صعدة نحو انتفاضة قبلية جديدة ضد الميليشيات الحوثية

تقارير - Wednesday 04 August 2021 الساعة 08:52 pm
صعدة، نيوزيمن، خاص:

تشهد مديرية "مجز" في محافظة صعدة، أحد أهم معاقل الحوثيين، حالة من الغليان القبلي، بالتزامن مع إعلان قبائل "بني حذيفة"، النفير وحمل السلاح في وجه الميليشيات المدعومة إيرانياً، والتي تأتي مع اشتداد تضييق الخناق وممارسات التنكيل بحق القبائل، التي بدأتها الحوثية منذ أول يوم انقلاب.

وأعلن زعماء قبائل بني حذيفة، مساء أمس، الانتفاضة المسلحة في وجه الميليشيات، ودعوا أبناء القبائل لمساندتهم في تطهير البلاد مما وصفوه بالرجس الفارسي، وذلك على خلفية استمرار اختطاف أبنائهم من قبل الحوثيين.

وذكرت مصادر محلية وأخرى قبلية، في مديرية مجز بصعدة، أن زعماء قبائل بني حذيفة دعوا إلى حمل السلاح للدفاع عن عرضهم وأرضهم التي تستبيحها الميليشيات الحوثية، حد وصفهم، مشيرة إلى أن بني حذيفة، بدأت التحرك وأعلنت اليوم "الموعود" لإنهاء سطوة الحوثي عليهم، واستمرار خطفها أبناء القبيلة والزج بهم في سجونها، وآخرين باتجاه جبهات القتال التابعة لها بالقوة.

وتداول نشطاء في صعدة واليمن، فيديو لزعماء من قبائل حذيفة، وهم يعلنون النفير والتداعي وحمل السلاح، لمواجهة الميليشيات الحوثية، في انتفاضة قبلية جديدة ضد الميليشيات، هذه المرة في معقلهم صعدة.

وحثت مصادر عسكرية وسياسية في صفوف الشرعية، قيادة محور "باقم" لمساندة انتفاضة قبائل حذيفة في مديرية مجز، باعتبارها أقرب القوات القريبة منهم.

وفي فبراير الماضي، شهدت مدينة صعدة اشتباكات بين عناصر حوثية – حوثية على خلفية الاختلاف في الفكر، وتقاسم الغنائم، والمكاسب من الانقلاب، حيث شهد مسجد الإمام الهادي بمدينة صعدة تراشقا بالأحذية بين زعماء قبائل من صعدة، تطور إلى اشتباكات استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والبيضاء.

كما شهدت صعدة التي يختبئ فيها عبدالملك الحوثي، في أكتوبر 2018، انتفاضة قبلية، قادها محمد عبدالعظيم الحوثي، ابن عم زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي، في منطقة آل حميدان بمديرية سحار، خلفت 30 قتيلاً من الجانبين، قبل أن تتمكن عناصر زعيم الميليشيات من اقتحام قرى منطقة آل حميدان، وقامت بتفجير عدد من المنازل، واستباحة البقية، ومارست عمليات إبادة بحق أبناء المنطقة.

وطيلة السنوات الماضية استباح الحوثيون القبائل من صعدة وحتى البيضاء وحوّلوها إلى مجرد خزّان يمدّهم بالمقاتلين فقط، لكن يبدو أن قبائل البيضاء في طريقها لرد الاعتبار، بعد أن أصبحت الوحيدة التي تقول "لا"، في وجه بطش الحوثيين المستفحل منذ 5 سنوات.

ففي 7 يوليو الماضي شهدت مديريات "المطمة والمتون والغيل، والحزم" بالجوف انتفاضة قبلية ضد الميليشيات، حيث قامت قبائل "دهم وآل نوف وآل حسين، وآل صقرة الشولان" بقطع الطريق الرابط بين صنعاء والجوف في وادي "الخارد" في المطمة، فيما قامت قبائل آل حسين بقطع الطريق الرابط بين عمران وصعدة من جهة مديرية الغيل، على خلفية قيام الميليشيات بقتل عدد من أبناء تلك القبائل، وتضييق الخناق على أعمالهم التجارية والزراعية، قبل أن تعلن قبائل دهم مساندة القوات الحكومية، فيما عملت وساطات قبلية على تهدئة الأوضاع مع بقية القبائل.

وفي مطلع يناير من العام الجاري، شهدت منطقة الحيمة بمديرية التعزية محافظة تعز، انتفاضة قبلية ضد الميليشيات انتهت بخذلان قيادة محور تعز لأبناء المنطقة، وتمكنت منها العناصر الحوثية ومارست ضد أبناء الحيمة جرائم إبادة وحربا ضد الإنسانية.

وفي مايو 2020، شهدت البيضاء انتفاضة قبلية قادتها "قبائل آل عوض"، ضد الميليشيات على خلفية مقتل امرأة تدعى "جهاد الأصبحي" على يد أحد مشرفي الميليشيات بطريقة وحشية.

وفي مطلع العام 2019، شهدت منطقة "حجور" بمديرية كشر محافظة حجة، أكبر انتفاضة قبلية ضد الميليشيات، امتدت إلى محافظة عمران، قبل أن تتمكن عناصر الحوثي من وأدها والقضاء عليها بطريقة وحشية، حيث دكت قرى حجور بالمدفعية والأسلحة الثقيلة، وتم استباحة أراضي القبائل فيها، وسط خذلان من قبل الشرعية والتحالف.

سبقتها العديد من المواجهات القبلية ضد الحوثيين في مناطق متفرقة من اليمن، منها انتفاضة "عتمة" في ذمار مطلع 2017، والتي انتهت باستباحة مناطق عتمة وتفجير منازل المعارضين، وتدمير مزارعهم ومصالحهم التجارية، وغيرها من الأعمال غير الإنسانية.