المضاربة ولهيب أسعار السمك ينكّلان بسكان الشريط الساحلي "حضرموت"

إقتصاد - Saturday 21 August 2021 الساعة 08:25 am
سيئون، نيوزيمن، خاص:

اقتصر الكثير من الأسر في محافظة حضرموت -التي يعتبر الصيد فيها الرافد الاقتصادي الأول لسكانها؛ لوقوعها على الشريط الساحلي- على وضع حبات من البطاطس أو الباذنجان مع الأرز في مائدة الغداء الأكثر تناولاً تزامناً مع موجة ارتفاع جنونية في أسعار الأسماك بالمحافظة.

ووصل سعر سمك الثمد، الطبق الأساسي لأغلب الأسر، ما بين 7 -10 آلاف للكيلو الواحد، دون وجود أي جهات تتدخل لإنهاء هذا الارتفاع الجنوني. فيما كان سعره ألف ريال يمني قبل أسابيع.

يقول بائع أسماك التجزئة في سوق السمك المركزي بمدينة سيئون "عبدالله سالم" لـ"نيوزيمن"، إن الارتفاع في أسعار أصناف الأسماك بما في ذلك الرفيعة أو مخفضة الثمن التي يقبل عليها البسطاء كالزينوب والشروي والصعباري لم يعد يحظى بقبول المستهلكين لرداءته وارتفاع سعره.

وأكد أن إنشاء منصات خاصة لبيع الأسماك ووجود جهة مشرفة عليها بداخل الموانئ والمنافذ وأماكن الاصطياد في بحر المكلا سيحد من الارتفاعات الجنونية في أسعارها وتقليل الصادر منها والضغط على المحتكرين لضخ الأسماك إلى الأسواق.

العوامل المناخية دفعت بالأسماك إلى الابتعاد عن سواحل حضرموت والتوجه إلى داخل البحار خلال الفترة الحالية ما انعكس أثره على المواطن والمخزون الموجود لدى شركات حفظ الأسماك، بالمقابل ازدادت الطلبية عليه أكثر ما أدى إلى تضاعف سعره في الأسواق، حسب الصياد "رائد الطوعري".

ودعا الطوعري إلى ضرورة تنظيم السوق الداخلي والتحكم في مسارات خروج الحافظات الخاصة بنقل الأسماك وتجنب تصديرها إلى خارج الوطن دون الحاجة إلى تدخل السماسرة حتى كفاية السوق المحلي وبتكلفة أقل.

زين أحمد زين، رأى أن الزيادة في أسعار الأسماك تعود إلى قانون العرض والطلب، وهو السبب الرئيس وراء هذه الزيادة والمضاربة في الأسعار من طرف الوسطاء بين الصيادين والمستهلكين والمصدرين إلى خارج الوطن عبر سلطنة عمان أو المملكة العربية السعودية.

وقال لـ"نيوزيمن": "رغم وفرة الإنتاج في اصطياد الأسماك إلا أن ارتفاع مصاريف الثلج وأجرة النقل والمحروقات وتفاوت صرف العملات أثقل بكاهله أيضاً على الصيادين بدون أي مراقب أو تصرف حكومي".

وكعادته كل صباح ينتظر بائع التجزئة "كرامة حبيش" في عربته المتنقلة دخول حاويات نقل الأسماك ليحمل على متنها اصنافاً متعددة من الحيتان يسترزق بها في نهار يومه بالبيع بالتجزئة في أحد شوارع مدينة سيئون ليسد بها حاجيات أسرته في ظل الغلاء المتزايد، إلا أنه يعود بطريقه محملاً ببضعة كيلو من الأسماك، كون الأسعار لا تبشر بزيادة الإقبال عليها، ولعل أحداً من المارة يشتريها ولو بسعرها المرتفع..

وذكر "حبيش" لـ"نيوزيمن"، أن الغلاء المتزايد في المواد الأساسية للغذاء دفع به للعمل في بيع السمك لرخص ثمنه ومكسبه المعقول في اليوم قبل أشهر؛ لكن اليوم بات الوضع من سيئ إلى أسوأ لضعف إقبال المستهلكين على شراء الأسماك واستبدالها بالدجاج أو مكملات الغذاء الأخرى.

إلى ذلك اعتبر "ناصر باقاس" ارتفاع أسعار الأسماك نتيجة لإهمال السلطة المحلية بالمحافظة وعدم القيام بمهامها ومسؤوليتها للحفاظ على الثروة السمكية، مُستطرِدا أن إغراءات التدخل الأجنبي للتصدير إلى خارج المحافظة بأسعار خيالية جعلت الصيادين يعزفون عن البيع بأسعار منخفضة في السوق المحلي ولا ترضي قبول المواطن المشتري إلا غصباً ليجد ما يضاف إلى خصار الغذاء ومكملاته الضرورية.

وحذر "ناصر كرامه" من استمرار الارتفاع في بيع الأسماك وتحويله إلى سعر يقارب أسعار اللحوم الحمراء إذا ما بقيت الدولة تتفرج وتقف مكتوفة الأيدي من عملية التصدير العشوائية وعدم مراقبة السوق المحلي وعملية البيع والشراء بالجملة أو التجزئة، مؤكداً أن "التجار أصبحوا في الوقت الراهن لا يملكون سوى البطش والتنكيل بالمواطنين وبحثهم عن مكاسب مالية حتى على حساب أبناء الوطن دون أي ضمير يردعهم عن القيام بعملية التصدير والبيع بأسعار خيالية".

ودعا رواد التواصل الاجتماعي، مؤخراً، إلى مقاطعة الأسماك؛ كرد فعل على ارتفاعها في الأسواق من أجل الضغط على المحتكرين ودفعهم للتراجع عن هذه الزيادة.