فضيحة "السبيعي".. توثيق لإجرام الحوثي بحق أعراض اليمنيين ونسف لأكاذيبه بالدفاع عنها

تقارير - Thursday 26 August 2021 الساعة 09:16 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

مؤخراً تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً لأحد منشدي جماعة الحوثي، يظهر تحرشه اللفظي بحق نساء في إحدى الحدائق العامة بالعاصمة صنعاء بشكل وقح.

أظهر المقطع المدعو "أبورعد السبيعي" وهو أحد منشدي جماعة الحوثي البارزين وهو يتناول القات برفقه عناصر من الجماعة في إحدى الحدائق العامة، ليطلب من زميله توجيه كاميرا الهاتف لتصوير النساء والفتيات من حولهم مع عبارات تحرش بحقهن.

المقطع أثار غضباً واسعاً بين اليمنيين، واعتبروه مؤشراً صادماً على جرأة عناصر الجماعة في الإساءة والتعدي على كرامة النساء في مجتمع محافظ، وعدم الخوف من أي ردة فعل تجاه ذلك.

تعليقات النشطاء الذين تداولوا المقطع اعتبرته انعكاساً على مدى الغرور والصلف الذي وصلت إليه جماعة الحوثي بتحديها لكافة الخطوط الحمراء للمجتمع اليمني، كما أنه يعد دليلاً يعزز إدانة جرائمها بحق النساء.

اللافت أن بطل هذه الفضيحة، يعد من أشد أصوات جماعة الحوثي المزايدة باسم الدفاع عن أعراض اليمنيين، قبل نحو أسبوعين فقط كان الرجل يصرخ عبر قناته الشخصية على "اليوتيوب" بالدفاع عن "أعراض اليمن وبنات اليمن"، ضمن الحملة الحوثية التي شنت على عبارة وردت في مسلسل "رشاش" السعودي.

كما أن الرجل أصدر في فبراير الماضي "زاملا" حوثيا تحت عنوان "عرضنا والشرف غالي"، ضمن حملة حوثية ايضاً زعمت حينها اعتقال امرأة من قبل السلطات في مدينة مأرب.

هذه المزايدة باسم الأعراض والشرف أعاد الناشطون التذكير بها مع فيديو الفضيحة لتحرش السبيعي، كدليل دامغ على حجم النفاق والكذب الذي تمارسها جماعة الحوثي وتقديم نفسها كحام لأعراض اليمنيين وكرامة النساء والعزف على هذا الوتر الحساس لتبرير قمعها وتسلطها على رقاب اليمنيين.

مزايدة يائسة تحاول من خلالها جماعة الحوثي التغطية على الحقيقة الدامغة بأن ما تعرضت له النساء من انتهاكات واعتداءات من قبلها لم يشهد له مثيل في تاريخ اليمن الحديث وصراعاته التي ظلت فيها النساء تحظى بحماية خاصة توفرها عادات وتقاليد المجتمع اليمني المجرِّمة لأي اعتداء يطالها في أي نزاع.

هذه الحماية الخاصة نسفتها جماعة الحوثي، التي كسرت كافة الخطوط الحمراء للمجتمع اليمني ومنها النساء اللاتي تعرضن لانتهاكات وصلت حد الاختطاف والاغتصاب للمئات منهن في سجونها الخاصة، بحسب تقارير محلية ودولية.

مطلع العام الجاري وثق تقرير حقوقي صادر عن منظمات نسوية يمنية ودولية 1181 حالة انتهاك لنساء يمنيات اعتقلن في سجون الميليشيات الحوثية خلال ثلاثة أعوام فقط (ديسمبر 2017 حتى ديسمبر 2020)، تنوعت ما بين القتل والتعذيب والإخفاء والتشويه والعنف الجنسي والاغتصاب التي بلغت 71 حالة.

هذه الجرائم أكدتها تقارير دولية وكان نجمها القيادي الحوثي سلطان زابن الذي عينته الجماعة مديراً للبحث الجنائي أعلن عن وفاته بشكل غامض في أبريل الماضي، وسط تكهنات بأن الجماعة تخلصت منه بعد أن حولته التقارير الدولية إلى وصمة عار في جبينها.

أدرج مجلس الأمن اسم زابن في لائحة العقوبات بعد أن أكد تقرير لجنة الخبراء التابعة لمجلس الأمن، مسئوليته عن سلسلة من الجرائم والانتهاكات التي مارسها زابن بحق السجينات من الناشطات التي تحتجزهن المليشيا في سجونها ومنها التعذيب والاغتصاب، وسبق أن أدرجته أمريكا في قائمة العقوبات لذات الأسباب.

ولعل أبرز إدانة لجماعة الحوثي في هذا الملف، قضية الفنانة انتصار الحمادي التي تقبع في سجونها منذ 5 أشهر، وما كشفه فريق حقوقي زارها في السجن من أن جماعة الحوثي طلبت منها بعد اختطافها من الشارع أن تعمل لصالحها في مجال الدعارة، مقابل إطلاق سراحها.