معهد أمريكي: اليمن ينزلق إلى سيناريو كابوس وبحاجة لصفقة كبرى

تقارير - Saturday 03 July 2021 الساعة 04:07 pm
عدن، نيوزيمن:

رأى معهد دول الخليج في واشنطن، أن اليمن بحاجة إلى نهج جديد في التعامل مع الأزمة من قبل أي مبعوث قادم للأمم المتحدة، محذرا من أن "البلد تنزلق الى سيناريو كابوس".

وقال المعهد في تحليل أعده، جريجوري دي جونسون، العضو السابق في فريق الخبراء المعني باليمن، التابع للأمم المتحدة، إنه في حال عدم وجود تغيير في أداء المبعوث الخاص التالي فإنه سيحقق النتائج نفسها، التي حققها الثلاثة السابقون، مشيراً إلى استمرار الحرب وتسببها في مزيدٍ من الانقسام إلى مناطق سياسية مستقلة، يسيطر عليها زعيم الحرب الأقوى.

وأضاف جونسون إن السنوات الست الأخيرة من الحرب كشفت أن الأطراف اليمنية غير قادرة على حل هذا الصراع بمفردها.

وتابع القول: "لن تنجح حلول الوجبات السريعة والخطوات المؤقتة"، لافتاً إلى "أن ذلك ما قام به المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، حين أمضى جزءاً كبيراً من العام الماضي في حملته من أجل إعلان مشترك لوقف إطلاق النار".

وقال إن غريفيث مُني بالفشل، ولم يتم تفعيل اتفاقية "ستوكهولم" في ديسمبر 2018، وهي الصفقة الوحيدة "المعيبة" التي رضخ لضغوط ابرامها لإظهار أي تقدم.

ونوه إلى أن فشل أحد البنود المتعلقة بمستقبل الحديدة في تحديد المقصود بـ"قوات الأمن المحلية"، مما سمح في النهاية لمجموعة من مقاتلي الحوثيين بتسليم السيطرة على المدينة إلى مجموعة حوثية أخرى.

ولعل الأهم من ذلك –يقول التحليل- هو أن اتفاقية ستوكهولم سمحت للحوثيين بإعادة انتشار مقاتليهم من الحديدة إلى مأرب، حيث يشاركون في الهجوم الحالي.

وأضاف إن "الأمر لم يقتصر على فشل غريفيث ومن قبله، ولكن على مدار فتراتهم المتتالية، ازداد سعار الحرب في اليمن بشكل ملحوظ".

وأردف: "ما كان في الغالب نزاعا ثنائيا كان يتطلب اتفاقا بين الحوثيين وحكومة الرئيس هادي، أضحت الآن حربا متعددة الأوجه مع ما لا يقل عن أربع مجموعات مسلحة محلية رئيسة ومجموعة متنوعة من القوى الخارجية، وكلها يجب أن تشهد التوقيع على أي اتفاق سلام شامل".

ورأى جونسون، أن اليمن بحاجة إلى دعم دولي وخطة شاملة وصفقة كبرى تربط جميع جوانب الصراع -المحلي والإقليمي- في حزمة واحدة.

وذكر أنه "في الوقت الحالي يرى الحوثيون أن استمرار الصراع في اليمن يصب في مصلحتهم"، معتبرا أن إيران "ستحتاج إلى إقناعهم بخلاف ذلك".

وأشار إلى أن عدم وجود حل شامل للأزمة اليمنية من شأنه أن يجعل البلد ينزلق بسهولة إلى سيناريو كابوس، موضحا أن عقد السعودية صفقة مع الحوثيين، وترك الحرب الأهلية المحلية دون معالجة، سيؤدي إلى تضاؤل الاهتمام الدولي ويستمر القتال على الأرض.

وشدد على ضرورة انخراط الولايات المتحدة بشكل كامل بحكم علاقتها النافذة مع كل من السعودية والإمارات والأطراف التابعة لها، لإيصال هذه الأطراف إلى أي سلام عادل.

كما نوّه إلى أن أمريكا تحتاج لإنفاذ صفقة السلام مع الحوثيين وإلى مساعدة إيران وعُمان، وكلاهما يحافظ على علاقات جيّدة مع الحوثيين.

وقال معهد دول الخليج في واشنطن، إنه "يجب إشراك كل من روسيا والصين في صياغة الحل النهائي، وذلك عبر دورهما في مجلس الأمن لفرض عقوبات على الأطراف التي سترفض صفقة السلام".