الاختبارات في زمن الحوثي.. موسم سنوي لمعاقبة الفارين من الجبهات

تقارير - Friday 09 July 2021 الساعة 09:48 am
صنعاء، نيوزمن، خاص:

تواصل مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- تدمير العملية التعليمية وتجهيل مخرجات التعليم الأساسي والثانوي، في صنعاء والمحافظات المجاورة لها منذ انقلابها وسطوها المسلح في سبتمبر 2014م.

لم تتوقف الحرب الحوثية ضد التعليم في اليمن عند تحويل ساحات المدارس إلى ميادين تحشيد وتدريب للقتال في جبهات الكهنوت الحوثي، ولا عند مصادرة مرتبات المعلمين، وتسويق الكتاب المدرسي عبر سوق سوداء لتنمية أرباح نافذيها، وفرض جبايات ورسوم غير قانونية على المدارس الخاصة.

ففي زمن مليشيا الحوثي باتت اختبارات الشهادة العامة الأساسية والثانوية موسماً سنوياً لمعاقبة الطلاب المتبقين على قيد الحياة ومن يمكن تسميتهم الناجين من توابيت حروبها، وتحويلهم إلى حقل تجارب لقرارات ارتجالية عشوائية وسط ضغوط نفسية وابتزازات حوثية ترهن الشهادة بالصرخة والتفوق بالحشد للجبهة.

إجابات كليّة خاطئة لأسئلة اختيارية

وفيما زعمت مليشيا الحوثي هذا العام في صنعاء "تحديث آليات عملها لتتوافق مع أنظمة التصحيح الإلكتروني بما يضمن الحد من الغش"، يلاحظ من عام لآخر تنامي ظاهرة الغش في امتحانات الشهادة العامة بأشكال ومظاهر عديدة، حسب مصادر ميدانية في مراكز اختبارية عدة.

واشتكى عشرات الطلاب وجود أسئلة من خارج المقررات الدراسية المعلنة، وأسئلة تعجيزية وخيالية، مشيرين في أحاديث لـ(نيوزيمن) إلى عينة ثالثة من الأسئلة المثيرة لحيرة الطلاب وهي ذات إجابات اختيارية كلها خاطئة.

تتخبط مليشيا الحوثي في اتخاذ قرارات عشوائية تعصف بالعملية التعليمية وتضعها على حافة الانهيار بدءًا بإنهاء العام الدراسي الافتراضي قبل موعده، وليس انتهاءً بمزاجية آلية الاختبارات ذاتها، وما حديث اختبارات ما تسميها المليشيا الحوثية (الحوسبة) إلاّ شاهد على ذلك.

تقييم الأسئلة من آراء الطلاب 

جهل مليشيا الحوثي وغباء قياداتها في قطاع التربية والتعليم بصنعاء بلغ ذروته هذا العام، بإقرار مليشيا الحوثي احتياجها لتقييم مستوى الأسئلة لطلبة الشهادتين الأساسية والثانوية حول الأسئلة الاختبارية للعام الدراسي 2020/2021م، على مستوى كل مادة.

وبدلاً من (إعطاء الخبز لخبّازه) واستقاء التقييم من المختصين مثل معلّمي المواد أو الموجّهين، أو مؤلفي المناهج، أو خبراء في قطاع التربية، وجهت مليشيا الحوثي مديري مكاتب التربية في صنعاء والمحافظات المجاورة لها في تعميم رسمي بتاريخ 1 يوليو 2021م، بـ(أخذ انطباعات الطلبة يومياً -أثناء الاختبارات- وأخذ آرائهم حول أسئلة الاختبارات كتابياً وتلخيصها والرفع بها..".

من أفواه طلاب يؤدون الاختبارات في ظروف قاهرة، تحتاج مليشيا الجهل الحوثي لتقييم مستوى الأسئلة، فتستطلع آراء الطلاب الواقعين تحت الضغط النفسي والإجهاد المعنوي بسبب الاختبارات، تستطلع آراءهم يوميا حول أسئلة اختبارات هي بالتأكيد بالنسبة لهؤلاء ستكون آراء غير موضوعية ولا يصح تربوياً ومنهجيا الاعتماد عليها لتقييم مستوى الأسئلة، ما لم يكن الهدف من ذلك هو التسلية ولا شيء غيرها..

وحسب المصادر الرسمية بوزارة التربية والتعليم في صنعاء، التي يديرها يحيى الحوثي، شقيق زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، يؤدي 463 ألفا و785 طالباً/ـة، خلال الفترة من 26 يونيو/ حزيران إلى 14 يوليو/ تمّوز 2021م، اختبارات الشاهدتين الأساسية والثانوية هذا العام، موزعين على 3 آلاف و481 مركزاً اختبارياً منتشرة في صنعاء والمحافظات المجاورة لها.