لضحايا يحصدهم الموت المتطاير من هذه الفوهات.

عفيف محمود الشامي ومحمد سعيد الزبيدي كانا أحدث ضحايا هذا الموت الذي توزعه مافيا الحرب الإخوانية لأبناء المدينة، وتنافس فيه الموت الذي تصدره مليشيات الحوثي لهم من أطراف المدينة منذ مارس 2015م.

سقط محمود ومحمد برصاص المواجهات التي شهدتها مدينة تعز، الأحد، بين الأمن وأتباع العقيد باللواء 22 ميكا بكر صادق سرحان، بعد أن قام الأخير بالبسط على أرضية تعود لأحد القيادات المؤسسة لجماعة الإخوان في تعز، وهو ما أغضب الأمن ليوجه بحملة أمنية ضده ويصفه في بيان له بقائد عصابة، وأن 4 من عناصره جرحوا على يد أتباعه. 

ليرد بكر ببيان غاضب ويذكر الأمن بأنه قائد عسكري وبرتبة عقيد ركن، ويتهم الأمن بمحاولة اغتياله والاعتداء عليه وإطلاق النار على منزل والده وأن ثلاثة من حراسة منزل أصيبوا بجراح.

تجاهل بيان الأمن وبيان العقيد بكر الإشارة إلى الفاتورة التي دفعها أبناء المدينة بالاشتباكات، بل إن إعلام الأمن نشر في اليوم التالي خبراً عن زيارة مساعد مدير الأمن العقيد نبيل الكدهي لجرحى من جنود الأمن، متجاهلاً أن 6 جرحى وشابين سقطا قتيلين في هذه الاشتباكات.

محمد سعيد الملقب بـ"الزبيدي" أحد ضحايا الاشتباكات، كشف ناشطون عن تفاصيل مأساوية لحياة الشاب الذي يعمل بائعاً للطيور في أحد أسواق المدينة، يعيل بها أسرته المكونة من طفلين وثالث لا يزال في بطن أمه ويعيش معهم ومع "عصافيره" في "دكان" متواضع.

لم يكن الزبيدي أول ضحايا الفوضى الإخوانية من أبناء المدينة، بل لم يكن أول بائع يسقط مضرجاً بدمائه، حيث سقط زميل له يبيع "الموز" في اشتباكات بين مافيا الحرب الإخوانية منتصف فبراير 2017م بأحد أسواق المدينة.

القصص المؤلمة كانت بسقوط أطفال برصاص الفوضى الإخوانية، التي حصدت روح الطفلة "فلة" وهي في طريقها من المدرسة عائدة إلى منزلها في نوفمبر عام 2018م، والطفلة نوران مجيب علي قاسم البالغة من العمر 6 سنوات التي قتلت برصاص مسلحين هاجموا إحدى محطات تعبئة المياه في حي المناخ بمدينة تعز في يناير 2019م.

ورغم أن حادثة مقتل الطفلة نوران تحولت حينها إلى رأي عام، إلا أن ذلك لم يدفع نحو القبض على الجناة، بل إن المؤلم هو وفاة والدها مجيب بعد الحادثة بـ 9 أشهر فقط، قهراً على دمها بعد أن تم إجباره بالتنازل عن القضية وقبول الصلح مع القتلة من قبل القائد العسكري لمليشيات الإخوان في تعز العميد عبده فرحان المشهور بـ"سالم"، بحسب ما كشفه شقيق مجيب المقيم خارج اليمن.

إلا أن الجريمة الأكثر بشاعة تظل حادثة تصفية الطفل أيهم داخل منزله وإلى جوار أمه بأكثر من 30 طلقة صوبها نحو جسده أتباع القيادي بمليشيات الإخوان غزوان المخلافي في الـ 9 من أغسطس الماضي، بذريعة أن أخاه قتل أحد أتباع غزوان.

جرائم رغم بشاعتها إلا أن ضحاياها باتوا مجرد رقم يضاف إلى قائمة طويلة ومستمرة لما تحصده دوامة العنف والفوضى في تعز، لن تتوقف إلا بإزالة محركها وصانعها وهي سيطرة مافيا الحرب الإخوانية على مقاليد الأمور في المحافظ مدنياً وعسكرياً.