تفاصيل.. كيف حولت ذراع إيران مركزي صنعاء من سجن لتأهيل النزلاء إلى معتقل للتعذيب؟

تقارير - Monday 19 July 2021 الساعة 08:18 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

حتى فترة قريبة والسجن المركزي بالعاصمة صنعاء يؤدي عمله كأي جهة مختصة لها إدارتها التابعة لمصلحة السجون والمرتبطة بوزارة الداخلية والأمن.

مع استيلاء الحوثيين على مفاصل الدولة كان السجن المركزي من أهم الجهات التي ركزت عليها المليشيا وحولته إلى معتقل كبير.

استطاعت ذراع إيران شرعنة كثير من جرائمها، حيث خضع العديد من المعتقلين لتحقيقات مطولة وتعذيب وصل حد الموت، وإخفاء قسري في معتقلات سرية قبل أن ينتهي بهم الحال في السجن المركزي.

استحداث سجون سرية

فوزية أحمد علي. إحدى الموظفات في السجن، تقول ل"نيوزيمن"، عملت في مركزي صنعاء ما يقارب 18 عامًا كرئيسة للقسم الخاص بالنساء، وبعد دخول الحوثي تم سحب الصلاحيات مننا بالتدريج.

تضيف. وبعد قتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح تغير الوضع تمامًا، حيث قاموا باستحداث سجن خاص منه سجن سري داخل المركزي نفسه لاستقبال حالات نسائية بدون أي أوراق أو ملفات أو حتى عمل الإجراءات الروتينية.

كما أشارت إلى أن المكان الذي تم تخصيصه كسجون سرية كان في الأصل فصول دراسية، معامل تشغيل خياطة، تطريز واشغال يدوية، حضانة أطفال، مركز دارسة لغة وكمبيوتر ومحو أمية جميعها أصبح تحت إشرافهم.

في ذات السياق تؤكد فوزية على أنه تم ايقاف جميع تلك الأنشطة وبدأوا باحلال "الزينبيات" كحراسة، لأن الوضع تغير والحالات الجديدة لهن وضع خاص كونهن معتقلات وتم تلفيق التهم ضدهن وليست قضايا جنائية.

معتقل كبير

كثير من الآباء والأمهات فقدوا أقرباء لهم خاصة من الفتيات، خلال السنوات الخمس الأخيرة وبعد أيام وشهور من البحث اكتشفوا أنهم في السجن المركزي، وكان لتلك الحالات تبعات خطيرة انعكست على مستقبلهم وعلاقتهم بالمجتمع خاصة الفتيات.

تقول فوزية. بعد تحويل تلك الفصول والقاعات إلى معتقلات لا يقترب منها أحد سوى موظفات جدد تم استقدامهن واختيارهن بعناية، ومع مرور الوقت بدأ بعض الآباء والأمهات بالتردد على السجن بحثا عمن فقدوا، وبدأت تتسرب بعض الأخبار ترتب عليها إيقافنا عن العمل ومحاسبتنا ما دفعنا للبحث عن مخرج بعدها.

تقول، قبل كل شيء تم اجبارنا على تأهيل الزينبيات اللاتي من المفترض أن يحللن مكاننا وتم الاستغناء عن كثير من الموظفين من الجنسين بعد أن تحول السجن إلى معتقل كبير وخاصة للنساء اللاتي سمعنا بقصصهن عبر التقارير والتحقيقات الصحفية.

قتل تحت التعذيب

تم استغلال السجن المركزي كجهة جميع النزلاء فيها عليهم قضايا جنائية؛ وبحسب التقارير المرفوعة فقد دفع ذلك بالمليشيا إلى تلفيق تهم المتاجرة بالممنوعات من حشيش ومخدرات وكذلك تهم الدعارة إلى كل الخصوم الذين يتم اعتقالهم وخاصة من النساء.

تطور الأمر إلى أن أصبح أمرا اعتياديا، وكان آخر ضحايا هذا التوجه بنت الحمادي عارضة أزياء وممثلة، هي وصديقتها، حيث تم اعتقالهما واتهامهما بالدعارة والاتجار بالمخدرات.

كثير من الحالات، بحسب فوزية أحمد، تعرضن للتعذيب حتى الموت وتم رفع التقارير بأنهن أقدمن على الانتحار، وتم ابتزاز اقربائهن بأنهم في حال صرحوا بشيء عن الأحداث سيتم نشر صور مخلة وفيديوهات.


تلك نبذة بسيطة من جرائم المليشيا التي تقودها إيران في اليمن، وكيف حولت دائرة حكومية إلى معتقل للتعذيب والتنكيل باليمنيين واليمنيات.