المقدشي قائد الهزائم ورجل الفساد في قوات هادي

تقارير - Monday 23 August 2021 الساعة 07:52 am
مأرب، نيوزيمن، خاص:

شهدت أروقة الجبهات اليمنية، خلال اليومين الماضيين، ضجة وتذمراً واسعاً في أوساط المقاتلين وقيادات الوحدات القتالية في صفوف الجيش اليمني، على خلفية قيام قيادة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بتكريم وزير الدفاع الفريق الركن محمد المقدشي، الذي يتهم بالفساد والفشل في قيادة الوزارة خلال فترة توليه الممتدة من نهاية العام 2018.

وكانت قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي كرمت وزير دفاع الشرعية الفريق الركن محمد المقدشي، أمس الأول، في مقر القيادة المشتركة بالرياض، رغم أن فترة توليه للوزارة لم تشهد جبهات القتال ضد الميلشيات الحوثية المدعومة إيرانياً أي انتصار، بل تلقت هزائم كبيرة كان أبرزها في نهم صنعاء، والجوف، والبيضاء، فضلا عن توقف القتال في جبهات صعدة وحجة والبيضاء وتعز.

وسخر ناشطون يمنيون أيضا من تكريم التحالف للمقدشي، حيث كان ينتظر أن يتم تقديمه للمحاكمة العسكرية على خلفية الهزائم المتتالية التي تكبدتها القوات الحكومية في عهده، واتهامه من مشايخ قبائل مشاركين في القتال مع الجيش، بالفساد وتهريب الأسلحة وبيعها للحوثيين.

كما جاء تكريم المقدشي، بالتزامن مع معلومات وأنباء تفيد بإقالته من منصب وزير الدفاع، وأن التكريم يأتي في إطار تخوفات الشرعية والتحالف من قيام المقدشي، بالانشقاق والانضمام للحوثيين، وزرع الفتن والقيام بعمليات اغتيالات وتصفيات لقيادات وطنية في الجيش من خلال مساعديه الذين تم زراعتهم في مفاصل وزارة الدفاع والألوية والوحدات القتالية المختلفة.

ووفقا لمصادر عسكرية في مأرب، فإن المقدشي يتحكم بعديد من الملفات التي تخوله إفشال أي عمليات للجيش والمقاومة، والتحالف العربي في أي جبهة واقعة في محيط صنعاء، أو في محافظات تعز وحجة، وهي جبهات تديرها قيادات تابعة لحزب الإصلاح المنخرطة في إطار الشرعية، حيث يتحكم المقدشي بالقيادات العسكرية في تلك المناطق، فضلا عن امتلاكه المعلومات العسكرية السرية التي تتضمن خطط وبرامج وحجم الأسلحة ومناطق تواجده، والتي يتوقع أن يتم تسليمها للحوثيين في حال تم إقالته.

يذكر أن المقدشي تم تعيينه رئيساً لهيئة الأركان العامة (3 مايو 2015) بوزارة الدفاع خلفا للواء حسين خيران الذي أحاله الرئيس هادي للمحاكمة العسكرية بتهمة الخيانة العظمى، وفي مطلع سبتمبر 2017 تم إعادة تعيينه مستشاراً للقائد الأعلى للقوات المسلحة لشئون الدفاع، قبل أن يضغط علي محسن، على هادي والتحالف بتعيين رجله الفاسد وزيرا للدفاع في نوفمبر من العام 2018.

ويتهم المقدشي، بالوقوف وراء الهزائم التي تعرضت لها القوات الحكومية في جبهات محيط العاصمة صنعاء، وعلى رأسها جبهات نهم والجوف، مطلع العام الماضي 2020، حيث تمكنت ميليشيات الحوثي من السيطرة على مناطق عدة في نهم شرق صنعاء في يناير، قبل أن تتمكن في مارس 2020 من السيطرة على مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف.

كما يتهم المقدشي، بالوقوف وراء وصول الميليشيات إلى محيط مدينة مأرب من جهات مختلفة، وكذا تنسيقه المباشر مع قيادات حوثية لتسليم مارب، كما أفاد في 22 أبريل الماضي الشيخ القبلي "غالب ناصر كعلان"، في تصريحات صحفية.

كعلان، كشف عن وجود مخطط يشرف عليه الجنرال علي محسن الأحمر نائب الرئيس، والذراع العسكري للإخوان في اليمن، ووزير الدفاع المقدشي، في تسليم مدينة مأرب النفطية، للحوثيين، من خلال إبقاء القوات والقبائل، مدافعة أمام هجوم الحوثي لأشهر، دون الهجوم على مواقع الميليشيات الحوثية، حتى يتم استنزاف الجيش والقبائل، وعندها تشن الميليشيات هجوما واسعا على مأرب التي ستسقط بسهولة.

من جانبها سلطت وسائل إعلام يمنية، الضوء في أكثر من مناسبة خلال العامين الماضيين، على فساد المقدشي، تم فيها الكشف عن حجم ثروته المقدرة بنصف ترليون ريال يمني، والتي تم كسبها من صفقات كبيرة، منها بيع الأسلحة والذخائر وطعام الجند والمعلومات العسكرية والاستخباراتية للحوثيين، فضلا عن تلقيه مبالغ مالية كبيرة من التحالف والشرعية شهريا كموازنة لوزارة الدفاع يتم استقطاع معظمها لصالح الوزير وقيادات عسكرية موالية له، فيما يتم صرف الفتات لمنتسبي الوزارة والمقاتلين في الجبهات.

وفي إطار قيادته لوزارة الدفاع منذ العام 2018، شهدت جبهات القتال تراجعا كبيرا، ومنيت القوات الحكومية بهزائم على يد الميليشيات الإيرانية، كان أبرزها سقوط نهم بمحيط صنعاء في يناير 2020، رغم تواجد 18 لواء بقوام 23 ألف جندي فيها، تم إصدار توجيهات لها من قبل المقدشي بالتراجع وتسليم المواقع للحوثيين، مع مخازن الأسلحة.

كما تم في عهد المقدشي تسليم مديريات المتون والغيل وصولا إلى مدينة الحزم وأجزاء كبيرة من مديرية خب والشعف في الجوف، للميليشيات في مارس من ذات العام، رغم تواجد ما يقارب 13 لواء قتاليا في المنطقة العسكرية السادسة.

وجاء تعيين المقدشي في منصب وزير الدفاع بدلا عن وزير الدفاع محمود الصبيحي، الذي لا يزال أسيرا لدى الحوثيين منذ مارس 2015، كارثيا وفقا لمصادر عسكرية يمنية، حيث شهدت جبهات القتال في عهده انتكاسة كبيرة سواء في محيط صنعاء، أو تلك الواقعة في محافظات البيضاء وتعز وحجة، والتي تم تجميدها بتوجيهات من المقدشي وقيادات الجيش المنتمية لحزب الإصلاح.

وقبل تعيينه وزيرا للدفاع وترقيته إلى رتبة فريق ركن، اتهم المقدشي الذي تم إقالته من منصب رئيس هيئة الأركان، بالوقوف وراء محاولة اغتيال رئيس هيئة الأركان اليمنية الدكتور اللواء طاهر العقيلي في كمين مفخخ أثناء زيارته لجبهة اليتمة في الجوف، في 2018، ما جعله الحادث مقعدا.

حينها وجه العقيلي رسالة متضمنة تقارير التحقيقات أن المقدشي دبر عملية اغتيال للعقيلي الذي تم تعيينه رئيسا لهيئة الأركان خلفا للمقدشي بعد فشل الأخير في بناء جيش وطني يمني وقيامه ببناء جيش عصبوي يدين بالولاء المطلق للإخوان المسلمين بإشراف علي محسن الأحمر.

واتهم المقدشي وقيادات إخوانية بارزة، بالوقوف وراء اغتيالات القيادات العسكرية الوطنية في جبهات القتال، منها إعطاء إحداثيات تواجد عبدالرب الشدادي، وأحمد العقيلي، فضلا عن ترتيب عملية مقتل عدنان الحمادي، وقيادات عسكرية أخرى في الساحل الغربي، على خلفية تحقيق تلك القيادات انتصارات على الحوثيين، الأمر الذي يزعج المقدشي، الذي تقع استثماراته في مناطق سيطرة الميلشيات في صنعاء وذمار.