خلافة هادي.. اشتعال المنافسة على تركة "الرجل المريض" داخل البيت الإخواني

تقارير - Saturday 10 July 2021 الساعة 08:17 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

أواخر الشهر الماضي أعلنت وكالة الأنباء الرسمية "سبأ"، بأن الرئيس هادي اتجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية "لإجراء فحوصاته الطبية الدورية المعتادة"، ما أعاد طرح الشكوك حول صحة الرجل البالغ من العمر 75 عاماً والذي يعاني مشاكل مزمنة في القلب.

ورغم أن مغادرة هادي إلى أمريكا للعلاج ليست الأولى خلال سنوات حكمه التي تقترب من عقدها الأول، إلا أنها تعيد طرح التساؤلات حول ترتيبات الوضع داخل معسكر الشرعية في حالة وفاته بشكل مفاجئ في ظل مشهد سياسي وعسكري واقتصادي معقد.

ونظرياً، فإن النائب علي محسن الأحمر من سيتولى مقاليد الأمور خلفاً لهادي في حالة وفاته بشكل مفاجئ، وهو ما يهدد بتداعيات غير متوقعة، نظراً للرفض الذي يقابل به الرجل من مختلف القوى داخل وخارج الشرعية باستثناء جماعة الإخوان فقط.

فالجماعة هي من ضغطت على الرئيس هادي لتعيينه نائباً له مطلع أبريل من عام 2016م بعد أن أقنعته بأن نائبه خالد بحاح يُخطط مع الأمريكان للإطاحة به من خلال فرضه (بحاح) رئيساً توافقياً لوقف الحرب في اليمن.

ولاقى القرار يومها اعتراضاً واسعاً من مختلف القوى داخل الشرعية، أولاً لارتباط الرجل بملفات دامية خلال العقود الماضية، وثانياً لكون تعيينه يفسح المجال لأن يفرض كرئيس في حالة وفاة هادي وهو في منصبه.

مؤخراً، برزت مؤشرات على أن الرجل بدأ بالفعل في التهيئة لذلك، ومنها الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة لودر في أبين والتي كشفت الغطاء عن مخطط للأحمر لتحجيم نفوذ هادي في محافظته عبر التخلص من رجالاته، كما يرى الصحفي الجنوبي صالح أبوعوذل في مقاله له حول أحداث لودر.

يقول أبوعوذل بأن نائب الرئيس علي محسن الأحمر، يرى أنه من المهم اليوم قصقصة أجنحة هادي في أبين، مشيراً بأنه نجح في إزاحة الكثير من القيادات الموالية لهادي، مستغلا نفوذه في الرئاسة والدعم الذي يتحصل عليه من أطراف إقليمية عدة.

ويضيف: يعتقد الأحمر ان بإمكانه الوصول إلى الرئاسة خلفا لهادي، بالطريقة التي وصل فيها الأخير للرئاسة، وازاحة هادي تكمن في تجريده من كل مصادر القوة، لم تعد مع هادي أي قوة عسكرية تدين له بالولاء، حتى حرس الرئاسة الذي يقوده مهران قباطي لا يدين بالولاء لهادي، بل للأحمر.

وفي هذا السياق كان لافتاً التقرير الذي نشرته صحيفة "أخبار اليوم" والمعروف بأنها أحد الأدوات الإعلامية للأحمر، وشنت فيه هجوماً غير مسبوق ضد الرئيس هادي وقالت بأنه "بات عقبة أمام أي حلول للأزمة ولإيقاف الحرب".

تقرير الصحيفة، الذي نشر الاثنين الماضي، أشار إلى الدراسة التي نشرها الشهر الماضي مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية حول تشكيل مجلس رئاسي في اليمن، وزعمت بأنها تعكس توجها دوليا لتشكيل المجلس بديلاً عن هادي. 

كما زعمت الصحيفة وجود توجه أمريكي مؤيد ومساند نحو مقترح تشكيل مجلس رئاسي يمني، مضيفة بالقول: مع الاقتناع التام بان الرئيس هادي المعترف بشرعيته دوليا بات هو الأزمة والعقبة أمام أي حلول للأزمة ولإيقاف الحرب بحسب ما يتم تداوله.

اللافت أن الصحيفة نقلت حرفياً الهجوم العنيف الذي تضمنه تقرير المركز ضد الرئيس هادي وقال فيه بأنه "يُنظر إلى هادي على نطاق واسع كرجل دولة غير كفء؛ إذ يفتقر إلى الشرعية المحلية، واتسمت فترة رئاسته بتكريس الفساد الذي استغله أعضاء دائرته المقربة لإثراء أنفسهم".

تقرير المركز مثل في حد ذاته أحد المؤشرات على وجود توجه إخواني لترتيب مرحلة ما بعد هادي، كما يرى ناشطون يؤكدون بان المركز يتلقى دعماً من رجل الأعمال الإخواني البارز أحمد العيسي والذي يشغل أيضاً منصب نائب مدير مكتب هادي.

كما أن العيسي ذاته قد أفصح صراحة عن رغباته في خلافة هادي في مقابلة له نشرها المركز في مارس الماضي، حيث رد على سؤال للمركز عن مرشحه لرئاسة اليمن في حالة التوافق على رئيس جديد أو في حالة وفاة الرئيس هادي بانه يرى نفسه أحق بهذا المنصب.

إفصاح العيسي والأحمر عن رغباتهما في خلافة هادي، يعتبره مراقبون تفسيراً للخلاف الذي تفجر بين العيسي وسلطة شبوة الإخوانية التي قامت بشكل مفاجئ بإلغاء الاتفاقية معه بتشغيل ميناء قنا الذي افتتح مطلع العام الجاري بعيداً عن إشراف الحكومة.

مشيرين إلى أن ذلك جاء بأوامر من الأحمر الذي دخل في حرب مفتوحة ضد العيسي، كشفتها عودة العيسي إلى استيراد المشتقات النفطية عبر عدن بدلاً عن ميناء قنا وإجباره على دفع ضرائب وجمارك مقابل ما يستورده، وهو أمر غير مسبوق.


كما كان لافتاً الاتهامات التي وجهها نشطاء إخوان عبر مواقع التواصل الاجتماعي للعيسي بأنه قام بتمويل فعاليات أنصار الانتقالي التي تم قمعها من قبل سلطات شبوة الإخوانية، الأربعاء، في مؤشر على تصاعد خطير للصراع بين الرجلين.